مرايا – ذكرت وكالة وطن للانباء انه هناك أخبار مؤكدة تفيد بان الحكومة التونسية استجابت لطلب تقدم به وفد سياحي إسرائيلي عبر وزير السياحة، روني طرابلسي، من أجل زيارة منزل الشهيد الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد)، وان الوفد قام فعلاً بزيارة “الفيلا” التي اغتيل فيها أبو جهاد والتي تقع بضاحية سيدي بوسعيد.

هل يدركون خطورة الفعلة؟

ألا يفسرون الدلالات والمسكوت عنه وما هو ممكن الوقوع؟

حيث ذكرت بعد المصادر أن الوفد السياحي كان من ضمنه بعض أفراد بعض أفراد من الكوماندوز الذين شاركوا سابقاً في اغتيال أبو جهاد.. وانهم أصروا على زيارة المكان الذي نُفذت فيه أشهر وأقوى عمليات “الموساد” في التصفية السياسية في تاريخ القضية الفلسطينية.. من اجل الفخر والتشفّي والانتقام بتذكر بطولات الجيش الإسرائيلي “الذي لا يقهر”!

وتشهد تونس ارتفاعاً غير مسبوق في نسق التطبيع السياسي منذ قدم يوسف الشاهد إلى الحكم وتزكية راشد الغنوشي “للصهيوني” التونسي روني طرابلس ليشغل خطة وزير السياحة.. وإشراف خميس الجيهناوي على وزارة الخارجية.

يذكر أن “إسرائيل” قامت باعتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) في 16 أبريل 1988، وأرسلت الكوماندوز لتنفيذ العملية تحت غطاء وفد سياحي بجاوزات سفر أوروبية. وأدت عملية الاغتيال إلى الكشف عن خلية جوسسة تونسية تعمل لفائدة الموساد يشرف عليها طبيب تونسي مقيم في باجة. تمت محاكمة أفرادها لاحقاً في عهد بن علي.

خبر زيارة الوفد تتداوله مصادر، وهو خطير، لأن الجريمة السياسية لا تسقط بمرور الزمن.. وكان أجدر بمصالح وزارة الداخلية والنيابة العمومية أن تمنع زيارة وفد إلى مكان رمزي انتُخكت فيه السيادة الوطنية.

وكان جديراً بها أيضاً أن تتحرى في الهويات الحقيقية للإسرائيليين الذين زاروا تونس تحت غطاء حج منطقة “الغريبة”.

لكن الحدث يؤكد سقوطاً اخلاقياً للحلف الحاكم.. ويثبت قوة الاختراق الإسرائيلي للمجال السياسي والمالي والإعلامي في تونس.. وانهيار الأفكار الوطنية الجامعة.