بعد تزايد الاقتحامات والغاء النشاطات الفكرية

اذاعان الرزاز للاخوان المسلمين ونواب الصوت البسيط يطرح سؤال الصفقة

وزير الثقافة والشباب غائب عن المشهد وشكوك بانحيازه لتيار اليمين الاسلاموي

العطعوط وعلم يطرحان الاسئلة الحرجة على الرئيس

مرايا – عمر كلاب

في اللحظة التي تتحلل فيها مجتمعات وبلدان من ارث البداوة الديني القاسي والتطرف المنهجي , تسعى حكومة الدكتور عمر الرزاز الى اعادة عقارب المجتمع الاردني الى الخلف , وهي تقبل ابتزاز تيار سياسي برلماني مسنود بمنافسة من برلمانيين اصحاب خبرة وحضور ونفوذ , ينافسون كتلة الاصلاح البرلمانية – بقيادة تيار الاخوان المسلمين – وتيار سلفي تقليدي ومنغلق ,على الشعبوية الغرائزية واستغلال الفهم الديني البسيط لغالبية الاردنيين .

التيار الاسلاموي – الاخواني والسلفي وبعض نواب التنافس على الصوت الانتخابي البسيط – , الذي عجز عن انتاج قانون الحسبة – قانون يخول الاشخاص تقييم الفنون والاداب والمسلكيات العامة نيابة عن المجتمع – نجح في ارهاب حكومة الاصلاحي عمر الرزاز ودفعته الى وقف نشاطات والغاء موافقات ومداهمة احتفالات بحجة الدفاع عن قيم المجتمع الاردني المحافظ , حسب تعبير تلك الكتلة الحرجة التي لم نشهد لها مواقفا صلبة حيال الحريات ومحاربة الفساد , بل ان معظمهم ممن ينتمون الى التيارات السائرة مع اتجاه الرياح السياسية للسلطة ولا اقول للدولة .

وسط هذه الشراسة في الهجوم على التيارات المدنية والحوارات الفكرية نجد صمتا مطبقا من تيارات مدنية برلمانية يقف على رأسها تيار معا المشغول في خوض معركة سياسية على اسس شعبوية ايضا , غافلا عن خطورة هذه الشراسة في الهجمة على المجتمع المدني وتيارات التنوير والحوار المفتوح , ومتناسيا ان هذا تجفيف لمنابعه الصوتية والفكرية ويندرج نقد معا على باقي تيارات المجتمع المدني من تيار المبادرة الى تيار مروان المعشر والقائمة تطول .

اذعان الحكومة وصمت التيارات السياسية اليسارية والمدنية , دفع بنشطاء الى التصدي لهذا الاذعان حرصا على قيم الدولة في الانفتاح والتعدد , فالناشطة ديما علم ” دبّت الصوت ” حسب التعبير الشعبي , سائلة الدكتور الرزاز عن فلسفة المنع وعن الأسس التي يتم على اساسها اعتقال ومداهمة الحفلات وإلغاء الندوات لانه باخر شهر وحسب منشورها , معظم اصحاب الحفلات اصبحوا اصحاب أسبقيات وغير الغاء حفلات وإلغاء ندوات بحجج غريبة الخ , واضافت “نريد ان نعرف هل في المملكة الاردنية الهاشمية , ممنوع الرقص في الحفلات , ممنوع الاختلاط , ممنوع احتساء الكحول , ممنوع التطرق لأمور تنويرية وامور جدلية , هل يجب موافقة كتلة الاصلاح على كل حفل لانه حسب الواتساب النيابي هم المحرك الأساسي للموافقة او الرفض في هذه الامور تحديدا وأصبحت كلمتهم هي النهائية .

ما قالته علم تحدث به نشطاء اخرون على مواقع التواصل الاجتماعي , فيما صمتت تيارات سياسية ومدنية والصمت الفاجعة كان من وزير الثقافة والشباب الجديد , الذي لم نسمع له صوتا حيال كل هذه الاجراءات التعسفية والغاء ندوات تنويرية وان كانت خلافية , والرجل كان من المنادين بالتنوير والانفتاح على كل التكوينات الفكرية وتحديدا موقفه في الدفاع عن جماعة الاخوان المسلمين اثناء احداث الربيع العربي وتواجده في دوار الداخلية ليلة اذار الشهيرة بصحبة تيار مدني تخلّق فيما بعد تحت اسم معا وفرّ احد منظريه وزيرا في الحكومة .

اسئلة برسم القلق عن موقف الوزير محمد ابو رمان , صاحب الخلفية السلفية في التفكير واحد الباحثين في شؤون الحركات الاسلامية , من هذا التجرؤ على المنع والمداهمة لمجرد احتجاج كتلة نيابية ينتمي هو الى نفس تربتها الفكرية مع انه اظهر مرونة كبيرة في مسيرته اللاحقة اغوت جهات عديدة وكاتب التحليل منهم الى التفاؤل بتوزيره .

حكومة الدكتور الرزاز ومنذ قدومها وهي تتعرض لهجمات من تيارات يمينية محافظة , وبدل التصدي لها واعلاء ثقافة النوير , بدات تتراجع امام هذه الهجمات الى الحد الذي اتهمها الناشط الحقوقي عمر العطعوط بانها تستجدي رضى هذه التيارات وتسعى الى الدفاع عن المدنية والتنويرية وكانها تهمة تسعى الى التخلص منها او نفيها بدليل سلوكها المستكين امام هذه الاجتراءات على قيم الدولة المدنية .تراخي الحكومة في الدفاع عن قيم الدولة اما هجمة اليمين الفكري , تشي بأن الحكومة منشغلة ومهتمة بتمرير صفقة قانون الضريبة وتمرير ازمة فاجعة البحر الميت وتسعى الى شراء رضى نواب التمرين التعبوي من اجل ذلك , فما كتبه الدكتور عمر الرزاز في معرض تعليقه علة صورة مرشحة نيابية تكشف انه ينتمي الى تيار الحداثة مما يعزز فرضية الصفقة , ولكنها صفقة مكلفة لانها تعتدي على قيم الدولة وانفتاحها وتلك القيم هي التي أنجت الدولة من كل مآزق الاقليم واحداثه .

(الأنباط)