مرايا – أحيت الكنائس الكاثوليكية في المملكة الحج السنوي لموقع عماد السيد المسيح (عيد الغطاس) بمشاركة عدد غفير من الحجيج الذين قارب عددهم من 7 آلاف حاج.
وثمّن المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية المطران بييرباتيستا بيتسابالا الجهود التي يبذلها الاردن وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين من أجل المدينة المقدسة، وإبراز قضية القدس لتكون القضية الأبرز في المنطقة خلال الأيام الماضية، مؤكدًا أن الكنيسة تنظر إلى القدس بوصفها أمًا للجميع، ولا يمكن حصرها على شعب دون آخر.
وشدد بيتسابالا على أهمية أن يصل الإسرائيليون والفلسطينون إلى اتفاق ثنائي من أجل مستقبل القدس، مشيرا الى الدور الرائد الذي يقوم به الاردن في ترسيخ قيم العيش المشترك بين جميع المواطنين والوافدين، موجهًا شكره لجلالة الملك عبدالله الثاني على دعمه المسيحيين في المملكة وفلسطين وفي مدينة القدس الشريف.
من جانبها، قالت وزيرة السياحة والآثار لينا عنّاب “إننا مسلمين ومسيحيين جزء لا يتجزأ من نسيج الوطن، وأن حضارتنا وتاريخنا المشترك يمليان علينا دومًا أن ننقل ما لدينا من ثقافة وحضارة إلى العالم أجمع، لأن قوة الأردن تكمن في عمقه الحضاري ومكوناته الإسلامية والمسيحية”.
وشددت عناب على أن هذه المناسبة هي تأكيد بأن الأردن هو بلد مقدّس وخير تذكير للعالم بأن جذور المسيحية ستبقى راسخة في الشرق.
وقال الأمين العام للبطريكية اللاتينية في الاردن المطران ياسر عيّاش “إننا جئنا اليوم لنصلي من أجل أن ينعم الله العلي القدير على الأسرة الأردنية الواحدة بدوام الأمن والاستقرار، وأن تبقى المملكة منارة للسلام والطمأنينة في المنطقة”، مضيفا “اننا نرفع صلواتنا لله بان يزيد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين القوة والعزم في مساعيه الدبلوماسية الحكيمة لاسيما إزاء التطورات في مدينة القدس، وهو صاحب الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها”.
وبين عياش أن كنائس المنطقة قد بدأت الاحتفال رسميًا بعيد معمودية السيد المسيح في نهر الأردن منذ القرن الخامس للميلاد، لافتًا إلى معاني الطقوس الدينية المستخدمة في هذا العيد والتي تتكز على التطهير والتبرك، موجها شكره لكل من شارك وأسهم في انجاح هذا الاحتفال وخاصة الأجهزة الأمنية.
وقال الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام، إن هذا الاحتفال يأتي بعد احياء الكنيسة في العالم ليوم السلام العالمي، والذي ركز به قداسة البابا فرنسيس على الاهتمام باللاجئين والمهجرين، وبعد أيام قليلة من عيد الغطاس الذي يحظى باهتمام شعبي كبير، لافتا إلى أن الحج إلى المغطس مفتوح على مدار العام، ولكنه يحظى في هذه الأيام باهتمام كبير نظراً لاحياء الكنيسة لعيد المعمودية الذي يصادف اليوم الأحد بحسب التقويم الغربي.
وبيّن الأب رفعت أن المغطس قد تشرف مع نهاية العام الماضي، وقبل أيام من عيد الميلاد بلقاء جلالة الملك عبدالله بالشخصيات الدينية الاسلامية والمسيحية من الأردن وفلسطين والذين جددوا البيعة لصاحب الجلالة كصاحب الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات المسيحية والاسلامية في القدس الشريف، مبينا أن الصلوات سترتفع من جوار النهر الخالد من أجل جلالة الملك والأسرة الأردنية الواحدة وجميع ضيوفهم.
واشتمل الاحتفال الذي حضره امين عام وزارة السياحة عيسى قمو ومحافظ البلقاء نايف الهدايات ومتصرف الشونة الجنوبية باسم المبيضين وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي الممثلين في الأردن على قراءة الترانيم الدينية واقامة صلاة خاصة ومباركة مياه نهر الاردن ومباركة جموع الحجيج بمياه النهر.
وبعتبر هذا الاحتفال حجا سنوياً لموقع المعمودية للكنائس الكاثوليكية وهي اللاتين والروم الكاثوليك والارمن الكاثوليك والسريان الكاثوليك والموارنة والكلدان، حيث يقام في ثاني جمعة من شهر كانون الثاني (يناير) من كل عام.