مرايا – شؤون رياضية – يتطلّع سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد الأردني لكرة القدم، ورئيس اتحاد غرب آسيا، لتقديم رؤية البرنامج العالمي للتطوير الكروي (ADFC Global)، خلال مؤتمر سوكريكس الذي سيقام في الولايات المتحدة غدا الخميس وبعد غد الجمعة.
ويشارك في المؤتمر مجموعة كبيرة من الشخصيات الكروية المعروفة، مثل رئيس اتحاد الكونكاكاف ونائب رئيس الاتحاد الدولي فكتور مونتالياني، ومفوض رابطة الدوري الأميركي للمحترفين دون غاربر، ورئيس الاتحاد الأميركي كارلوس كورديرو، ورئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس، واللاعب الدولي الأميركي السابق لاندون دونوفان، والمدرب الفرنسي الشهير جيرار هولييه، ومسؤول أكاديمية أياكس واللاعب السابق في المنتخب الهولندي رونالد دي بور، ورئيس نادي استوديانتيس واللاعب الدولي الأرجنتيني السابق خوان سيباستيان فيرون.
وخص سمو الأمير علي، الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤتمر، بمقابلة موسّعة، تحدّث فيها عن المشاركة في المؤتمر كمؤسّس للبرنامج العالمي للتطوير الكروي، الذي تم إطلاقه الشهر الماضي، ويأتي كامتداد للعمل الدؤوب لسموّه في مجال التغيير الاجتماعي عبر كرة القدم في السنوات الماضية.
وبدأ سموه بالحديث عن بدايته في مجال الإدارة الكروية قائلا: “بدأ انخراطي في إدارة كرة القدم قبل حوالي 20 عاما، كرئيس للاتحاد الأردني، في ذلك الوقت كنت في سن اللاعبين أنفسهم، وهذا ما ساعد على وجود تواصل فريد معهم، وعلى فهم احتياجاتهم وطموحاتهم، آمنت دائما بأن كرة القدم هي أكثر اللغات السائدة قوّة في العالم، وتستطيع التحول إلى أداة ضخمة لتحقيق الوحدة”.
وأضاف: “هذا الإيمان والتفهم لعب دورا كبيرا في قيامي بتأسيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم، وكان له تأثير كبير على الأدوار التنفيذية التي أديتها في الاتحادين الآسيوي والدولي، لقد تم انتخابي نائبا لرئيس الاتحاد الدولي عن قارة آسيا العام 2012، وفي ذلك الوقت أسّست مشروعي الاجتماعي وبدأت أركّز جهودي لمساعدة المجتمعات المحتاجة عن طريق مشاريع التطوّر الكروي”.
وانخرط سمو الأمير علي في إدارة كرة القدم على جميع المستويات المحلّية والقارية والدولية، وتحتوي مسيرته على العديد من المحطات المضيئة، وعن ذلك يقول سموّه: “عالم كرة القدم معقّد ويحضر معه تحدّياته الخاصّة، إحداث التغيير قد يكون صعبا أو يستغرق وقتا أطول مّما نتوقّعه، وعندما يحدث تقدّم ملموس، تمرّ بشعور مذهل.
وان إنهاء منع اللاعبات لارتداء الحجاب كان بمثابة نقطة مضيئة أتذكّرها كل مرّة أتابع فيها مباراة للسيدات أو الفتيات، حيث تستطيع اللاعبات الاستمتاع بكرة القدم مهما تنوّعت الخلفيّات والثقافات”.
وتابع سمّوه: “نمو عدد أعضاء اتحاد غرب آسيا وزيادة عدد الفرق المشاركة في دوري أبطال آسيا أمر مهم بالنسبة إلي أيضا. عند العودة إلى الوراء، فإن تأسيس مشاريع التطوير الاجتماعي الآسيوية، ونقل المؤسّسة للعمل على الصعيد الدولي هما نقطتان مضيئتان واضحتان، مساحة العمل هذه أثّرت كثيرا على نظرتي بشأن ما تستطيع كرة القدم إنجازه”.
وركّز سمّو الأمير علي، على طبيعة عمل مشروع التطوير الكروي الآسيوي، وكيف تحوّل إلى مشروع على نطاق دولي، وقال: “بدأ مشروع التطوير الكروي الآسيوي بعد فترة قصيرة من انتخابي نائبا لرئيس الاتحاد الدولي عن قارّة آسيا، أردت من المؤسّسة رد الجميل للقارة من خلال تطوير جذور اللعب ومنح الفرص للشباب المحرومين، وجعل كرة القدم أكثر شمولا، في مشروع التطوير الآسيوي تعلّمنا الكثير حول تأثير كرة القدم وكيف تستطيع اللعبة – حتى مع وجود ميزانيّات متواضعة – أن تحقّق تحوّلا في المجتمعات، ثم أطلقنا المشروع على المستوى الدولي، في ستاد الإمارات الشهر الماضي، حيث تحوّلت الرؤية الآن لتصبح دولية شاملة بدلا من اقتصارها على آسيا”.
وتناول سمّو الأمير علي، أهداف البرنامج الدولي وأردف: “المشروع يموّل، يساند، ويتشارك مع المنظّمات من أجل توحيد وتحويل المجتمعات عن طريق كرة القدم، نقدمّ الرؤية والخبرة والدعم الإداري لتطوير مشاريع كرة القدم التي تساهم في تخطّي العقبات الاجتماعية وتقديم تأثير مستقرّ ومنتظم، وتحسين حياة المجتمعات عند الحاجة، ولا يوجد حدود لأماكن عملنا”.
وأوضح سموّ الأمير علي، أن طريقة عمل البرنامج لن تتغيّر، حيث تبقى القيادة والتمكين والنزاهة والمساءلة، الأسس التي يرتكز عليه المشروع الدولي، وأضاف: “لقد أظهرت لي مشاريعنا السابقة أن كرة القدم تتمتّع بتأثير عالمي. لقد رأيت فتيات معرضات للخطر في كمبوديا يتخرجن من مشروع الفتيات ليصبحن لاعبات أساسيات في منتخب كمبوديا للسيدات، وبفضل المشروع الدولي، تتدرب الآن مجموعة من المراهقين السوريين اللاجئين في أكاديمية “بلاك بيرل” لكرة القدم في البرازيل، حيث فاز المشاركون بمنح كاملة في نيسان (أبريل) العام 2018 بعد المشاركة في تجربة قمنا بتنظيمها مع الاتحاد الدولي، وفي ذلك الوقت، كان المراهقون يعيشون في مخيم الزعتري للاجئين”.
وأضاف: “أعتقد حقّا أنّه إذا تمكّنت كرة القدم من إحداث تغيير في كمبوديا أو الزعتري، فإنّها تستطيع فعل ذلك في أي مكان، ولهذا السبب نريد تكوين شراكات جديدة مثيرة للانضمام إلينا، البرنامج الدولي يتّخذ من لندن مقرّا له ويسعدني جدّا أنّنا جمعنا فريقا رائعا من المستشارين والأمناء لدعم الإدارة والقيادة، ما سيختلف جوهريّا عن المشروع القاري هو حجم الطموح، نحن هنا من أجل تحقيق تأثير عالمي حقيقي، وتوحيد المجتمعات في كافّة أنحاء العالم، وتعزيز مبادئ الاحترام والتسامح مع الآخرين، وترسيخ روح الفريق وتطوير المواهب”.
وتحدّث سموّ الأمير علي عن مشاركة المشروع في مؤتمر “سوكريس” في الولايات المتّحدة، وبيّن: “مؤتمر سوكريكس في الولايات المتّحدة فرصة عظيمة لنشر الوعي حول مشروع التطوير العالمي وما وضعناه لتحقيقه بعد إشهارنا رسميا الشهر الماضي، سنستضيف جلسة ظهر يوم 15 من الشهر الحالي (يوم غد الخميس) لمنح الناس فكرة عن منظّمتنا”.
وتابع: “لكن الهدف الأساسي هو تعزيز صداقاتنا، وبناء علاقات جديدة مع الأفراد والمؤٍسّسات التي تشاركنا رؤيتنا حول كرة القدم، هذا العمل جار بالفعل، نحن فخورون بأنّنا دخلنا في شراكة مع مؤتمر سوكريكس إضافة إلى تعزيز شراكاتنا مع الاتحاد الأوروبي ومؤسّسة “ستريت فوتبول وورلد” ورابطة الدوري الإسباني، لكن مع نظرة أشمل على الصعيد الدولي تحتاج لشركاء من كافة أنحاء العالم ونحن متحمسون لتكوين هذه الشراكات”.
وختم سموّه: “فريق برنامج التطوير العالمي حدّد ثلاثة أسس للعمل، التأثير الاجتماعي، الشراكات، الاستدامة. لذلك نتطلّع للتعاون مع شركاء يريدون إحداث تغيير مستدام من خلال كرة القدم، أعرف أن مؤتمر سوكريكس في الولايات المتّحدة هو مكان مثالي لإجراء هذه النقاشات”.