مرايا – استقبل رئيس الحكومة في المملكة المغربية الشقيقة الدكتور سعد الدين العثماني اليوم وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في اجتماع أكد متانة العلاقات الأردنية المغربية التي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه جلالة الملك محمد السادس وتميزها والحرص المشترك على تطويرها في جميع المجالات.

وبحث العثماني والصفدي خطوات تنفيذ اتفاقيات التعاون التي وقعها البلدان خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة في الرباط في العام ٢٠١٦ واكد والصفدي الحرص على عقد الاجتماع القادم للجنة في عمان في اقرب وقت ممكن لبحث آفاق زيادة التعاون الاقتصادي.

وكان وزير الخارجية بحث سبل ترجمة العلاقات الأخوية الاستراتيجية التي تربط المملكتين وقيادتيهما بخطوات عملية وتعاونا مؤسساتيا ممنهجا مع وزير خارجية المملكة المغربية ناصر بوريطة خلال استقبال بوريطة له في وزارة الخارجية في الرباط.

وبحث الوزيران أيضا المستجدات الإقليمية، خصوصا تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية وقضايا إقليمية ودولية أخرى ذات اهتمام مشترك.

وأكد الوزيران في تصريحات صحافية عزم المملكتين اتخاذ خطوات فاعلة لتحقيق تعاون أوسع في شتى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه جلالة الملك محمد السادس.

وشدد الوزيران ان العلاقات الاردنية المغربية تنطلق من ارضية صلبة من الإخوة والالتقاء في الأهداف والمنطلقات وانه لا بد من ايجاد آفاق أوسع للتعاون تعكس قوة الروابط بين البلدين وقيادتيهما.

ولفت الوزيران إلى أن ثمة حوالي ستون اتفاقية تعاون بين البلدين لا بد من تفعيلها عبر دراسة معمقة لمساحات التعاون واتفقا على تكليف فريق عمل تحديد القطاعات التي تحمل فرصا حقيقية لتحقيق تقدم ملموس في التعاون.

واتفق الصفدي وبوريطة على العمل من أجل تهيئة الظروف التي تشجع التعاون بين القطاع الخاص في البلدين واكدا جدوى التعاون في تعزيز التفاعل الاقتصادي والاستثماري والتجاري مع الدول الافريقية.

ولفتا في هذا السياق إلى أهمية بدء الخطوط المغربية تسيير رحلات جوية بين البلدين في شهر نيسان القادم.

إلى ذلك اكد الوزيران تلاقي الرؤى في مقاربة البلدين للقضايا الإقليمية والدولية.

وقال الصفدي إن القضية الفلسطينية كانت في مقدمة القضايا التي بحثها مع نظيره المغربي. وحذر من خطورة استمرار غياب آفاق إنصاف الشعب الفلسطيني الشقيق وانعكاس ذلك على أمن المنطقة واستقرارها.

وقال إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وإن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو أساس التوتر وإن إنهاء الاحتلال وحل الصراع على أساس حل الدولتين بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الشامل في المنطقة.

ولفت إلى إن الأردن والمغرب مستمران في العمل معا من أجل إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق هذا الحل وإنصاف الشعب الفلسطيني الشقيق.

واكد الوزيران ان البلدين سيستمران ايضا في العمل معا وفِي بذل كل جهد ممكن لحماية القدس ومقدساتها في ضوء الدور الخاص لجلالة الملك عبدالله الثاني الوصي على المقدسات الاسلامية والمسحية في المدينة المقدسة وجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس في الدفاع عن المدينة المقدسة .

وأشار الصفدي ايضا إلى ضرورة تفعيل الجهود لحل الأزمة السورية ووقف الكارثة والقتل والتشريد الذين سببتهم.

وشدد على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية يقبله السوريون ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها ويعيد لسوريا عافيتها ودورها ركنا من أركان الاستقرار في المنطقة والمنظومة العربية ويتيح عودة اللاجئين إلى وطنهم للعيش بكرامة والاسهام في إعادة بنائه.

وقال إن الأردن الذي يستضيف مليون و٣٠٠ ألف مواطن سوري يستمر في تقديم كل الاسناد لهم وزاد “نحن مستمرون في فتح قلوبنا وبيوتنا ومدارسنا ومستشفياتنا للأشقاء إلى حين توفر الظروف التي تتيح العودة إلى وطنهم “

كما أشار الصفدي إلى موقف الاْردن الواضح والثابت في دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية ودعم جهود التوصل لحل سياسي لمشكلة الصحراء المغاربية وفق قرارات الشرعية الدولية خصوصا القرار ١٨١٣ ومبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها المغرب.

وأكد بوريطة توافق المواقف الاردنية المغربية إزاء القضايا الاقليمية ولفت إلى عمق التعاون والتنسيق في التعامل مع التحديات المشتركة.

الخصوص.

وأوضح بوريطة أن التواصل بين المملكتين “تواصل دائم”، وأن التنسيق بينهما “مستمر، وأن البلدين يتشاوران حول كل القضايا الثنائية والإقليمية لتنسيق مواقفهما”.

وأكد بوريطة أن زيارة وزير الخارجية الأردني للمغرب، تندرج في إطار العلاقة الاستثنائية بين المملكتين، و”التي تتسم برؤية واضحة وعلاقة أكثر من أخوية، بل عائلية ” بين جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملك محمد السادس.

وقال بوريطة إن زيارة الصفدي للمغرب تشكل “مناسبة للحديث عن العلاقات الثنائية في إطار هذه الخصوصية والطابع الاستثنائي، وكذا البحث في الآليات لتطوير ومأسسة التشاور السياسي بين البلدين، وتطوير التعاون الاقتصادي بينهما، لتكون العلاقات الاقتصادية والتعاون السياسي والعلاقات الثقافية في مستوى هذه العلاقة الخاصة والاستثنائية”.

وسجل السيد بوريطة كذلك أن هذه الزيارة تأتي في السياق الإقليمي الخاص الذي يطرح مجموعة من التحديات، سواء على مستوى القضية الفلسطينية أو على مستوى باقي نقط التوتر في المنطقة العربية، وبالتالي فهي “مناسبة للتشاور لتأكيد مواقف البلدين المبدئية حول القضية الفلسطينية، والتي لها مكانة خاصة في الأردن وفي المغرب”.

وأكد بوريطة أن “وجهة نظر الأردن وتقييمه وتحليله لما يجري في سوريا واليمن والقضايا الأخرى تكتسي أهمية بالنسبة للمملكة المغربية، انطلاقا من سُنّة التشاور”، وانطلاقا كذلك من الدور الفاعل الذي يقوم به الأردن في كل هذه القضايا، مبرزا أن إدراج رؤية الأردن في تقييمه ومواقفه أمر مهم بالنسبة للمغرب، انطلاقا من العلاقة الخاصة التي تجمع بين البلدين، ومن قرب المملكة الأردنية الهاشمية من كل هذه الأحداث.

وكان الصفدي زار صباح اليوم ضريح المغفور له جلالة الملك محمد الخامس وقرأ الفاتحة على روح جلالته وعلى روح المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني.

وعبر الصفدي خلال زيارته عن التعازي بضحايا حادث القطار المفجع في المغرب قيل أيام وتمنياته للجرحى بالشفاء.