مرايا – عُمر كُلّاب – لا توجد فاكهة في شهر آب , اي لا موسم زراعيا يمكن الصاقه بهذا الشهر , الذي انتج لوحده وبمبادرة ذاتية فاكهة صيفية جلست بوقار على موائد الاردنيين , فثمرة الفساد الناضجة جدا لم تسقط على الارض الاردنية كما سقطت تفاحة نيوتن والتي احدث سقوطها دويا يفوق سقوط اطنان من المتفجرات بوصفها كانت سببا في اكتشاف قانون الجاذبية , لكن فاكهة الرزاز الناضجة لم تسقط بعد على الارض حتى نعرف مدى دويها , بمعنى حجم ومساحة وسقف الاسماء التي سيطالها دوي السقوط .

حتى اللحظة لا توجد قناعة لدى الشارع الاردني على اختلاف تلاوينه ومستوياته بأن بطل فيلم الدخان الهارب هو البطل الوحيد , بل هو اسم يخفي خلفه اسماء من العيار الثقيل في البرلمان والحكومة وباقي مفاصل الدولة , ورغم ان القضية عنوانها او حسب نظرية الافلام بوسترها واضح باسم النجم الا ان القناعة المتشكلة انه مجرد كومبارس لاسماء مخفية ينتظر الشارع الافراج عنها , بعد ان تجرأ رئيس هيئة النزاهة وقال ما قاله قبل التراجع .

العلاف بتصريحاته على قناة المملكة فتح شهية المتابعين بل زاد نسبة الآكشن في فيلم الدخان , ولم يعد المخرج / الرزاز قادرا على التراجع او تقديم نهاية سخيفة او مألوفة بمعنى وصول الشرطة بعد انتهاء المعركة ووفاة البطل او هروب رئيس العصابة , فالنهايات المفتوحة لم تعد جاذبة ولا مقبولة , وعلى الدكتور الرزاز ان يعي ذلك جيدا , لأن مساحة الثقة الممنوحة للرجل شعبيا عالية وجاءت تصريحات الملك في رئاسة الوزراء عن ضرورة اكمال الحرب على الفساد وملاحقة القضية للنهاية لتكمل المشهد وتضع نهاية واجبة على الرزاز ان تصل الشرطة في موعدها وان يتم القاء القبض على كل العصابة حتى يفرح الجمهور .

فاكهة آب , ليس مقبولا ان تكون فاكهة محرّمة او مقضومة قضمة واحدة , فهذه الاسطورة لن يخلدّها الاردنيون ولن يقبلوا ان تكون اضافة جديدة لاساطير كثيرة في ذاكرتهم عن الهارب الغامض والهارب الذي لا يعود وتنتهي الاسطورة بنهاية مفتوحة , فهم يريدون نهاية كما انتهت اسطورة التفاحة غير المتفق على انها مقرونة بسيدنا ادم , بعقاب قاضمها , واكثر من ذلك هم يريدون نهاية مثل نهاية نيوتن , اي ان تتحقق النظرية على الارض بمحاسبة الفاسدين دون هوادة وبالاسماء الصريحة رغم مناصبها الرفيعة , وعكس ذلك فإن حبل الثقة الممنوح من الناس والمسنود بثقة ودعم من الملك سيتحول الى مشنقة للرجل وحكومته .

تفاحة الرزاز المقضومة والتي استنسخت منها شركة أبل اعظم تقنية عرفتها البشرية , غير مقبول ان تتحول الى مجرد اسطورة , او ان تخالف قوانين الجاذبية الوطنية التي تنتظر سقوط اسماء تُحدث دويا مثل دوي تفاحة نيوتن , فهل يفعلها الرزاز ويكسر النمط السائد ؟ ولكن عليه ان يعلم ان السقوط الحرّ للفواكه دائما ما يكون بفعل الدود الساكن في قلب التفاحة او الفاكهة فتصبح الفاكهة الحلوة مجرد مخزن للديدان ومرتع خصب لنمو الآفات والحشرات التي تحمل الاوبئة وحينها سيصنع الاردنيون اسطورتهم الخاصة بالعودة الى الميادين والدواوير ولن يكون الثمن سهلا او مقدورا عليه , والامل ان تكون تفاحة الرزاز قصة حقيقية لبناء اشجار من التفاح كما حدث في جبال الشوبك .