مرايا – رغم الإجراءات وتشديد الرقابة من قبل الجهات المعنية بحماية الغابات، وانخفاض تلك الحوادث مقارنة بالأعوام السابقة، ما تزال الحرائق وحالات التعدي تفتك بغابات عجلون بين الحين والآخر، متسببة بخسائر في تلك الثروة لا يمكن تعويضها، وتستدعي تعزيز الجهود للقضاء عليها جذريا.
وتشير أرقام مديرية زراعة المحافظة، وفق مديرها المهندس رائد الشرمان، إلى رصد 47 قضية تعد على الغابات بالتقطيع، والتعامل مع 16 حريقا غالبيتها مفتعلة منذ بداية العام الحالي.
وأعادت حادثة تقطيع عشرات الأشجار في منطقة سوس راسون قبل بضعة أيام، وحادثة حريق اندلع الشهر الماضي، وأتى على 200 شجرة متنوعة، مشكلة حرائق الغابات والتعديات، وما تتسبب به من خسائر بالأشجار الحرجية إلى الواجهة من جديد.
وكان وزير الزراعة والبيئة إبراهيم الشحاحدة اطلع الأسبوع الماضي في جولة ميدانية على غابات المحافظة، على مدى الجاهزية في مكافحة التحطيب وإجراءات الرقابة لدى كوادر الحراج و المعدات المساندة، من أجهزة لاسلكية ومعدات رصد وتوزيعها واستمع لأهم التحديات التي تواجه كوادر الحراج في عجلون.
وأكد خلال الزيارة على ضرورة التشاركية الدائمة مع الجهات ذات الصلة من الشرطة البيئية الملكية والحكام الإداريين، وعدم التهاون مع أي تجاوزات للحد من مشكلة التحطيب خاصة في موسم الشتاء.
وطالب ناشطون بيئيون وسكان الجهات المعنية كافة، بضرورة أن تكون على أهبة الاستعداد وتشديد الرقابة، وتكثيف الحملات التوعوية والتطوعية للحد من الحرائق، وتغليظ العقوبات على مفتعليها، ومن يثبت تعديهم على الأشجار بتقطيعها لأجل المتاجرة.
وطالب الناشط البيئي المهندس خالد العنانزة، بتكثيف الرقابة على الغابات وتعزيز إمكانات الجهات المعنية بحمايتها، من الطوافين والشرطة البيئية، لافتا إلى أهمية إيجاد خطط وبرامج توعوية متنوعة بهدف حماية الغابات من التعدي والحد من الحرائق.
وبين عيسى الخطاطبة، أن الاستعدادات الجيدة تتطلب زيادة أعداد الطوافين، وتوفير خزانات لتجميع المياه بين الغابات للاستعانة بها عند الضرورة.
وطالب منير شويطر بضرورة التركيز على الجانب التوعوي من حيث تنظيم حملات لإزالة الأعشاب الجافة، وعدم ترك النار مشتعلة أثناء التنزه، وتكثيف دوريات الزراعة والبيئة بمواقع التنزه.
وأكد أن حرائق الغابات، خصوصا المفتعلة، والتعدي بتقطيع الأشجار، أصبحت مشكلة مزمنة وتتكرر بين الحين والآخر، ما يتطلب تكاتف مختلف الجهود الرسمية والأهلية والشعبية للحد منها، داعيا إلى تغليظ العقوبات بحق الأشخاص المعتدين على الغابات، وتعزيز الجانب الرقابي.
ويؤكد مدير دفاع مدني المحافظة العقيد هاني الصمادي، أن أعدادا كبيرة من الحرائق التي تعاملت معها المديرية خلال العام الحالي كانت بفعل فاعل، مقرا بأن إجراءات الحماية والوقاية ما تزال غير كافية وتحتاج إلى المزيد، كما أن العقوبات غير رادعة للحفاظ على هذه الثروة الوطنية.
وأشار الصمادي إلى أن المديرية تعاملت مع زهاء 80 حريقا خلال الثلاثة أشهر الماضية والتي أتت على مئات الأشجار الحرجية في عدة مواقع من المحافظة.
وأكد أن المديرية تضع خطة تشمل الإجراءات المتبعة في الدفاع المدني لمكافحة حرائق الغابات وكيفية التعامل معها للحد من أضرارها على الثروة الحرجية.
إلى ذلك، أكد الشرمان أن أعداد الحرائق وحالات التعدي على الغابات انخفضت بشكل ملحوظ العام الماضي والعام الحالي مقارنة بالأعوام السابقة، مبينا أن المديرية باعت للمواطنين من مخلفات الحرائق والتعدي، زهاء 15 طنا من الأحطاب.
وأرجع ذلك الانخفاض إلى وجود خطط لدى المديرية، وجهود تشاركية يتم اتخاذها سنويا بالتعاون والتنسيق مع وزارات الأشغال العامة والإسكان والشؤون البلدية والبيئة والإدارة الملكية لحماية البيئة ومجلس الخدمات المشتركة لحماية الغابات من خلال تأمين الاحتياطات الضرورية وتكثيف الرقابة، وتفعيل مساهمة المواطنين والمصطافين بالتعامل مع هذا الموضوع بحس المسؤولية الوطنية، لافتا إلى أنه جرى مؤخرا زراعة 200 دونم في منطقة راجب بالأشجار الحرجية.
وبين أن نسبة الانجاز بمشاريع مديرية زراعة المحافظة، والتي يجري تنفيذها حاليا من مخصصات اللامركزية لهذا العام وصلت إلى ما نسبته 65 %.
وأوضح الشرمان، أن عدد العطاءات التي تم إحالتها ويجري تنفيذها حاليا بلغت 27 عطاء بقيمة 800 ألف دينار من الموازنة البالغة مليونا و200 ألف دينار، لافتا إلى أن العطاءات شملت شراء معدات زراعية وأنظمة كاميرات مراقبة، وتبطين قنوات ري ومباني مراقبة في عجلون واشتفينا وكفرنجة ودراسات لإنشاء مبان لزراعة المحافظة ولواء كفرنجة ومستودعات ولوازم ري وتركيب خلايا شمسية.
وبين أنه يجري حاليا تنفيذ إنشاء 7 خزانات للمياه في عدد من المحطات التابعة لها، والواقعة ضمن مناطق تشهد كثافة حرجية، لاستخدامها لغايات الإطفاء عند نشوب الحرائق.