مرايا – كتب : عمر كلاب – جازف الدكتور صبري اربيحات بالاجابة بالنفي , على سؤال حول امتلاك الشارع الاردني لبرنامج مقاومة , بعد اقرار الكنيست الصهيوني لقانون يهودية الدولة , الذي يعني ان المعركة الآن في مواجهة الدولة الاردنية مباشرة , فحلّ الدولتين انتهى والدولة الواحدة باتت معرّفة ديمغرافيا , والحدود في طور الترسيم حسب مسار الجدار العازل وجيوب الاستيطان في الضفة الغربية وغزة , وعليه فقد سقط البحث عن شريك لتوقيع صفقة القرن او العصر , فالكيان الصهيوني لم يعد بحاجة الى شريك للتوقيع , بعد ان فرض واقعه على الارض .
سؤال البرنامج المطلوب اردنيا بعد قرار الكنيست وصفه اربيحات بالسؤال المهم والجوهري , لكنه قلل من اهتمام اركان الدولة بمثل طرح هذا السؤال وانشغالها بملفات ثانوية تفتقد الى الاجماعية الوطنية , فدخان قضية الدخان اعمى العين الاردنية عن يهودية الدولة ومخاطرها , بل ان الاعلام الاردني لم يمنح هذه القضية اقل اهتمام واجب , رغم ان برنامج المقاومة لهذا القانون هو القادر على توحيد الجهود واعادة لحمة المجتمع الاردني تحت شعار المقاومة الذي يقوده بحماس الفريق الديبلوماسي الاردني الذي ضاعت جهوده في المؤتمر الصحفي الاخير للوزيرة جمانة غنيمات مقابل اسئلة الدخان وقضيته .
الاردنيون المشغولون اليوم بسؤال صهيوني عن اسباب غياب الملك , لا يعلمون ان زيارة الملك الاخيرة الى واشنطن هي اخطر زيارة حتى وإن تلتها تعبيرات اجازة خاصة , فالملك يدرك تماما تبعات القرار ومدى انعكاساته على الاردن ديمغرافيا وجغرافيا , في ظل ادوات دعم عربية شبه معدومة بل وربما في كثير منها راضية عن هذا القانون ولا تمانعه , ولذلك بقي لاطول وقت يجس الامور ويقرأها في مصدرها ويحاول الكثير من اجل تخفيف تبعاتها التي تعني “ترانسفير” جديدا الى الضفة الغربية واتباع الضفة للاردن في اي صيغة وحدوية لا تراعي شعور واماني الشعبين الفلسطيني والاردني .
اجابة اربيحات مبنية على ان الشارع الاردني جرى تهشيم مكانيزماته الحيوية وروافعه الشعبية والسياسية , وبالتالي باتت فكرة صهيونية بحجم ايدي كوهين مرجعية للخطابات والتحليلات الاردنية , فقد اجهضت الحكومات المتعاقبة كل نمو اردني سياسي او شعبي وجرى تجريف طبقة المثقفين لصالح اصحاب المال واصحاب المواقع السياسية , فانكشف الظهر الاردني وبات قابلا لاي ضربة وقابلا اكثر لاي اشاعة او اتهام بعد ان اغرق الفساد كل المقاومات الوطنية وباتت الذهنية الشعبية على يقين ان هذه الآفة وصلت الى العظم الاردني واجتثاثها يحتاج الى معجزة سياسية وليس الى ارادة فقط .
الماكينة الصهيوينة تستثمر في هذه الخاصرة الضعيفة ونرى تغريدات الصهاينة منقولة على هواتف الاردنيين بيقين العجائز دون ادنى مراجعة او ادنى تريث لمعرفة اهداف هذه التغريدات ومقدرتها على اضعاف الموقف الاردني الصامد حيال قتل الهوية الفلسطينية وتعويضها بالهوية الاردنية حتى اللحظة , ولا يمكن في ظل هذه الظروف المجتمعية تصليب موقف الدولة وتدعيم موقف الملك في المواجهة الشرسة مع اخطر ظاهرة استعمارية عرفتها البشرية , فالظرف العربي عموما والفلسطيني خصوصا هو البيئة المثالية لانضاج احلام الدولة العبرية بتثبيت وقائع على الارض لا يملك احد تغييرها , ومن يراجع صفقة القرن وافلامها يعلم ان هذه السياسة قائمة على اشغال الخصوم ومباغتتهم من الجانب الآخر , فالجميع كان ينتظر بنود صفقة القرن , وجاء الجواب بيهودية الدولة لعلم الدولة الصهيوينة ان لا أحد يمكنه التوقيع , فكان الحل فرض وقائع على الارض .//
omarkallab@yahoo.com