مرايا – لا يعقل ان نكون في العام 2018 ، فما حدث في مدينة الحسن للشباب في اربد مساء الجمعة يعيدنا الى ما قبل الاسلام .. الى عصر جاهلي لا تعرف فيه القوانين ولا الاخلاق فتخريب اماكن رياضية وتكسير محال تجارية وتشويه للشوارع العامة لا يترجم ابدا بلغة القرن الحادي والعشرين.
شغب عقب مبارة كرة قدم لا اعرف اطرافها نتج عنها تعرض مقاعد ومصابيح إنارة وحواجز في مدينة الحسن للشباب للخلع والتكسير حيث كسر نحو 1000 مقعد خاص للمشجعين كما تعرضت حواجز مرورية ومصابيح تتبع لمرافق المدينة أيضاً لمثل هذه الأضرار ليمتد الشغب بعد ذلك الى خارج المدينة لتتعرض السيارات العامة والمحلات التجارية والبشر على الطريق لحجارة المشاغبين وعنفهم.
قصة لا يمكن ان تمر بسهولة ويجب اكثر ان يقف عندها كل مسؤول سواء كان امنيا او رياضيا فالعقوبة العادية اصبحت غير كافية ولا مقبولة فالجرم دمر واجهة حضارية مشرقة ومدينة راقية مثل عروس الشمال اربد.
كيف لنا ان نطالب بالتقدم الحضاري والديمقراطي ونحن لا زلنا بعقول حجرية وقلوب مليئة بالسواد الجاهلي يظهر الى العلن مع نتيجة سلبية لمباراة فريق نشجعه فخسارته تعني غضبا غير مبرر ينتج عنه التكسير والتخريب كما حدث في اربد مساء الجمعة.
كيف لنا انا نكون رياضيين ولا نحمل اخلاق الرياضة وروحها السلمية التي تركز في قواعدها الاساسية على ضبط النفس واللعب بخلق رفيع للمتعة الرياضية والرفاه العقلي الا اننا نشاهد مبارات للعنف والتحريض العنصري ونفث للهب الفتنة يجب ان توأد وبقبضة من حديد لا تهاون فيها.
للانصاف فقد تعاملت قوات الدرك باسلوب حضاري واستخدمت القوة اللازمة الا ان المطالب اليوم وبعد تلك المجارز الرياضية ،اصبحت تنادي بالقوة الخشنة وقمع تلك التصرفات حتى لا تتكرر ويعاقب كل من تسول له نفسه ان يتعدى على الاملاك العامة ويقتل الروح الرياضية لالعاب جميلة ورفيعة المستوى.
لا نريد الخوض في اسباب شغب الملاعب فهي بالتأكيد من خارج الستاد فالاهم الان كيفية الخلاص منه واتخاذ عقوبات رادعة على المستويين الامني والرياضي لمنع تكرارها وهو يوجب على الجهات الرسمية التدخل السريع لتدارك الوضع قبل ان يتفشى ويصل الى مكان يصعب عنده التوقف من خلال وضع اليات لعمل مقترحة كثيرة ومتنوعة تعزز الروح الوطنية بين أبناء الشعب الواحد.
بالتأكيد فان شغب الملاعب يعتبر «قنبلة موقوتة» تنفجر باستمرار في وجه من يدير ظهره ويغمض عينيه عن قراءة أسباب ونتائج ما يجري في الملاعب الرياضية، التي حوّلها البعض الى ميدان لـ»بث سمومه» وافكاره غير السليمة، وأصبحت الملاعب ميدانا لـ»التنفيس» عن الكبت او الغضب، رغم انها في الاصل اماكن للمنافسة الشريفة والراقية يفترض ان تتجلى فيها مبادئ اللعب النظيف وتحكمها الروح الرياضية التي تؤكد بأن اللعب فوز وخسارة ، الا ان الواقع اصبح غير ذلك لتتعدى الامور الشغب اللفظي لتصل الى شغب لا يحمد عقباه ونتائجه.