مرايا – عُمر كُلّاب – ما تحت الرماد يتكشف على السطح , هذا اختصار لحالة الحراك الدائر اليوم من خارج الجغرافيا الاردنية ومن داخلها , وثمة استشعار بان السلطة لم تعد قادرة على تجاوز اللحظة الراهنة بشكل دعا بعض القوى التقليدية والسابقة الى اعادة تنظيم نفسها وعرض مفاتنها على شكل استربتيز سياسي وليس برنامج انقاذ وطني للمرور من اللحظة الراهنة واستثمار حالة الانهاك التي تعانيها مفاتيح السلطة ومسنناتها , ليس على شكل انتهازية سياسية بقدر ما هو محاولة مخلصة لانقاذ الدولة من براثن السلطة المهيمنة التي تعاني من ترهل وفساد وانعدام موثوقية ومن بديل لا يحمل اي اختلاف عن القائم بل هو اسوأ بكل المقاييس .

منذ ان فتحت مكاتب فرعون العصر الجديد ابوابها لسدنة الصهيونية العالمية الذين دخلوا البيت الابيض او الهرم الابيض لفرعون العصر الجديد بمناصب مؤثرة ومقاعد وثيرة , ورائحة الخيانة او الاستجابة لسحر الفرعون الجديد تتبدى بين ظهرانينا , على شكل اشاعات مبرمجة وبيانات عجولة بمطالب تفتقر الى ادنى الضوابط الدستورية رغم استنادها الى الدستور شكلا وليس مضمونا , مستثمرة تلك القوى شبه المنظمة على محدودية عددها في حالة الجفاء بين السلطة وبين المواطنين , الذين اعمتهم الظروف السيئة التي خلقتها السلطة نفسها عن رؤية الحقيقة الواقفة خلف المتنمرين الجدد , الذين يطرحون اليوم برنامجهم البديل للسلطة القائمة بل واحيانا يطرحون برنامجا بديلا للدولة القائمة .

فالحالة الراهنة يسيدها برنامجان , الاول برنامج تقليدي للسلطة القائمة وطبقة الحكم التي اوصلتنا الى هذا الوضع الخانق والمخنوق , وطبقة جديدة تسعى الى ان تكون هي في موقع السلطة رغم انها جزء لا يتجزأ من السلطة ذاتها , بل ان معظم رموزها وصانعي عقلها ممن كانوا سببا من اسباب الازمة واليوم يحاولون استثمار لحظة الكفر الوطني وتقديم انفسهم كمنظومة لحل الازمة , مع انكار واستنكار لدورهم في الازمة وكأن الذاكرة من تراب وكأن عقل المواطن الاردني مثل عقل السمكة التي تشطب ذاكرتها كل خمس دقائق , والعجيب ان طرفي المعادلة مستمتعان بالحالة التي يغيب عنها اصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير .

ورغم ان زمن المعجزات انتهى بانتهاء هبوط الوحي , الا ان المعجزة الاردنية قابلة للتحقق اليوم تحديدا , ولعل عصا موسى الاردنية موجودة وحاضرة , وتحتاج فقط الى اصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير كي يلتقطوها ويضربوا بها حبال السحرة , الذين اوصلونا الى الحالة الراهنة , واول اصحاب المصلحة الملك رأس الدولة ورأس نظامها العام , فقد استثمر السحرة من اعضاء السلطة القائمين والسابقين , انشغاله بالظرف الخارجي ومشاريع فرعون الجديد التي تستهدف الاردن وفلسطين والاقليم كله ليرموا حبالهم حولنا وتسحر عيوننا عن رؤية الحل الحقيقي القائم على كنس طرفي المعادلة القائمة الآن , فلا السلطة القائمة الان تمتلك الثقة ولا معارضتها الخارجة من رحمها الفاسد موثوقة ايضا ، فكل وزير سابق او متقاعد برتبة عليا هو شريك في هذه الازمة وليس بريئا على الاطلاق حتى وإن علا صوته وسقفه .

عصا موسى الاردنية هي الجيل الاردني الذي بقي مؤمنا بالدولة وحمايتها في مناطق الفقر ومخيمات القهر وبوادي العوز والحاجة , ومع كل الضربات على رأسه لم يفقد ايمانه بالدولة وثوابتها ” العرش والجيش والشعب ” ويمتلكون من الكفاءات افضلها واكثرها حرصا ومصلحة , فهم لا يمتلكون ارصدة في الخارج ولا ولاءات للسفارات , وهم اهل البلد وكراسيها فعلا وقولا , وعلى الدولة ان تعيد صياغة تحالفها معهم ومعهم فقط , فهم عصا موسى المنجية .