مرايا – كتب : محمد فخري بحي كفر عقب كنت مروح من المدرسة بأمان الله أنا وصاحبي أحمد الزعتري ، فجأة الجنود حاصرونا وأخذونا ما بنعرف وين وليش وشو في ، كانت الدنيا آخر شهر 12 سنة 2015 والجو برد كثير ، أخذونا على المسكوبية 5 أيام وبدهم يخلونا نحكي إشي إحنا مش عاملينه ، وتحقيق تحقيق مع تعذيب ، شلحونا الأواعي ورشوا علينا مي وحطونا تحت المكيف وكان الجو برد ومنخفض وبدهم اياني أحكي إنه كنا بدنا ننفذ عملية طعن ، حلقولي شعري على الصفر لإني كنت بحبه والمحقق حط إيده كلها بثمي عشان نعترف ع اشي مش عاملينه وعالفاضي مش رح نعترف ، وأول جلسة إلي حكتلهم أنا بدي محامي بجكيش بدون محامي ، انتو بتتبلوا علي أنا ما عملت اشي شوفوا الفيديوهات ما معي سكين ، أجلوا المحكمة 15 مرة وكل مرة بدهم يقهروني ويقهروا أهلي ويشحشطوهم وبتفس الوقت يضغطوا علي عشان أعترف ، اخر اشي حكموني 3 سنين والتهمة كانت بمسمى غريب التسبب بأذى فادح باستخدام سكاكين ، يعني يمكن جرحت مشاعرهم !
راحت أحلامي ودراستي وسهرات رمضان وكلشي حلو ضل وراي رح أبطل دبكة وأبطل أركب ع الخيل وأبطل ألعب جمباز ، حتى قميصي وقرافتي تبعات العيد ضلوا وراي ورح يصغروا علي وأنا ما لبستهم إلا مرة وحدة ، نقلوني لمؤسسة خاصة للقاصرين بطمرة كونه عمري كان أقل من 14 سنة يعني ع أساس إنها أحسن من السجون بس العكس ، هالمؤسسة فيها كلشي وسخ ، كل اللي غاد محبوسين على سرقة ومخدرات وفي منهم لقطاء وفي ناس يعني ما بزبط أكون منهم ولا يكونوا مني صعب أتعايش معهم ناس عندها مشاكل جنائية وتهم سابقة ومشاكل أخلاقية ، التخت كان حديد بقص الظهر ، الغرفة ريحتها طالعة المكان كله كاميرات ، هالمكان كان مش للرعاية بقد ما هو لغسل الدماغ ، كل كلامهم مع الأولاد عبري وكل فكرهم وفكر الأولاد صهيوني وواضح إنه الناس اللي بتطلع من هون بتطلع شبه متصهينة واليهوظ بشتغلوا ع هالإشي ، أنا كنت أوعى من إنه أقع بهيك إشي ، وبلشت أكبر وأوعى أكثر وتفتحت عيوني أكثر ، بوقت أمي كانت قلقانة علي ، بالزيارات كانت أمي تيجي تزورني تقطع 8 ساعات عشان زيارة 40 دقيقة ، بطلت أحكيلها ماما وصرت أحكيلها يما ، حتى لما أحضنها بطلت زي الأولاد الصغار أنام بحضنها ، أمي حست إنه إبنها الطفل هذا جواته زلمة وحست إنه بتقدر تركن علي ، المحامي وإدارة المؤسسة والقاصرين كلهم عرفوا إنه هالطفل اللي قدامهم عبارة عن زلمة بشكل طفولي ، لهذا السبب رجعوا أخذوني ومحكمة جديدة وبدهم يجددولي الحكم ويضاعفوه ويزيدوه ليش ما بعرف !
نفس القاضي اللي حكمني ظلم وقفت قدامه ووجهلي تهمة التحريض ، المرة هاي فش فيها حكيت معه أنا وحكيت للمحامي بصوت عالي وبدون خوف :
ما بدي حد يترجمله ، أنا بفهم عبري وأنا بقدر أحكي ..

القاضي صار يضحك ؛ لإنه عرف حاله تورط وعرف إنه هالمحكمة والحكم الملفق ما رح يزبط معهم ويمشي علي ..

حكيتله بالعبري وجه لوجه : إنت حكمتني 3 سنوات ظلم ، وبعدتني عن أهلي وعن أحلامي ، بدك ترجع تزيدهم !

ما كنت خايف وبحكي معه بشكل طبيعي ، وناقشته القاضي صفن وحكالي : رح نعطيك فرصة ،،

الناس شافت صورتي بعد سنتين وتفاجأت إنه كيف شادي فراح هالولد كبر هيك وكبر بسرعة !
شادي الولد الصغير كبر وصار زلمة بعضلات
بيوم وليلة !
فعليا هاليوم والليلة جوا السجن عن سنة ، ما حد بعرف شو شفت وشو أكلت وكيف نمت ومتى عيطت وبشو فكرت ما حد بعرف كيف هالسجن بس الكل بعرف إنه بيوم وليلة كبرت !

راح الكثير من حكمي وضل القليل ، رح أطلع عن قريب زلمة كبير وأرجع لسنة 2015 طفل صغير وأكمل دراستي وأكمل لعبي وأكمل ركوبي للخيل والجمباز ، وألبس أواعيي اللي صغرت علي وأحضن أمي وأنا بحضنها .

هذه القصة لأصغر أسير فلسطيني موجود “بمؤسسات رعاية الأحداث” *بسجون الإحتلال الصهيوني ..