مرايا – اقر المجلس التنفيذي لشرق الأردن (الحكومة) في 8/12/1928م امتياز مشروع الكهرباء لانارة مدن شمال فلسطين وعجلون، ووافقت الحكومة على انشاء قرية عمالية لصاحب الامتياز المهندس الروسي الصهيوني الاستيطاني فنحاص روتنبرغ، الذي لازال قبره موجوداً في الاردن، بجانب اطلال المشروع، الذي دمره الجيش العراقي قرب جسر المجامع المملوكي عام 1948م.

لقد تم بيع 6000 دونما لقاء ثلاثة جنيهات مصرية للدونم الواحد، على الا تنقل الملكية للغير، وهو ما تم تسريبه فعلا من قبل روتنبرغ، لان حاجنه لم تتجاوز بضع عشرات من الدونمات، واحتج الاهالي وبعض النواب دون جدوى.

عقب النكبة، قام جيش العدو باحتلال المنطقة في 28/8/1950م، استدرك مجلس النواب ولكن القضية طواها النسيان كما حصل في السابق، وفي 10/3/1949 تمدد الاحتلال الصهيوني ليبتلع ام الرشراش الاردنية، في خرق للهدنة، وليمهد الاحتلال لانشاء ميناء ايلات، حيث ترسو سفن الاحتلال حاليا في مياه أردنية خالصة.

وعقب النكسة توسع الاحتلال خارج حدود الهدنة في وادي عربة، بمساحة نحو 387كم ومنها منطقة الغمر المزروعة والمروية بمياه اردنية عذبة، تتصل بالحوض الازلي في الديسي، فالاحتلال يقيم المستوطنات الزراعية المدججة، على طول وادي عربة 222كم وليس للمواطن الاردني الا المرور، وبلع الحسرة تلو الحسرة، فهو محروم من السكن والاستغلال، ليحافظ على جودة المياه للعدو في مستوطناتة التي تتكاثر كالفطر.

في 26/10/1994م وقعت وادي عربة، ووافق عليها مجلس النواب، بدعوى جلب السمن والعسل، والرفاه الاقتصادي ،ولكن وادي عربة لم تجب على اسئلة عديدة: منها هل الاراضي الاردنية في الغمر والباقورة، مستعادة ام محررة، ام محتلة ام مؤجرة، ام تائهة؟ وما مصير الابار والانابيب الناقلة لملايين الامتار المكعبة من المياه الى العدو؟ ولماذا تناست اتفاقية وادي عربة اراضي المرشرش في خليج العقبة؟ اضافة الى اسئلة اخرى.

الا يكفي’اسرائيل’ استغلال ثلاثة ارباع مياه نهري الاردن واليرموك بما فيهما من رمزية وخصوصية ؟ الا يكفي ‘اسرائيل’ الاستنزاف الجائر، والانتفاع الظالم، والاحتلال الغاشم لاراضينا ومواردنا لعقود طويلة؟

ان الاجماع الوطني منعقد على استرجاع كامل الحقوق في الاراضي المذكورة، لان السيادة الوطنية على الارض لاتنتقص، ولا تتجزأ، ولا تنزع، مهما طال الزمن، ومهما تراخى المفاوضون امام تعنت المفاوض المحتل، يقول احد كبار المستوطنين في وادي عربة ‘لقد تم ترسيم الحدود اينما وصل المحراث العبري’!! مع ان الحدود رسمت برخاوة سابقا في اتفاق في اتفاق الهدنة 1949م، ذلك الاقفاق المجحف والذي تم اختراقة مرارا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لقد تذاكت الحكومة على شعبها كثيرا، فادعت احيانا انها استعادت كل شبر، مع انها تكذب وتسوف، ودوما تعمل على تناسي السابق، ولا تتحدث الا عن اللاحق للاسف، والان سكوتها مريب، وصمتها عجيب مع ان الاستحقاق الزمني على الابواب .

انني اطالب وباعلى صوت، باستعادة الاراضي الثلاث المحتلة، في ام الرشراش على الساحل، وفي الغمر غرب محمية فينان ‘الدينية’ 17كم !!! وفي الباقورة ذات الرمزية العظيمة، فهي نقطة ارتكاز المعارك الاربع الاسلامية الخالدة، في اليرموك، وحطين، وعين جالوت، وفحل؟!
ان الوقت ينفذ بسرعة، وملاحق وادي عربة تتيح المراجعة، ولا نرضى ابدا بالتسويف الحكومي المريب، كفى استفزاز للوجدان الوطني.
حمى الله الاردن ارضا، وانسانا، حاضرا، ومستقبلا، كرامة، وسيادة .

النائب سعود ابومحفوظ