الملك هاتف مهاتير محمد واردوغان .. والصفدي اختار محطة امريكية
عباس انشغل بعملية في الاذن ورفض الحديث عن مجزرة غزة
تركيا اهانت سفير الكيان وجنوب افريقيا سحبت سفيرها
الموقف البريطاني والسويدي اصلب من المواقف العربية

مرايا – عمر كلاب – في مفارقة هي الاغرب في تاريخ منظومة الدولة العربية الرسمية لم تنشط غرف الاخبار ولم تتناقل وسائل الاعلام العربية خبر اتصال ثنائي بين الزعماء العرب , وكأن ما يجري في فلسطين من نكبة صغرى تلو النكبة الكبرى وذكراها لا يستأهل مجرد هاتف ثنائي بين الزعامات العربية , مما يؤكد ان ثمة ما هو مسكوت عنه في الاجراءات الامريكية والصهيونية الاخيرة , فحتى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يتطرق الى غزة ومجزرتها بعد اول تصريح اعلامي له عقب الاثنين الاسود في غزة , مكتفيا بتاييد حل الدولتين وتمسكه بعملية السلام بعد اجرائه عملية في الاذن .
مفارقة انقطاع الاتصالات بين الزعماء العرب , تكشف ربما عن طبيعة العلاقات البينية حيال الملف الفلسطيني , وتفتح الباب لقراءة اتصالات الملك الثنائية مع مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي , والرئيس التركي رجب طيب اردوغان , مما يعني ان الظهير الاسلامي في مواجهة العنجهية الامريكية والغطرسة الصهيوينة بات اكثر جدوى من الموقف العربي , الذي اشار نائب رئيس الورزاء السابق ممدوح العبادي الى انه متواطئ ومتخاذل , مما يعود بالذاكرة الى ما قاله الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل عن مواقيت نقل السفارة الامريكية الى القدس , حيث قال هيكل ان هذا سيحدث يوم تصمت مصر وتوافق السعودية .
ثلاثة ايام من المجازر والقرارات الموجعة , والصمت العربي الرسمي هو سيد الموقف , وسط حركة تركية وايرانية ملفتة , وتصريحات اوروبية من بريطانيا والسويد متفوقة على التصريحات العربية والفلسطينية , ولعل هذا يكشف ايضا لجوء الملك عبدالله الى مؤسساته الداخلية لدعم الاشقاء في فلسطين والى دول اوروبية واسلامية لمواجهة الة القتل الصهيوني ومواجهة العنجهية الامريكية التي تغولت حتى على اتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلية بالانقلاب على الوصاية الهاشمية على المقدسات , وسط صمت عربي وفلسطيني , الا اذا كانت اذن الرئيس الفلسطيني قد عجزت عن الاستماع الى تصريحات كوشنير ونتنياهو .
حالة التمزق العربي انسحبت على المواقيت الدينية حيث انقسمت الاقطار العربية الى قسمين في مواقيت اعلان بداية شهر رمضان المبارك , وحتى لا يقلل احد من ذلك , فان المواقيت هذه كانت مربوطة بالتوقيت السعودي , ولعلها المرة الاولى التي تشذّ اقطار عربية عن التوقيت السعودي , بعد ان اعتاد الشارع العربي على مخالفة عُمان وليبيا لهذه المواقيت فقط وبعض اتباع المذهب الشيعي في لبنان , وعكس ذلك فقد كان الانضباط العربي , مما يؤشر على ان المناكفة للمواقف السعودية او ابداء الاعتراض عليها في الملف الفلسطيني والخليجي أخذا المنحى الديني , كتعبير عن الاعتراض السياسي .
غياب الهواتف الثنائية يكرّس ان حجم التباعد بين معظم العواصم العربية في الموضوع الفلسطيني بات اكبر من الالتفاف عليه بهاتف ثنائي ملحوق بجملة الاتفاق على السعي لدعم القضية الفلسطينية , فقد اكتفت العواصم بلقاء خجول في رحاب جامعة الدول العربية على مستوى السفراء وسيلتقي اليوم وزراء الخارجية العرب , في حين اقدمت تركيا على طرد السفير واهانته في مطارها اثناء خروجه , وسحبت جنوب افريقيا سفيرها من تل ابيب , وهاتف اردوغان لا يهدا وكذلك هاتف روحاني , فيما دخلت هواتف الزعماء العرب دوائر الصمت ولولا انها هواتف محمية لقلنا طالها قرار حجب الخدمة لعدم دفع المستحقات المالية بعد ان طالها الحجب لعدم دفع المستحقات القومية .
لقاء الملك مجلس السياسات ومهاتفته لزعماء دول اوروبية واسلامية واختيار وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي محطة امريكية لعرض الموقف الاردني , يكشف ان ثمة ما هو اعمق من التصريحات العربية المعلنة حيال نقل السفارة وصفقة القرن بين الاقطار العربية وان الاردن يشعر بالخذلان العربي وانه بدأ البحث عن فضاء اوسع من دائرة جامعة الدول العربية التي فقدت كل اوراق اعتمادها بعد ان فشلت في معالجة كل الملفات العربية .//