مرايا -بعد تأكيد نجم هوليوود توم هانكس وزوجته ريتا ويلسون إصابتهما بفيروس كورونا، ومن ثم إصابة صوفي غريغوار زوجة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بالفيروس أيضا، أصبح من المهم التطرق إلى المحاذير التي على أي زوجيْن اتباعها في ظل انتشار وباء كورونا المعدي، وما إذا كانا قادريْن على ممارسة العلاقة الخاصة دون خوف أو إجراءات احترازية.
كما أن إصابة أي إنسان بالمرض، يشعره بحال بائسة جدا، وبِطاقة منخفضة تفقده رغبة القيام بعمل شيء، فهل هذا يعني عدم استطاعة الزوجيْن القيام بواجباتهما الزوجية في ظل هذا المرض المعدي؟

الحذر

عن هذه التساؤلات تجيب أخصائية أمراض النساء والتوليد الأمريكية في سان دييغو وتدعى ستيرلينج، وفق ما نقلته (فوشيا) بأن فيروس كورونا خطير ويهدد حياة الكثيرين، لذلك لا بد من محاولة منع انتقال العدوى بين الأفراد الأصحاء بأي شكل وتجنب الاتصال بالآخرين خصوصا أولئك الذين يعانون من نقص في المناعة.

وتؤكد أيضا أن الغشاء المخاطي أو بطانة الممرات الهوائية تفضي إلى بيئة يمكن أن ينمو فيها فيروس الإنفلونزا وينتشر بسهولة في إفرازات الجهاز التنفسي، إلا أن هذا ليس هو الحال مع الغشاء المخاطي للأعضاء الجنسية وتجويف الشرج والإفرازات التي تنتج كالسائل المنوي أو الإفرازات المهبلية، ولهذا السبب، لا يمكن أن تنتقل الإنفلونزا من خلال الاتصال الجنسي بمعناه الأساسي.

إذاً العلاقة الخاصة غير مُعدية

بعد انتشار وباء الكورونا على مستوى العالم، بات الجميع يحرصون على اتباع طرق الوقاية والسلامة، بدءا من تجنب الاتصال المباشر مع الآخرين، ومخالطة المصابين، وغسل اليدين، وتطهير الأسطح.

أما ما يتردد عن انتقال العدوى عن طريق العلاقة الخاصة، فهذا غير صحيح؛ إذ يمكن للفيروس أن ينتشر بسهولة من خلال إفرازات الجهاز التنفسي، ولا يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية، أي أن انتقالها قد يكون من خلال المداعبة واللمس والتقبيل، وقد يؤدي التبادل غير المقصود لإفرازات اللعاب إما عن طريق العطس أو السعال، أو انتشار قطرات الهواء المحتوية على الإنفلونزا من الزوج إلى الزوجة والعكس، إذ في هذه الحالات يمكن أن يحدث الانتقال للفيروس، وفق ستيرلينج.

ولأن الفيروس معد للغاية، يفضل التوقف عن ممارسة العلاقة الخاصة إذا كان أحد الطرفين مصابا به، أو بالأعراض التي تتشابه كثيرا مع فيروس كورونا كأعراض نزلات البرد والإنفلونزا، المتمثلة في السعال وارتفاع درجة الحرارة، وضيق التنفس، والاحتقان.

أخصائيون يؤكدون ذلك

أما أخصائي النسائية والتوليد الدكتور رامي حمزة فيرى من ناحيته، أن فيروس كورونا ينتقل بشكل عام عن طريق الرذاذ، أي من خلال التقبيل، والعطس، والملامسة، لكن لا علاقة له إطلاقا بالعلاقة الخاصة بين الزوجيْن، ولا يحتاج لعزلهما أو استخدام “الواقي الذكري”.

وفي حال كان أحدهما مصابا بالكورونا، فالعزل في هذه الحالة مطلوب ولمدة أسبوعين، لكونه معديا وينتقل عبر الرذاذ، وبالتالي فإن أي ملامسة أو تقبيل أو تعرض للإفرازات الأنفية أو الفموية أو الدمعية سيجعل من انتقال المرض أمرا حتميا.

الأمر نفسه يؤكده اختصاصي التوليد وأمراض النساء وتقنيات المساعدة على الإنجاب الدكتور محمد الزير، بأن العلاقة الخاصة لا تعد سببا مباشرا لانتقال العدوى إلى حين إعداد التقرير الطبي.

ومن أهم ما يوصي به الزير في حال الإصابة بهذا الفيروس ضرورة العزل التام لمدة أسبوعين ضمن المعايير الطبية، بالإضافة إلى أن الواقي الذكري ليس له دور فعال في الوقاية من انتقال العدوى خصوصا أنه من غير المؤكد أن الإصابة بالفيروس سببه الاتصال الجنسي.

وباعتقاده، فإن تجنب العلاقة بشكل كامل أثناء الاشتباه بالإصابة، والابتعاد عن التقبيل الذي يعد من الطرق التنفسية والمصدر الرئيس لانتقال العدوى، مسألة يُنبّه لها.