مرايا – سجل التاريخ العسكري “الملازم الطيار الباكستاني سيف الله عزام”، بأنه أول طيار مقاتل يتمكن من إسقاط أربع طائرات حربية تابعة للاحتلال، في غضون 72 ساعة فقط، بعد أن وجد نفسه وجها لوجه مع سلاح الجو التابع للاحتلال في 5 يونيو 1967.

وكان يعمل الطيار الباكستاني مستشار معارك لسلاح الجو الملكي الأردني، كما عمل طيار حربي في أربع قوات جوية هي الباكستانية، والأردنية والعراقية، والبنغالية، وكان أسقط طائرات هندية في حرب عام 1965.

وكان موعد هذا الطيار مع التاريخ في منطقة الشرق الأوسط، حيث كان صيف عام 1967، وتحديدا مساء الخامس من يونيو، حين قصفت 4 طائرات حربية للاحتلال قاعدة المفرق الجوية الأردنية، بعد وقت قصير من تدمير طائرات سلاح الجو المصري في قواعدها الجوية.

وتكشف مأثرة هذا الطيار الفريدة، صفحات أخرى منسية بين طيات الحربين المصيريتين في تاريخ الصراع العربي مع الاحتلال، حرب الأيام الستة عام 1967، وحرب أكتوبر 1973.

ولد سيف الله عزام في أقصى شرق الهند عام 1941، في منطقة توجد في بنغلاديش الحالية، وهي باكستان الشرقية قبل ذلك، وانتقل إلى باكستان الغربية بعد إكمال دراسته الثانوية، حيث انتسب إلى أكاديمية القوات الجوية هناك، وأصبح طيارا حربيا، وتعززت كفاءته القتالية عام 1963 بتلقيه دورة في قاعدة Luke Air Force الأمريكية في أريزونا.

بعد موجة الهجوم الأول المفاجئ، استعد الطيارون الأردنيون ومعهم عزام للمعركة التالية، وتصدى ورفاقه للغارة الثانية وأسقط إحدى الطائرات التابعة للاحتلال المغيرة وأصاب أخرى، حيث لم تتمكن من العودة إلى قاعدتها وسقطت داخل دولة الاحتلال.

وبعد تلك المعركة الجوية، أرسل عزام وطيارون أردنيون آخرون إلى العراق لصد الهجمات الجوية القادمة من سلاح الجو التابع للاحتلال.

وشارك جنبا إلى جنب في القتال ضد سلاح جو الاحتلال، مع الطيار الحربي إحسان شردم الذي أصبح في ما بعد قائدا لسلاح الجو الأردني.

وفوق سماء العراق، لمع نجم هذا الطيار، وتمكن من إسقاط طائرتين للاحتلال مغيرتين، وخرج هذه المرة أيضا سالما من تلك الحرب الطاحنة.

اللافت أن التقارير الباكستانية تؤكد أن عزام لم يكن الطيار الباكستاني الوحيد الذي شارك في معارك جوية في حرب عام 1967، وأن طيارين آخرين عملوا في مختلف الجبهات العربية أسقطوا مع عزام في حرب النكسة ما لا يقل عن 10 طائرات حربية للاحتلال في تلك المواجهات العصيبة.

وتقول تلك التقارير إن باكستان كان لها وحدة تضم ما لا يقل عن 16 طيارا، خدموا كمتطوعين في الأردن ومصر وسوريا والعراق في حربي 1967 و1973.

و أسقط طيار باكستاني كان يطير على “ميغ – 21” سورية خلال معركة جوية في حرب أكتوبر 1973، طائرة ميراج للاحتلال، وفي الجبهة المصرية أسقط طيار باكستاني آخر كان يطير على “ميغ” مصرية طائرة للاحتلال من طراز “إف – 4”.

واكتملت مهمة هذا الطيار في المنطقة العربية عام 1969.. عاد إلى باكستان وعمل في قيادة قطاعات من سلاح الجو وحين استقلت بنغلاديش عام 1971، انضم إلى صفوف سلاح الجو هناك حتى عام 1979، تاريخ تقاعده عن الخدمة العسكرية.