ديبلوماسية النواب لفتح المسارات المغلقة
الطراونة الى الدوحة بملفين : تعرية الصهاينة وإحياء الوعودات القطرية
صعوبة اللحظة الوطنية تدفعه لابتكار الحلول وتنويع الخيارات

مرايا – عمر كلاب – ليس من باب المناكفة بين الرجلين او تكريس حالة الخلاف بينهما , تغادر طائرة رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة الاجواء الاردنية في طريقها الى الدوحة , بعد سويعات من دخول طائرة رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايزالاجواء الاردنية قادمة من الرياض , بل بسبب ظروف فرضتها لوجستية ومواقيت برلمانات عالمية , منحت عمان فرصة كي تتسلل من خلالها الى عواصم التناقض والخلاف , لكنها مقاربة سياسية لحالة مزدوجة في التشابه , فالرياض والدوحة على خلاف افضى الى قطيعة , والطراونة والفايز شهدا هذه الاجواء مؤخرا بعد خشونة في المواقف خلال دعوة عشاء .
عمان التي تلتزم الصمت الرسمي حيال ازمتها مع دول شقيقة , لم تنجح في امساك السنة سياسيين كُثر عن الحديث المعلن عن تعرضها لادارة ظهر ولضغط من عواصم شقيقة كي تدخل في ماسورة صفقة القرن ومشاريع التصفية التي يقودها سيد البيت الاسود في واشنطن حيال القضية الفلسطينية والمقدسات والتي أخرجت الملك من تلميحاته الى الاعلان جهرا بأنه يتعرض كملك هاشمي وكملك للاردن الى ضغوطات من اجل الدخول في المشروع الصهيوامريكي , لكنه ملتزم بيقين المؤمنين بمفردة ” كلا ” مسنودا بدعم شعبي كامل وبدعم عربي واسلامي واسع لم يستطع التعبير عن دعمه ارضاء لحساسيات مع عواصم الضغط المتنفذة .
خروج طائرة وقدوم اخرى من عاصمتين متعاكستين في الاتجاه ومتقابلتين في القوة , يكشف مهارة الديبلوماسية الاردنية وحسن توظيفها لاوراقها المحلية ولكنها كاشفة اكثر لحساسية اللحظة وحرجها , فرئيس مجلس الاعيان – الغرفة التشريعية الثانية في مجلس الامة – طار الى الرياض التي يمتلك معها علاقات اكثر من طيبة , بعد ايام قليلة جدا من عودة رئيس الوزراء عمر الرزاز منها , مما يكشف ان زيارة الرزاز كانت فاترة وتحتاج الى تسخين اضافي او تأكيد من نوع ما , يستطيع الفايز ان يوصله بحكم معرفته بالتركيبة الاجتماعية للقيادة السعودية التي لا يمتلك الرزاز اي مهارة او معرفة فيها واقصد التركيبة الاجتماعية .
بالمقابل تهبط طائرة الطراونة في عاصمة تمتلك نفس التركيبة الاجتماعية لكنها تنحو باتجاه الحداثة اكثر , مما يمكن الطراونة من الحديث السياسي والاخلاقي عن ضرورة دعم الاردن على قاعدة الاستفادة المتبادلة من الظروف المفروضة بحكم الجيرة والجوار , دون اثقال على الرسمي الاردني , فالزائر رئيس سلطة شعبية , فيما الموقف الرسمي محسوم من خلال رئيس السلطة التنفيذية ورئيس مجلس الاعيان بما تعنيه دلالة الرجلين الوظيفية والسياسية , وهذا يمنح الاردن مسافة امان يحتاجها في اي لحظة حاسمة او حرجة , وأظننا – دون اثم – نحتاج الى هذه المسافة اليوم اكثر من اي وقت مضى , فالايام الاردنية القادمة صعبة وبرعاية عربية للاسف , كما يقول الاعلامي والاكاديمي الدكتور مهند مبيضين .
الاردن بات يملك اليوم مساحة اضافية بعد تفعيل الديبلوماسية البرلمانية , مما يعزز اوراقه وصموده , ويملك ايضا اوراقا عميقة الدلالة وصادمة للمجتمع العالمي والعربي اذا دقت ساعة الحسم وسبق لمحللين غربيين وصحف غربية ان المحت الى تلك القرارات , التي تجد لها مكانا على ارض الواقع بعد لاءات الملك الثلاثة التي حسم فيها صورة الاردن القادمة والدائمة .الانباط