اليوم الدولي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين 15/6/2019
تحالف “بثينة” لحقوق كبيرات وكبار السن يحتفل باليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين
إساءة معاملة كبار وكبيرات السن تؤدي الى مشاكل وعواقب وخيمة
يومياً 85 أردنياً من بينهم 41 امرأة يحتفلون بعيد ميلادهم الـ 60
تضامن: 561 ألف عدد كبار وكبيرات السن في الأردن حتى نهاية 2018 ويشكلون 5.5% من سكان المملكة

مرايا – وفقاً لدراسة نفذتها منظمة الصحة العالمية أجريت عام 2017 تحت عنوان “إساءة معاملة المسنين – دور قطاع الصحة في الوقاية والاستجابة” فإن 15.7% من الأشخاص الذين أعمارهم 60 عاماً فأكثر قد تعرضوا لشكل من أشكال سوء المعاملة، وقدرت الدراسة بأن نسبة إنتشار الاعتداءات النفسية على المسنين 11.6%، وسوء الاستخدام المالي 6.8%، والأهمال 4.2%، والاعتداءات الجسدية 2.6%، والاعتداءات الجنسية 0.9%، علماً بأن التقديرات تشير أيضاً الى أن 1 من كل 24 حالة يتم الإبلاغ عنها فقط، مما يجعل نسب الإنتشار غير دقيقة و/أو صحيحة.

وتضيف جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” بأن الدارسة أظهرت أن إساءة معاملة المسنين والمسنات قد تكون لمرة واحدة أو بشكل متكرر، وتتخد أشكالاً متعددة، منها الإساءة النفسية أو العاطفية كالشتائم والتهديدات والإدلال والسيطرة على السلوك والحبس والعزل، أو انتهاكات بدنية كالضرب والدفع والركل وإستخدام الأدوية بشكل غير مناسب أو مقيد، أو الإهمال أو الهجر كعدم توفير المآكل والمسكن والرعاية الطبية، أو الاستغلال المالي كسوء استخدام أو سرقة أموال أو أصول المسن أو المسنة، أو الاعتداءات بما فيها التحرشات الجنسية.

وغالباً ما يكون مرتكبي إساءة معاملة المسنين والمسنات في موضع ثقة، كأفراد الأسرة أو مقدمي الخدمات والرعاية الصحية. وقد تحدث الإساءة في المنزل (وهو ما يجعلها مخفية) وحينها يرتكب 90% من أفراد الأسرة هذه الإساءة ضد المسنين والمسنات. كما أنها قد تحدث في مؤسسات ودور الرعاية.

هذا ويحجم المسنون والمسنات عن التبليغ خوفاً من الإنتقام أو خشية وضع مرتكب الإساءة في ورطة مع الأجهزة الأمنية، وضعف الدعم والخدمات النفسية، والشعور بالقلق والاحراج. كما أن عدداً محدوداً من الدول لديها نظم تعنى بإساءة معاملة كبار وكبيرات السن.

وتشير “تضامن” الى أن إساءة المعاملة تؤدي الى مشاكل وعواقب وخيمة على المسنين والمسنات، من بينها الآثار النفسية كالوحدة والقلق وفقدان الكرامة والأمل، والآثار البدنية كالإصابات والعجز الدائم وتردي الظروف الصحية.

تقرير دولي يظهر معاناة النساء كبيرات السن

وفي تقرير لمنظمة Helpage International حمل عنوان “لنا نفس الحقوق” يظهر أصوات النساء كبيرات السن بالإستناد الى كلماتهن وتعابيرهن وعباراتهن الشخصية بشأن حقوقهن في التحرر من العنف والإساءة والإهمال في سن الشيخوخة.

تحدث إساءة معاملة كبار وكبيرات السن في جميع أنحاء العالم، ونادراً ما تتخذ الحكومات أي إجراءات تجاهها. فقد نفذت أقل من ثلث الحكومات في جميع أنحاء العالم نوعاً ما من الإستراتيجيات للكشف عن إساءة معاملة كبار السن، أو نشر الوعي عنها، أو معالجتها. وعلاوة على ذلك، لا توجد معايير أو إتفاقيات دولية لحقوق الإنسان بشأن تحرير المسنين والمسنات من العنف والإساءة والإهمال.

561 ألف عدد كبار وكبيرات السن في الأردن حتى نهاية 2018 ويشكلون 5.5% من سكان المملكة

وبحسب التقرير الإحصائي السنوي 2018 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، فإن عدد كبار وكبيرات السن الأردنيين (+60 عاماً) بلغ 561060 شخصاً، منهم 275430 امرأة وبنسبة 49.1% (285630 رجل وبنسبة 50.9%). علماً بأنه كل يوم يحتفل 85 أردنياً منهم 41 إمرأة بعيد ميلادهم الـ 60 وهو ما يعادل حوالي 31.2 ألف نسمة سنوياً.

وتشدد “تضامن” على أن النساء كبيرات السن يتعرضن أكثر من الرجال إلى العنف والتهميش والإساءة نظراً للتمييز السائد ضد النساء ولقلة مواردهن المالية وضعف مكانتهن في الأسرة والمجتمع كما أن كبار السن رجالاً ونساءاً يستحقون التمتع بشيخوخة آمنة مستقرة من خلال تقديم المزيد من الخدمات الصحية والتقاعدية والإيوائية ، وأنه لا بد من مجابهة كافة أشكال العنف الذي يتعرضون له. فإذا كان عالمنا يتجه نحو إطالة عمر الإنسان ، فلا بد وأن يترافق ذلك مع إحترام كامل لكرامة وحقوق كبار السن الإنسانية ، كما لا بد من التعامل معهم كمصدر للخبرة والمعرفة التي تتناقلها الأجيال. وأن المستقبل الذي نريد كما اكدت عليها أهداف التنمية المستدامة 2030، هو المستقبل الذي تراعى فيه أولويات كبار السن بشكل عام وكبيرات السن بشكل خاص.

ويعاني العديد من كبار السن في الأردن من مشكلات وإنتهاكات متعددة وعلى رأسها العنف الأسري والفقر بما فيه التخلي عن الرعاية والإيواء مما يؤثر على صحتهم وحالتهم النفسية وعلى إمكانيات المساهمة في صياغة مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم. إذ على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزه الأردن في مجال رعاية كبار السن إلا أن ذلك لم يمنع إستمرار معاناة الكثيرين منهم خاصة في المناطق الحضرية، علماً بأن “تضامن” ومن خلال مركز الإرشاد الاجتماعي والقانوني التابع لها رصدت العديد من هذه الإنتهاكات وقدمت خدماتها الارشادية لهم خاصة للنساء كبيرات السن.

ويرى تحالف “بثينة” لحقوق كبار السن ومنسقته “تضامن” (يضم في عضويته أكثر من 450 هيئة ومؤسسة وأفراد من كافة محافظات المملكة)، على أنه وبالرغم من أن المجتمع الأردني هو مجتمع شاب بالنظر الى تدني نسبة المسنين من عدد السكان الإجمالي، إلا أن ذلك يجب أن يكون حافزاً لجعل كبار السن الفئة الأكثر رعاية وإهتماماً، وتوفير فرص الإستفادة من خبراتهم وتجاربهم ومعارفهم لرسم صورة المستقبل بطريقة مثلى لا تنغصها معاناة يمكن تفاديها بتضافر جهود المؤسسات والجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.

من هي بثينة جردانه؟

يذكر بأن السيدة بثينه جردانه ناشطة اجتماعية متميزة وعملت في المجال التطوعي الى أن توفيت عام 2014، حيث كانت رئيسة جمعية سيدات الألفية الثالثة، وعضوة منتخبة في كل من المجلس التنفيذي للاتحاد العام للجمعيات الخيرية، الهيئة الإدارية لاتحاد الجمعيات الخيرية لمحافظة العاصمة ورئيسة لجنة التثقيف والإعلام والتدريب فيه وأمينة سره، وأمينة سر جمعية تنظيم وحماية الأسرة ورئيسة لجنة المرأة فيها، وعضوة في اللجنة التنفيذية للاتحاد النسائي الأردني العام، وأمينة سر الاتحاد الوطني لصاحبات الأعمال والمهن، وساهمت في تأسيس الاتحاد النسائي الأردني العام، وتولت رئاسة الاتحاد النسائي الأردني العام لأربع دورات مؤقتة.

يشار الى أن العالم إحتفل يوم 15/6/2019 باليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين، والذي تم الإعلان عنه بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (127/66) تاريخ (19) كانون أول / ديسمبر من عام (2011)، وذلك للتوعية بأضرار وآثار الإساءة لكبار السن من كلا الجنسين ، وللتعبير عن الرفض التام لأية إساءة يتعرضون / يتعرضن لها.