مرايا – محمد فخري –  بداية حياتي إختناق وكنت رح أموت قبل ما أنولد ، لأنه أمي لما حست أنها رح تولد قبل ما توصل التخت أجى المخاض وولدتني قبل ما توصل وحسيت حالي رح أنخنق وأموت ، كنت بعاند وبدي أعيش غصب لأنه في إشي كنت بدي أوصله بس أكبر ، إنولدت بعكا 8/4/1936 ومش زي أي ولد إنولدت ولادة صعبة ، درست بمدرسة الفرير بيافا ، وكان بيتنا قريب من حي المنشية وهالحي قريب من تل أبيب ومع الحركشات والمضايقات والإحتكاك بينا وبين اليهود درست أكم سنة وبعدها أبوي نقلنا ع بيتنا بعكا وضل هو بيافا ، وبشهر 5/1948 لما صارت النكبة في عائلات لجأت وفي عائلات إستشهدت إحنا لجأنا للبنان ، قعدنا شوي غاد وبعدها إنتقلنا ع سوريا ، إكبرت وإشتغلت أستاذ تربية فنية بمدرسة الوكالة وبعدها رحت على الكويت مدرس رسم ورياضة ، وبلشت أشتغل بالصحافة والعمل الأدبي بداياتي كنت محرر لجريدة الحرية وبعدها بأكم سنة صرت رئيس ، والأنوار والحوادث ، هالفترة هاي كانت مليانة شغلات بحياتي ، تجوزت بنت دنماركية إسمها آني خوفا “آن هوفا” كانت متعاطفة مع القضية الفلسطينية ، وخلفت فايز وليلى ، وصابني مرض السكري ، وتأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأسست مجلة ناطقة إلها إسمها مجلة الهدف ، وصرت ناطق رسمي للجبهة ، بلشت أكتب مواضيع لتحرير فلسطين وروايات ومقالات ، كتبت كيف كانت رحلة مواطني حيفا لعكا ، وكتبت عن حياة أبناء الخليج ، وكتبت عن روايات كثيرة ومقالات كثيرة حتى إني ببيروت شاركت بندوة وشفت رسومات ولما سألت مين إلي رسمهم وعرفوني عليه شب تقريبا من جيلي ، أخذت منه أكم رسمة ونشرتله إياهن وهالشب كان إلي فضل أنه ينشهر من وراي إلي هو ناجي العلي ، حياتي كانت قصيرة بس مليانة أعمال وهاي الأعمال إلها صدى بكل العالم ، في كتاب عن شعر وأدب المقاومة عن محمود درويش وغيره ، عملت عنهم كتاب وتنبأت إلهم مستقبل بالشعر ، هالكتاب أنا عملته وحكيت فيه عن شعراء المقاومة صاروا يدرسوه بالجامعات ، وفعلا ما تنبأت لشاعر أو مقاوم إلا يتوفق ويصيرله إسم بفلسطين ، يعني كنت أقول إلي عنده فكر أخطر من إلي معه سلاح ، ولازم نقاوم بأي طريقة بالسلاح بالرسم بالحكي بالشعر المهم ما تموت قبل ما تكون ند ، ما حد يموت موت طبيعي ، لازم نموت بين زخات الرصاص ، هالحكي هذا كانت “إسرائيل” مش تاركيته يمر ، لأنه قاعد أنا بعمل بأشي رح يضل لسنين طويلة ، والحل يخلصوا مني ويخلصوا من كتاباتي والحكي تبعي الي كان قريب من قلب الكل يوقف، ويمنعوني أكمل وأسوي أعمال أكبر من هيك ، مع أني كنت ببيروت بس عملائهم بكل مكان قدروا يوصلولي ، كنت قاعد بالبيت أنا وفايز وأولاد أختي بتاريخ 8/7/1972 ، يعني زي اليوم قبل 45 سنة ، صلحتلهم لعبتهم الخربانة وأخذت بنت أختي لميس كان عمرها 17 سنة ونزلت بدي أروح ع المكتب وأخذها معي ، شغلت السيارة ولسا بدي أمشي فيها ، سمعت صوت وشفت ضو كبير وبعدها بعرفش شو حسيت جسمي تفتت وطار وملى الدنيا ، منطقة الحازمية ببيروت كلها طلعت ع صوت الإنفجار ، لميس ضلت زي ما هي بس طارت برا السيارة وماتت ، وأنا عرفوني من رجلي المقطوعة ومرمية جنب السيارة ، كان في دخنة ونار مولعة بالسيارة ، قنبلة مزروعة تحت كرسي سيارتي وأول ما شغلت السيارة تفجرت وفجرتني ، لموا جثتي عن الشجر وعن الأرض وكان في شوية من بياض من عيوني ع الحيطان ، إيدي جابوها عن سطح بناية وكان فيها ساعة لساتها شغالة وبتدق ، مع أنهم فجروني بس ساعتي لهسا بتدق ، لموا جثتي عن الأرض قطع ودفنوني ولقيول وراي :
مئات المقالات ..
40 رواية ومسرحية ..
4 روايات غير مكتملة وهذا إلي أثبتلهم أنه كنت أكتب أكثر من رواية بوقت واحد ، أعمالي ومقالاتي ورسماتي مليانة ..
بعد ما متت ترجموا رواياتي ل 17 لغة ،
وتوزعت ل 20 بلد هالحكي هذا كان وراه غسان كنفاني وكان عمره 36 سنة ، بس فعليا أعمالي كلها ما أخذت 36 سنة يمكن ب 16 سنة او أقل كنت عامل كل هالحكي ، وهذا كان الخطر ع “إسرائيل” أنه في رموز للمقاومة أمثال ناحي العلي ومحمود درويش طلعوا من تحت إيديني ، والمقاومة بطلت بحجر ومقليعة وعلبة مولوتوف ، صار إلها أشكال وأساليب ثانية ، عرفوا أنه من يحمل فكر أخطر ممن يحمل سلاح ، صح غسان كنفاني جسد ومات وتناثر ببيروت بس بالمقابل مع تفجيره تفجرت أفكاره تناثرت لكل العالم هو مات جسده ما ماتت فكرته ، وهاليوم مقالاته وأعماله ثابته وبتنتشر وفي ناس نسخ كربونية عنه ، وأنه شو ما عملت بالجسد بضل الفكر ،
وتأكدوا أنه غسان كنفاني سواء كان بالجنة أو بالنار ، رح يحكي لسكانها ويشغلهم بالقضية الفلسطينية ..