ابتدأت بجعفر حسان وانتهت بالأميرة سلمى مرورا بالفيصلي
تردي أدوات النقد الى دركها الأسفل
الدعجة يولمون لجرحى غزة والذباب الالكتروني يجرح الوحدة
عطية يسأل باستهجان عن غرفة الادارة المغلقة

مرايا – عمر كلاب – في اللحظة التي كانت احدى كرام العشائر الأردنية تفيض حبا على جرحى قطاع غزة ومرافقيهم في حفل افطار اقامته العشيرة على شرفهم، كان ثمة شخص آخر يجلس على « كيبورد» ويتنطح للدفاع عن الأردن بعد تعرضه لقصف صاروخي من كاتب ساخر انتقد احد رموزه العليا في كرة القدم.
مفارقة عجيبة عاشتها اللحظة الأردنية خلال الأسبوع الفائت، عمادها الشرخ الوطني واعادة استحضار مصطلح « أردني – أردني» واردني تايوان او تقليد، في حالة تغيب وتحضر حسب اجتهادات ورغبات «الرجل الثالث» او «اللهو الخفي» الذي يشعل اللحظة الافتراضية والواقعية وقتما يشاء.
الرجل الثالث او اللهو الخفي، حسب كاتب سياسي، يجلس في غرفة معتمة ويدير الفضاء الافتراضي والاجراءات الواقعية ايضا، بحيث باتت الخطوات الرسمية غير مفهومة لكثير من ابناء الطبقة السياسية حتى باتت اجهزة الدولة خارج نطاق الخدمة واصبح سؤال هيبة الدولة وسؤال الولاية العامة حاضرا بقوة، بعد ان نجح «اللهو الخفي» في ادارة المشهد والعبث به.
قبل ثورة الاعتداء على النادي الفيصلي والتي اوضحت ان ثمة حالة مرضية تعيشها بعض «الطرقالمغلقة» عند انتقاد ما يطابق «الهوى» او ما يشبه الرمزية الوطنية من الطرف الآخر او من غير تصنيف « اردني -اردني» فان الغضب يبلغ السحاب التاسعة على حد تعبير وتسمية النائب السابق«رولى الحروب» لزاويتها اليومية، اما اذا صعد الانتقاد من «الأصليون» فالقصة سهلة وفي «داراهلها».
بالعودة الى ما قبل ثورة «الفيصلي» على ممثل ساخر يحظى بمتابعة عالية واقصد «عماد فراجين»كان احد المتقاعدين العسكريين، يكتب مادة عن نائب رئيس الوزراء جعفر حسان كان فيها الكثير من التهم الخطيرة وابرزها ان حسان يكره «القوات المسلحة» علما بأن المادة التي كتبها المتقاعد لا تحظى بأي دليل او اشارة سوى بضع اتهامات شخصية لرجل كان وقتها اعزب وبأنه محظوظ بالشقراوات ولا ادري لماذا انحدر مستوى النقد في بلادنا الى الدرك الأسفل من النقد، بعد ان كان النقد السياسي معلما اردنيا رفيعا ابان كان الشخص العربي لا يستطيع فتح فمه الا عند طبيب الاسنان.
ما تعيشه اللحظة الأردنية من تداعيات، اسفرت عن شبه انفلات تعيشه العوالم الافتراضية التي سرعان ما تنتشر مثل النار في الهشيم بين الجمهور الأردني وتقوم بالتشويش على الرأي العام.
قصة الفيصلي وجعفر حسان ومعالجتها الضعيفة ربما فتحت جرأة بجرعة زائدة حتى يصل العالم الافتراضي الى الافتراء على الأميرة سلمى ويقوم بتزوير اسوارة يدها بشطب النجمة السباعية عن العلم الأردني، ثم يقوم بفبركة تصريحات على لسانها.
كل هذه الاحداث جرت في اسبوع واحد وقبيل اسابيع قليلة على تسريبات امريكية بان صفقة القرن سيجري الاعلان عنها منتصف حزيران القادم، لتصدح حناجر «اردنية» او هكذا تقدم نفسها ضد حناجر «غير اصيلة» للدفاع عن الرموز الوطنية في لحظة ليست فقط غريبة على المجتمع الاردني بل وفارقة في مواجهة اشرس هجمة على الأردن وفلسطين، كما يقول النائب خليل عطية الذي يستهجن ان تظهر هذه القضايا في لحظة حرجة، يواجه فيها الأردن اخطر هجمة صهيونية مسنودة بدعم امريكي وتواطؤ عربي.