مرايا – كتب : محمد فخري – قصتي صغيرة وبسيطة وحتى حلمي صغير ،حلمي أدرس محاماة وأدافع عن الأطفال والأسرى ، أبوي كان أسير سابق ، وأنا بتقدروا تحكوا أسيرة ، ولهيك كان هدفي أصير محامية وأدافع عن الأسرى بحكم انه بعرف معاناتهم كويس، إعتقلوني على حاجز زعترة جنوب نابلس وحققوا معي 15 يوم وطلعوني ومنعوني أدخل القدس وكانت حجتهم إني حاولت أنفذ عملية طعن ، الأسرى أضربوا عن الطعام وتضامنت معهم وأضربت زي زيهم ، بس ما حد من أهلي عرف كل ما ينادوني ع الأكل أحكيلهم شبعانة ، أضربت 5 أيام وبتاريخ 7/5/2017 جهزت الفطور لأخواني وطلعت من قرية قراوة ورحت على المدرسة زي كل يوم كنت صف عاشر ، وبعد المدرسة رحت على دورة تعليمية ، وبعدها مرقت من عند حاجز قلنديا لحد ما وصلت ساحة باب العامود اللي هي الطريق للأقصى ، استغليت إني لابسة زي المدرسة وقدرت أمشي وما حد يحس فيي ، كنت ناوية أزور بيت جدي وخوالي وخالاتي ، وبعدها أروح على الأقصى أصلي وأدعي ربنا يشفي أختي ، أختي اللي عندها إعاقة لانه في تشوهات بعمودها الفقري ، بس المفاجأة كانت !
5 جنود حولي حاصروني بلحظة وكان معامهم 5 بنادق حوطوني وبدون أي تنبيه وبلشوا يطخوا علي ، 20 طلقة ما كنت حاسة من وين الطلقة بتدخل بجسمي ومن وين بتطلع ، خزقوا جسمي، الطلق من صدري وظهري وبطني لحد ما وقعت على وجهي على الأرض وصار قدامي غباش ، ضليت أنزف وما حد قرب مني لإنه الجنود منعوا حد يسعفني ، وبعدها أجت سيارة إسعاف للكيان أخذت جثتي بكيس أسود وراحت ، الخبر وصل لأهلي وقرايبي اللي كانوا معتصمين بخيمة للتضامن مع الأسرى ، وصلهم الخبر ” فاطمة عفيف حجيجي ” بنت 16 سنة إستشهدت في باب العامود ، كان خبر صاعق وما بتصدق ، بنتك أو أختك تطلع على المدرسة وفجأة تسمع إنها مطخوخة 20 طلقة وبمنطقة ممنوع تواجدها فيها !
كيف هيك وليش أسرلة كثيرة براس أهلي ،
الكيان رن على أبوي والضابط الصهيوني طلبه للتحقيق وهدده اذا ما اجى ، أبوي راح عليهم وقعد ساعتين ونص عندهم ، الضابط كان مذهول كيف هالطفلة اخترقت الحواجز وهي ممنوعة وتبين انه في وجود ثغرة عندهم ، وبلغوا أبوي انه بنتك حاولت تنفذ عملية طعن !
كذبوا وقلوا الأدب مع أبوي لانهم عرفوا ما في عقاب ، عدموني وعدموا حلمي اني أكمل محاماة ، قدام العالم اللي بدعي انه مع الطفل بدون حسيب ولا رقيب ، الكيان جبان بخاف من الطفل وشنتته ، بخاف من البنت وحجابها ، بخاف من الأب وإبنه ، الكيان وجنوده جبان بخاف من بنت بزيها المدرسي بوقت ما فيه مدرسة ، بس الحمد لله قدرت أثبت إنه مقولة رئيسة الوزراء الصهيونية غولدا مائير : الكبار يموتون والصغار ينسون مقولة كذابة ، وانه الصغار رح يرهبوا ويرعبوا ويطاردوا هالإحتلال لحد ما يحل .
* من سلسلة “الشهيد ليس رقما”