مرايا – محمد فخري – كل ما أسمع إنه في شهيد بسرعة بزور أهله إذا قراب مني و الشهادة هي نقطة ضعفي ، حتى إنه صاحبي نضال إستشهد وكنت أصحى بنص الليل أفتح الباب وأطلع وأحكي هيني جاييك يا نضال وما أكون بوعيي ، يقعدوا أهلي ساعة لما يصحوني وأرجع لوعيي ، كنت أحكي مع نضال كثير مع إنه مستشهد ، راحت الأيام وأجت الأيام لحد مسيرات العودة اللي قسمت الناس ألف قسم ، ناس مع وناس ضد وناس بتحلل وناس بتقترح ، مع إنه ما حد بطلعله يحكي إلا أهل غزة همه المعنيين لحالهم ، وحتى مجبرين يطلعوا يعتصموا وينصابوا ويستشهدوا لإنه الي بده حقه يرجعله بلسانه يطلبه ، من هذا المبدأ ما إنقطعت عن مسيرات العودة ولا يوم ، كنت آجي من رفح يومياً وأعتصم بين الدخان والغاز وأسعف مصابين وأعمل كلشي بقدر عليه مشان أرجع أنا وأهلي ع “صرفند العمار” ونرتاح من رفح كلها ، لإنه مش معقول أنا أستنى من فلان وعلان يرجعلي أرضي وحقي ، وبرضو كنت أحاول أخلي هالناس تيجي وتعتصم وأفهمهم شو لازم يعملوا ، أضل أنزل ع صفحتي على الفيس ورسائل للأصحاب وباستمرار ، مع إنه إنصبت مرتين ؛ مرة بايدي ومرة برجلي بس عادي كلشي اله ضريبة بدها تندفع والحمد لله مزطت من هالصهاينة ورصاصهم ، وكنت من النوع اللحوح بالدعاء إني أستشهد يوم الجمعة 11/5/2018 صليت الظهر وبعد الصلاة قعدت مع أمي وأهلي وطولنا وشفنا ع التلفزيون أم شهيد ي الله ما أقواها وحكيت لأمي بكرة أنا بس أستشهد بتعملي زيها وطلعت ع الخيام ، وليلة السبت الأحد نمت عند جدتي كانت مريضة وروحت من عندها بغني وبحكي “بكرة شهيد بكرة شهيد” وليلة الأحد نمت بالخيم لإنه كانت الأوضاع بتغلي شوي وفي استعدادات لذكرى النكبة ، طبعا بعثت رسائل لصحابي دعاء وإنهم يسامحوني وأخر الرسالة إسمي ، وبعثت لصاحبي إنه بدي عروس تكون حافظة القرآن ، كتبت ع الفيس “وإقترب موعد اللقاء” وسكرت حسابي ، الإثنين الصبح 14/5/2018 روحت على البيت تحممت وصليت ركعتين وأخذت شنته فيها قطاعات وسلاك لإنه بدي أقص السلك ، أخوي سألني وين رايح حكيتله : نضال بستناني .
لفيت بالبيت شوي وطلعت ، وصلت الحدود ووصلت السلك وقصيته وقطعته وسحبته وصوري انتشرت وأنا جار السلك ، بهذاك الوقت كنت شايف إشي بعيد عني حاولت أقرب وأمشي عليه بس كان في قناص طخني براسي رصاصة كانت قاتلة وقعت على الأرض وتعبيت دم وحملوني يسعفوني ، أخوي لمح حد مصاب وشاف بنطلوني وصار يصرخ أخوي أخوي ، بالبيت أمي حست وقلبها نقزها وحكت كلمة : ورب الكعبة معتصم إستشهد .
بالفعل معتصم إستشهد ، نقلوني ع المستشفى وصوروني صورة انتشرت بشكل كبير ، كنت مبتسم لدرجة انه بضحك مع إنه أنا جثته ، إنتشرت صورتي وأنا بضحك وما حد عرف إسمي وكنت عبارة عن صور ورقم أطلقوه علي بوزارة الصحة ، وما حد سأل عن إسمي ولا حد عرف إني من المصليين الأوائل بالمسجد وبجنازات الشهداء ، واني سند وعمود البيت ، ما حد بعرف إني معتصم فوزي أبو لولي عمري 19 سنة من رفح كلهم عرفوني بصورة وكانت كل الأسئلة :
ما الذي يراه الشهيد ولا نراه ؟

#الشهيد_ليس_رقمًا،