عُمر كُلّاب يكتب –  قبل عقد ونيّف , كنت بمعية الدكتور رياض الحروب نرسم الصفحة الاولى للعدد الاول من الانباط , كان الضجيج هائلا وكان الدكتور قد عاد لتوه من الولايات المتحدة الى رائحة الحبر بعد تجربة العرب اليوم الموءودة قسرا وغبنا , وكان الزميل عوني الداوود رئيسا للتحرير وانا مديرا للتحرير , وكعادته كان عوني اسفنجة امتصاص الغضب , مضت التجربة لاشهر , لكن ” حليمة الرسمية عادت لعادتها القديمة ” وخرجت من الانباط بعد تهمة ظالمة بإطالة اللسان واسبوعين في سجن الجويدة .

 

خلال مسيرة العمل الصحفي , ظل الدكتور نبيل الشريف يقول لي انت يجب ان تكون في الدستور , واقل من اشهر بسيطة على مغادرة الانباط , جاء هاتف الدكتور نبيل : ننتظر مقالتك , كنّا يومها نتأهب لحفلة الدكتور صبري اربيحات على ضفاف البحر الميت , غافلت الجميع وهربت لكتابة المقالة في الاول من حزيران في العام 2006 , وبقيت في بيت الدستور الهانئ الى اخر اذار من العام الحالي , منحتني الدستور كل ما تستطيع ومنحتها ما امكنني الله على تقديمه , ويشهد الله ان الدستور منحتني الكثير , تشرفت بمعرفة اسرة الدستور التي كانت اسرتي وعائلتي ويعلمون مكانتهم واسباب رحيلي الشخصية جدا .

 

خلال عامين سابقين كنت في الانباط حاضرا , اشاكس واشارك , واظنها اليوم فرصة كي اعود الى الانباط مشاركا زملاء البدايات معركتهم من اجل الاستمرار والبقاء , سنحارب من اجل التميز وسنسعى الى التعبير عن وجدان الناس ومصالحهم , فالظرف صعب والناس بحاجة الى من ينقل لهم الخبر الصادق والجريء والانباط قادرة على ذلك , فهي منذ تأسيسها قائمة على استلهام صلابة الانباط وصخرها وسنقوم بما تتطلبه منا المرحلة وظروفها دون كلل او ملل .

 

رحلة بوح تبدأ اليوم من الانباط واليها ، مع الاحتفظ بالود والاحترام لاسرة الدستور وكادرها ورئيس تحريرها وادارتها , لكنها سحر البداية والقها , والعودة ليست جديدة بل اصيلة للبقاء هنا , بين احرفها الوردية وصخر كلماتها التي تعبر عن نبض الناس , وحماية الدولة ومصالحها , الدولة ولا شيء اهم واكبر من الدولة والشعب , الذي منه نبدأ واليه نعود , دون حسابات صغيرة او انتماءات ضيقة .

ارحل بأمتعتي الى الانباط , زوادة الحبر وزوادة الحرف وعهد الالتزام بالبقاء في صفوف الناس ومصالحهم , على امل ان يتسع المكان والزمان لما نقول ونكتب , كانت البداية في 3- 5 يوم الحرية الصحفية ولذلك اثرت ان اتاخر في المقال اليومي للاحتفال بالذكرى وبالعودة , فمن يوم الحرية الى يوم العودة مسافة تستحق ان نكتب عنها الكثير , وتستحق عناء الفرح والتعب //.