إشعال لخفض التوتر أم للضغط على الحدود الشمالية
محاولات أردنية لجذب روسيا للملف الفسطيني كشريك
اشادة من المعارضة السورية تسبق سقوط الطائرة تثير هواجس المملكة
غرف الادارة المغلقة اشعلت الضوء الأحمر وتضارب الروايات اثار الشكوك

مرايا – سواء تأكد سقوط اشلاء الطائرة الصهيونية على الأراضي الأردنية أم ان الصاروخ السوري الذي سقط في رحاب جزء من بلاد الشام بعد اسقاط الطائرة، فإن تداعيات سقوطها اشعلت الأضواء الحمراء في الغرف الأردنية المغلقة التي تتعامل مع الملف السوري على المستويين الأمني والعسكري.
اسقاط الطائرة جاء بعد ايام قليلة من تصريح للمعارضة السورية اشاد بمنطقة خفض التوتر في المنطقة الجنوبية وتحديدا بالدور الأردني ليأتي بعد هذا التصريح خبر سقوط «الطائرة» مما يشير باصابع التوجس والريبة، نحو العدو الصهيوني الذي يستعمل ادواته اليوم للاساءة للأردن بعد موقفها الحازم من صفقة القرن وضم القدس الشرقية.
مسؤول سياسي قرأ اسقاط الطائرة رسالة قوية الى الأردن سرعان ما تفاعل الأردن معها بدنياميكية خاصة باعلان عقد قمة اردنية – روسية بعد ان توصل الأردن عبر قنوات أمنية وعسكرية الى حقيقة اسقاط الطائرة ودوافعها، فالمضادات الجوية السورية لم تقم سابقا بردود خشنة على الاعتداءات الاسرائيلية، وظلت دمشق لعقود طويلة تستخدم «كلاشيه» ثابتا مفاده « ان سوريا ستقوم بالرد على العدوان الصهيوني في الوقت المناسب».
فهل كان هذا هو الوقت المناسب للرد؟ ام ان هذا الوقت اللازم لخربطة الاوراق الاقليمية في مربع يشهد حساسية زائدة والتهابات مزمنة؟
القمة الأردنية – الروسية سيكون على اجندتها منطقة خفض التوتر وان كان هناك اجندة جديدة حيالها، وهل كانت الطائرة واستمرار تجوالها في الاجواء السورية خطوة صهيونية لرفع حرارة المنطقة الجنوبية ورفع الضغط على الأردن ام مجرد حادثة عابرة التقطتها القيادة السورية من أجل رفع رصيدها الشعبي، وان كان ثمة انطباع بأن الضربة كانت استجابة لرغبة ايرانية في رفع درجة التحرش بالولايات المتحدة عبر ربيبتها «اسرائيل»؟
اسئلة ضاغطة على الأردن تنتظر الاجابة السورية على اللسان الروسي بحكم انقطاع الحوارات السورية – الأردنية على المستوى السياسي وان كانت مستمرة على الجبهتين الأمنية والعسكرية، خاصة وان حالة من الهيجان اصابت دول المنطقة لاثبات ان الطائرة سقطت بنيران ايرانية قبل ان ترتفع وتيرة الاعلام الممول خليجيا بنشر الرواية الصهيونية عن سقوط الطائرة لخلل فني طارئ؟ مما يعني أحقية الهواجس الأردنية حيال ما يدور على القاطع التركي – الامريكي لاضعاف الدور الأردني وتشويه نجاحه في ضبط اكثر المناطق توترا.
الأردن الرسمي لا ينكر بأنه اول من طلب التدخل «الروسي» في الأزمة السورية على المستوى السياسي بعد ان كانت البوصلة العربية كلها متجهة لاجهاض الحل السياسي بدعم «صهيو امريكي» وكان على الأردن خلق حالة توازن وجدها في روسيا، التي يطير اليها الملك بعد غد لاعادة ترسيم الخارطة الجيوسياسية، بعد ان يكون الأردن قد استمع الى الرأي الامريكي الذي سينقله وزير الخارجية الامريكي تيلرسون الى الملك عبد الله الذي يسعى الى ادخال روسيا في صلب العملية السياسية على المسار الفلسطيني لخلق التوازن المفقود، فنجاح الأردن في جذب روسيا الى الملعب السياسي السوري واثاره الايجابية يمكن استنساخه او سحبه على المسار الفلسطيني.
الأنباط: قصي أدهم