– هل تركيا زعزعت النفوذ الامريكي بشراء “اس-400” الروسي؟

– ما موقف الناتو ازاء القرار الامريكي؟

مرايا – ايهاب القيسي – هي نقيض للعقوبات الروسية التي فرضت على تركيا اعقاب اسقاطها طائرة روسية على اراضيها في 2015، وتعرضها لعقوبات امريكية بعد رفضها اطلاق سراح القس الامريكي اندرو برنسون من السجن.

الا ان العقوبات بالسابق اقتصرت بالاعتذار للحكومة الروسية واطلاق سراح القس الامريكي، بيد ان تركيا الان امام صفقة بمليارات الدولارات لشراء منظومة الـ “اس-400” الروسية، والتي مازالت تركيا تستكمل تسلمها وبظرف ايام تباشر عملها.

هل تؤثر الصفقة التركية على النفوذ الامريكي؟

لا شك ان تركيا ماضية في استكمال الصفقة ولا مجال للتراجع عنها، او تكديس المنظومة بالمستودعات، وبتتابع تصريحات ترامب باعتراضه للصفقة وتوافق الاعتراض مع البنتاغون، منذرا بتصدع بالنفوذ الامريكي في المنطقة .

انذار مبكر، لتزعزع السيطرة الامريكية في حال استمرار تركيا بدون عقوبات، لتفتح المجال للخليج العربي بشراء السلاح بغير امتثال للاتفاقيات، شأنها شأن تركيا.

والى اللحظات الاخيرة لم يتوانى البيت الابيض عن اقناع اردوغان بالعدول عن القرار والتي تشمل الاستعداد لبيع صواريخ بطاريات باتريوت بدل الصواريخ الروسية، وتعاون استخباري وثيق وحتى عروض مالية مغرية، تمت مواجهتها بسور معارضة تركي.

ما موقف اوروبا بالصراع؟

ستقف اوروبا موقف الجمهور على حلبة صراع، او كمحكم دولي فحسب، وذلك لارتباط اوروبا بتركيا بعدة علاقات ، تجارية وسياحية وطريق للغاز الاوروبي فضلا عن صدها لموجات اللاجئين الاتراك.

يتجنب البيت الابيض حدوث شرخ بين الضغط على حلف الناتو للتصدي لبرنامج ايران النووي في حين يتعامل مع تركيا بمرونة قد تصل الى تسوية حكومية، والتي قد تدفع اوروبا للامتناع عن فرض عقوبات على ايران شأنها شأن تركيا، بمعزل عن فرض العقوبات بينهم .

يتمثل الصراع الامريكي في حالتين، الاولى اذا نفذت العقوبات الامريكية سيكون دافع لتركيا للانضمام الى حلف روسيا وبذلك تعتبر دولة معادية، والثانية اذا تركت بغير عقوبات قد تسفر عن شرخ في الناتو وزعزعة للهيمنة الامريكية في المنطقة.