مرايا – لطالما حظيت القدس، ودرتها المسجد الأقصى المبارك، باهتمام ورعاية هاشمية خاصة، ليتجسد هذا الاهتمام جليا في تخصيص وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية المجالس العلمية الهاشمية التي تنظمها الوزارة في شهر رمضان المبارك وبرعاية ملكية سامية، للحديث عن مكانة القدس في الاسلام.
ويعقد المجلس العلمي الهاشمي السابع والثمانون، تحت عنوان “مكانة القدس في الإسلام”، يوم الجمعة من كل أسبوع خلال شهر رمضان بواقع أربعة مجالس بمشاركة علماء من الأردن والعالمين العربي والإسلامي، بالتزامن مع عقدها في مديريات الاوقاف بالمحافظات والألوية بنفس العناوين بمشاركة عدد من العلماء وأساتذة الشريعة الإسلامية بالجامعات والمفتين والقضاة، بالإضافة إلى الائمة والوعاظ والخطباء من وزارة الأوقاف.
وحرصت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية هذا العام على تخصيص المجالس العلمية الهاشمية للحديث عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، نظرا لمكانتهما عند المسلمين، بالإضافة إلى دور الهاشميين في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وشرف الوصاية الهاشمية على المقدسات ودور الهاشميين منذ عهد الشريف الحسين بن علي إلى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني في حماية المقدسات وإعمارها.
ويجهد نخبة من العلماء والمفكرين من خلال المجالس العلمية الهاشمية التي أصبحت تقليدا سنويا يتزامن مع شهر رمضان المبارك، في تكريس وتعزيز مكانة القدس وأهميتها لدى المسلمين، والتأكيد على أن الحق الإسلامي والتاريخي فيها يؤكدان عروبتها وإسلاميتها.
ويقول وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية السابق وائل عربيات، ان المجالس تعقد على شكل لقاءات علمية منفتحة لتؤكد أن القدس تحظى باهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني حتى اصبحت جزءا لا يتجزأ من برامج عمل الحكومات الأردنية، استمرارا لنهج الهاشميين في رعاية المقدسات.
وبين أن المحالس العلمية الهاشمية سعت هذا العام إلى التركيز على حرص جلالة الملك على ربط الاردن بالقدس وذلك بتأكيد الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة، وتوجيهات جلالته بإنشاء الصندوق الأردني الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة العام 2007، وجهود جلالته في إعادة بناء قبة المسجد الأقصى ومنبر صلاح الدين الايوبي.
ودأبت وزارة الأوقاف في شهر رمضان من كل عام على إقامة المجالس العلمية الهاشمية، تحت الرعاية الملكية السامية، حيث تستضيف ثلة من أصحاب العلم والفضل والدعاة، يتناولون مواضيع مهمة تعود بالفائدة على الجميع.
من جهته يقول وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسبق هايل داوود، إن المجالس العلمية الهاشمية تسعى كل عام للتطرق لموضوعات مفصلية في مجتمعاتنا، مبينا ان عقدها هذا العام تحت عنوان “مكانة القدس في الاسلام” مؤشر لأهمية القدس في وجدان الهاشميين.
وأشار داوود إلى أن المجالس العلمية الهاشمية التي تشهد سنويا حضوراً من قيادات علمية وعلماء ومفكرين، تسعى هذا الى تعزيز المكانة الدينية للقدس ومقدساتها التي حظيت برعاية ملكية هاشمية مباركة على مر العصور.
ويقول أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدكتور عبد السلام العبادي، ان الرعاية الملكية الهاشمية السامية لهذه المجالس، تأتي من باب الحرص على تحملهم للأمانة العظيمة التي حملها الاجداد الهاشميون على مر العصور، دفاعاً عن القدس.
ولفت العبادي إلى أن الوصاية الهاشمية على المقدسات مسؤولية كبرى تقع على عاتق الهاشميين، مشيرا الى دورهم الإسلامي والعروبي الاصيل في حماية وبناء المدينة المقدسة. وتعقد المجالس في شهر رمضان المبارك، بعد صلاة الجمعة في المركز الثقافي الملكي، لتكون تقليدا علميا راسخا، يؤكد ترابط الأمة الإسلامية ووحدتها وتماسكها عبر معالجتها لمصطلحات ومواضيع وطروحات تمثل الانفتاح على منجزات العصر والاستفادة من كل مظاهر التقدم، وتسخيرها لخدمة الإسلام وقضاياه.