رسائل ملكية للمتنمرين وخارطة طريق للحكومة
الطراونة رئيسا للنواب وسخونة على النائب الاول
انزياحات برلمانية وحسابات الرئاسة ستجد طريقها في اللجان النيابية

مرايا – ينتظر الاردنيون خطاب العرش السامي ظهر اليوم في افتتاح الدورة العادية لاعمال مجلس الامة , ليس بوصفه خارطة طريق لعمل الحكومة فقط , بل لانه سيحمل اجابات لاسئلة كثيرة تدور في اذهانهم بعد ان انفلت عقال مسننات كثيرة من مسننات العمل السياسي والاجتماعي , خاصة الدعوة لاعتصام السبت المقبل الذي تنظر اليه اوساط سياسية بقلق بالغ نظرا لحساسية مواقع كثير من الداعين الى الاعتصام , ونرّجح توقعات بأن يأتي خطاب العرش رافعا لمعنويات كثير من الاردنيين الذين يحاصرهم القلق بعد ازدياد منسوب التطاول على الدولة وهيبتها وبعد ارتفاع منسوب الابتزاز لها وانخراط اكثر من قطاع في موسم الضغط على الدولة .
خطاب العرش وحسب محللين سيركز على الصعوبات التي تواجه الدولة الاردنية تحديدا على المسار الفلسطيني والحلول المطروحة على الطاولة التي نجح الملك في تكسير اجزاء منها لكنه بحاجة الى اسناد عربي لتحقيق مزيد من الانجاز , والى اسناد شعبي متوفر لكن بروزه الى السطح ما زال اقل من الواقع نظرا لارتفاع اصوات تختلط فيها الكثير من الاوجاع الصادقة مع الاكثرية من الاصوات الناعقة التي تعمل وفق منهجية مناهضة لكل محاولة جادة لتوفير ظرف داخلي قادر على اجتياز اللحظة الحرجة من حصار اقليمي وتواطؤ عربي , مما يرفع ضرورة ان يكون خطاب العرش شاملا وحازما وحاسما بعد ان استثمر تجار الحرائق السياسية والاقليمية في كل مفاصل الدولة .
على صعيد المشهدية الداخلية للدورة العادية لاعمال مجلس الامة والمرتبطة بانتخابات رئيس مجلس النواب والمكتب الدائم واللجان الدائمة , فإن مقعد رئيس مجلس النواب بات محسوما للرئيس الحالي عاطف الطراونة فيما تشتعل المنافسة على مقعد النائب الاول للرئيس بين النائبين احمد الصفدي ونصار القيسي المدعوم من تحالف الطراونة – عطية , فيما يراهن الصفدي على مجموعة مناهضة للطراونة فشلت في تقليص فرص نجاح الطراونة برئاسة المجلس فيسعون الى ترجيح كفة الصفدي الذي اغرق النواب بوعودات كثيرة وبإيحاءات عن دعم غامض يأتيه من دوائر صنع القرار , وتلك بضاعة الصفدي الوحيدة ربما والتي يبدو انها تلاقي رواجا بين خصوم الطراونة والنواب الطازجين .
القيسي الذي يحظى بدعم خاص من تحالف الطراونة والاخوين عطية الذي جاء انسحاب الاخ الاصغر خميس عطية التزاما واحتراما للجاهة النيابية التي زارت القيسي قبيل انتخابات مقعد نائب الرئيس السابقة , حيث وعد عطية حينها القيسي بعدم الترشح في الدورة الحالية وجاء انسحاب عطية احتراما لهذا الالتزام مما يؤكد بان الاخوين عطية رسما احترامهما في المجلس بخطوات ثابتة والتزام اخلاقي عال , عكس كثيرين خالفوا طروحاتهم السابقة بالالتزام للقيسي حال قبوله بالجاهة البرلمانية التي ضمت كل الوان الطيف البرلماني , وهنا يسأل القيسي عن اسرار انقلاب نواب على تعهداتهم السابقة , وتبدو معركة نائب الرئيس هي الاكثر سخونة والتي سيكون لها ما يليها في معركة المساعدين والنائب الثاني وستنعكس حكما على تركيبة اللجان الدائمة .
انتخابات النواب الداخلية ليست محط انظار الشارع اليوم ليس انتقاصا من الانتخابات النيابية الداخلية ولكن لان الانظار كلها متجهة الى خطبة العرش والى مضامين خطبة العرش والرسائل السياسية التي سيرسلها الملك في خطبته الى الشارع الشعبي والى باقي اطراف اللعبة السياسية والتي ستحمل اجابات واضحة ورسائل اكثر وضوحا الى المتنمرين على الدولة والى المتطاولين على هيبتها , كذلك ستحمل رسائل واضحة للحكومة وللمجلس بضرورة التعاون لمصلحة المواطن وانفاذ قوانين الاصلاح دون مناكفات وحسابات ضيقة .
خطبة العرش في هذا الظرف الاستثنائي ستكون استثنائية حسب رأي كثيرين وستكون رسالة الى الشعب الاردني بكل الوانه واطيافه وستكون الصراحة والصرامة عنوانها الابرز .// الانباط عمر كلاب