مرايا – كتب : عمر كلاب – أن تفرد وكالة انباء محللين وصحفيين لمتابعة انتقال لاعب كروي من فريق الى فريق , امر عادي اذا كانت تلك الوكالة معنية بالشأن الرياضي , لكن ان تتصدى لهذا الفعل وكالة سياسية فهو أمر مستهجن , يؤشر على ذائقة الجمهور ورغبته في المتابعة مما يجعل تلك الوكالة او غيرها تقدم للقارئ وجبته المفضلة , فالذائقة اليوم مقلوبة تماما , فالمتابعة الاعلامية لقمة ترامب – اليزابيث مثلا تخلو من اي خبر سوى بذاءة الرئيس الامريكي وصلفه ولولا بذاءة ترامب لما تابعنا اخبار القمة بين اكبر قطبين في العالم الغربي .
الاستهجان ليس من طبيعة الخبر المرغوب , بل من حجم التفاعل مع الظواهر السطحية او العادية وانسحاب الجمهور عن متابعة الشؤون الدقيقة والمهمة والتي لها انعكاس على حياتهم المعيشية اليومية والشهرية والسنوية , فمنذ انتقال اللاعب البرتغالي رونالدو او الدون كما يحب جمهور ريال مدريد ان يسميه – لا ادري الان ان بقي على التسمية – الى فريق ايطالي والجميع مشغول بتلك الصفقة وتداعياتها , حتى طلعت وكالة سبوتنيك بمتابعة غريبة عن الفوائد الخمس للنادي الايطالي , يوفنتوس من التوقيع مع رونالدو : القيمة السوقية ليوفنتوس ارتفعت من 640 مليون يورو إلى 844 مليون يورو , سعر سهم يوفنتوس في البورصة الإيطالية زاد من 0.69 يورو إلى 0.90 يورو , كسب حساب الفريق الرسمي على انستغرام 1.4 مليون متابع جديد، ليصل إلى 11.7 مليون متابع , حساب يوفنتوس الرسمي على تويتر بات يمتلك 6.13 متابع، بزيادة 1.1 مليون متابع عما قبل رونالدو , وفيما يخص فيسبوك، ساهم نصف مليون معجب جديد أتوا برفقة رونالدو، في وصول عدد المعجبين إلى 33.231.856 .
امام هذه الارقام الصادمة بكل المقاييس لأثر لاعب كرة قدم على الواقع الاجتماعي والاقتصادي , ما الذي يمنعنا من الاستفادة من هذه النظرية وان تقوم دول العالم الثالث بما فيها نحن بتعيين مثل هذا اللاعب مسؤولا رفيعا , فبدل مهند شحادة وزير الاستثمار يمكننا ان نستعين بلاعب على شاكلة رونالدو الذي ذهب بعقد لاربع سنوات بقيمة 120 مليون يورو وبراتب يصل الى 30 مليون يورو سنويا , وهو راتب معقول جدا , قياسا بالعوائد التي حققها النادي من بيع قمصانه في اسبوع واحد فقط حيث حققت المبيعات رقما وصل الى 144 مليون يورو , اي ان السيولة المالية عادت خلال اسبوع فكيف الحال بسنوات اربع , هذا على المدى القصير وليس الاستراتيجي – اي اربع سنوات – هي عمر العقد .
سيأتي الى الاردن مستثمرون لمقابلة الدون وبالقطع سيوقعون معه على العقود الاستثمارية , وسيكون ملحقا بالوزارة قسم تصوير وقسم ملابس يكون عائدها لتنمية المحافظات , والذي شجعني على هذا الاقتراح ان مدرب كرواتيا الذي ينافس على اللقب العالمي كان مدربا للنادي الفيصلي اي ان لدينا خبرة في هذا المجال , وكذلك تطالبنا الحكومة ونطالبها بالتفكير خارج الصندوق , وبما ان الصندوق العقلي بات مفتونا بهذه الاخبار ويصدقها ويلاحقها , فإنني افكر خارج الصندوق واطلب تعيين لاعب عالمي رئيسا لوحدة الاستثمار وسفيرا للسياحة الاردنية , ولولا بعض موانع لطالبت بتعيينه بمنصب رئيس الوزراء فنحن اسقطنا موانع ازدواجية الجنسية .
الحالة اليوم تقول ان القلم هُزم لصالح القدم كمؤشر على وعي الجمهور الجديد ونحن ايضا لنا تجربة في هذه المعادلة فالحذاء اغلى ثمنا من العقال فلماذا لا نجرّب ؟//
omarkallab@yahoo.com