مرايا – شارك الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، في العرض التعريفي لمسلسل ملحمة “كوت العمارة”.

وجرى العرض التعريفي للمسلسل التركي في مركز ثقافي في العاصمة أنقرة، وتضمّن مشاهد من الحلقة الأولى.

كما حضر العرض التعريفي للمسلسل كل من عقيلته “أمينة”، ورئيس الوزراء، بن علي يلدريم، وعقيلته “سميحة”، وعدد من الوزراء والمسؤولين.

والتقط أردوغان ويلدريم وعقيلتاهما صورةً تذكارية مع مخرج المسلسل والممثلين المشاركين فيه.

الحرب العالمية الأولى

وتستعد قناة “تي آر تي” الرسمية، الناطقة بالتركية، لبث مسلسل ملحمة “كوت العمارة”، في شهر يناير/كانون الثاني الجاري، التي سطّر فيها الأتراك والعرب العثمانيون أروع الانتصارات خلال الحرب العالمية الأولى ضد القوات البريطانية الغازية، في مدينة الكوت جنوب شرقي العاصمة العراقية بغداد.

ومسلسل ملحمة “كوت العمارة” من إنتاج “محمد بوزداغ”، الذي حقق نجاحاً باهراً من خلال إنتاج وكتابة سيناريو مسلسل “قيامة أرطغرل”، الذي دبلج إلى عدة لغات من بينها العربية، ولاقى متابعة كبيرة، لا سيما في الدول العربية.

ويحتفل الشعب التركي -يوم 29 أبريل/نيسان من كل عام- بإحياء ذكرى المعركة.

وتعتبر المعركة ثاني أكبر نصر للقوات العثمانية في تلك الحرب، بعد معركة جناق قلعة (عام 1915)، حيث انتهى الحصار باستسلام الجيش البريطاني بالكامل، والبالغ عددهم 13 ألف جندي للقوات العثمانية.

ووفقاً لوثائق عسكرية بأرشيف رئاسة الأركان التركية، فإن قائد الجيش العثماني آنذاك خليل باشا، كتب عقب استسلام الجيش البريطاني، يوم 29 أبريل/نيسان 1916، أن “التاريخ سيواجه صعوبة في إيجاد كلمات لتسجيل هذا الحدث”.

وأعلن خليل باشا النصر في المعركة بهذه الجملة: “إن ثبات العثمانيين كسر عناد الإنكليز، فكان النصر الأول في جناق قلعة، والثاني هنا”. ووصف المؤرخ البريطاني جيمس موريس معركة الكوت بأنها “الاستسلام الأكثر إذلالاً في التاريخ العسكري البريطاني”.

هزيمة على أبواب بغداد

وكانت الفرقة السادسة في الجيش البريطاني بقيادة الجنرال تشارلز فير فيريرز تاونسند، تتقدم نحو بغداد، غير أنها منيت بهزيمة بعد مواجهة القوات العثمانية في معركة سلمان باك، في 22-23 نوفمبر/تشرين الثاني 1915، ما دفعها إلى التراجع إلى الكوت، في الثالث من ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.

وبدأ البريطانيون هجوماً بقيادة الجنرال “أيلمر”، لإنقاذ جيشهم المحاصر في الكوت، إلا أنهم اضطروا إلى التراجع، بعد أن خسروا أربعة آلاف جندي في معركة “شيخ سعد”، في 6 يناير/كانون الثاني 1916.

وبحسب الوثائق العسكرية، فإن خليل باشا، أرسل تليغرافاً لقيادة الجيش العثماني، أوضح فيه أن “تاونسند، عرض مليون جنيه، مقابل السماح له ولجيشه بالتوجه إلى الهند”، وطلب من أصحاب القرار في الدولة إعطاءه توجيهات بهذا الخصوص. وجاء رد قيادة الجيش العثماني لخليل باشا “لا حاجة لنا بالنقود، يمكنكم السماح لتاونسند فقط بالرحيل، مع أسر جيشه”.

وأعلن تاونسند، عقب استسلامه للجيش العثماني، أنه سينتقل إلى إسطنبول، ومنها إلى لندن، وهنأ خليل باشا على نصره.

وأرسل خليل باشا، في 16 أبريل/نيسان، تليغرافا إلى أنور باشا، قال فيه إن عملية أسر تاونسند وجنوده المحاصرين، البالغ عددهم 13 ألفاً و100 جندي، بدأت صباح ذلك اليوم.

وفي تليغراف آخر أرسله إلى قيادة الجيش العثماني، قال خليل باشا، إن الجنود البريطانيين أتلفوا أسلحتهم خلال الليل، ومن ثم بدأوا في الاستسلام للجيش العثماني صباحاً.
وأضاف خليل باشا أنه أرسل تاونسند، ومعاونه، وأتباعه الثلاثة، إلى إسطنبول، كأسرى حرب.

وبعد النصر العثماني الكبير الذي تحقَّق في الكوت، قال خليل باشا في رسالة إلى الجيش السادس العثماني “سقط 350 ضابطاً و10 آلاف جندي من جيشنا، شهداء في الكوت، إلا أن المعركة أفضت في النهاية إلى استسلام 13 جنرالاً و481 ضابطاً، و13 ألفاً و300 جندي من الجيش البريطاني، كما انسحبت القوات التي كانت تحاول إنقاذ الجيش البريطاني، بعد أن سقط منها 30 ألف قتيل”.