لها ما بعدها
الرزاز في القيادة العامة
رسالة قوية حول مفهوم الولاية العامة وتعزيز صفوف منظومة الدولة
استهداف ثلاثي الابعاد لمنظومة القوة الوطنية يستدعي المواجهة بحزم وأمن
تعديل الرزاز وانعكاس الموازنة الجديدة على التنمية بداية الصحوة لنهج جديد

مرايا – عمر كلاب – بطريقة تقليدية لا تنسجم ودلالة الخبر , تعاملت قطاعات سياسية واعلامية مع زيارة رئيس الوزراء وزير الدفاع عمر الرزاز الى القيادة العامة , وهي الزيارة التي يقوم بها لأول مرة – على الاقل في المملكة الرابعة – رئيس وزراء الى القيادة العامة ويجتمع مع رئيس هيئة الاركان المشتركة قبل ان يستمع وعدد من الوزراء ومدراء الدوائر الى ايجاز عن تمرين لإدارة الأزمات قدمه مساعد رئيس الأركان للإستخبارات مدير التمرين العميد الركن ناصر مهيرات، اشتمل على أكثر من أزمة متعددة الفرضيات وبشكل متزامن وفي أكثر من موقع في عدد من محافظات المملكة .
اشارة ان يمارس رئيس الوزراء دوره كوزير للدفاع في هذه اللحظة الفارقة تحمل الكثير من الدلالات , ليس فقط دعم الملك لرئيس وزرائه بل اشارة دامغة عن ممارسته لاعلى درجات الولاية العامة التي ينشدها كثيرون وكأنها مفقودة في الاردن , رغم الفهم المغلوط للولاية العامة في ذهن كثير من المنادين .
زيارة الرزاز الواجبة القراءة جاءت متزامنة مع حركة نشطة لنادي الباشوات التقليدي , حيث التقى جمع من رؤساء الوزارات ولفيفهم على مائدة رئيس الوزراء الاسبق عبد السلام المجالي , وقطعا المائدة سياسية بامتياز وتوقيتها اكثر اهمية منها , وفي اتونها كان رئيس غرفة التشريع الثانية في مجلس الامة الاردني ينادي بضرورة تغيير النهج الاقتصادي القائم , قافزا عن طبيعة النهج المطلوب والمنشود وبأنه احد اعمدة تركيز النهج الاقتصادي السائد .
ثمة مفارقات عجيبة تعيشها الحكومة الحالية برئاسة الدكتور عمر الرزاز , من حيث نشاط الخصوم ضدها ونشاط اكثر قسوة من انصارها الافتراضيين وأقصد تيار الدولة المدنية الذين اشبعونا هتافا وقبلوا من الغنيمة بالاياب , والاخطر نشاط محموم تقوم به جهات مجهولة تبدو متلبسة لقصة الشبح الخفي الذي ينجح في اثارة الزوابع وكسر النوافذ دون ان تستطيع الامساك به , وهذا ما يجعل الرزاز نفسه في حيرة من أمره , فهو يلتزم باعلى درجات المكاشفة مع المواطن الاردني ولكنه مدان سلفا .
صحيح ان طبيعة تركيبة حكومته لا تمنحه القدرة على تجاوز اللحظة , فمعظمها من النادي التقليدي للوزراء والاختراق الوحيد الذي احدثه الرزاز بتوزير اشخاص من خارج العلبة التقليدية لم تنجح في كسر النمط القائم وكانت اكثر سلبية من وزراء العلبة التقليدية , فوزير الاتصالات الذي اثار زوابع الحرس القديم والجديد لم يكسر النمطية التقليدية بل سرعان ما طوته الماكينة الرسمية التقليدية وسحبت الاوكسير الجديد المطلوب ضخه في اوردة الحكومة .
واضح ان الرزاز يحظى بالدعم الملكي حتى كتابة هذا التقرير , وتنقل مصادر مطلعة ان اكثر من موقف حصل فيه الرزاز على دعم الملك تحديدا عندما كانت تتضارب الاراء حول خطوات حكومية , لكن ثمة خيط غامض وهجمة غير واضحة المعالم والتفاصيل تتعرض لها حكومة الرزاز نفسه وتتعرض لها الدولة بكليتها من خلال العصف بكل مكوناتها وتحديدا الجرأة على الجيش والعرش والاجهزة الامنية التي تحظى باعلى درجات الاحترام الشعبي , كونها نجحت في كل عواصف الاقليم من حماية البلاد والعباد والخروج بصورة تبعث على الاحترام .
لم يعد سرا ان الدولة اليوم تواجه هجمة ثلاثية الابعاد من الطرف الصهيو امريكي الذي يسعى الى تكسير قدرتها على الصمود في مواجهة صفقة القرن ومشاريع تهويد القدس والمقدسات وتصفية القضية الفلسطينية , وثانيها من اشقاء بين مزدوجين , ما زالوا يمكرون بالاردن لصموده واثبات انه نسخة عربية مختلفة في احترام كينونة الانسان الاردني والعربي والحفاظ على الدم دون سفك , والثالث من اطراف داخلية دخلت في معمعان الضلعين السابقين ويسعون الى محاولة الانقضاض على الدولة عبر تكسير ثوابتها وإفشاء ثقافة الاحباط والانهزام وتعزيز قلة الثقة بكل الثوابت .
الرزاز الذي يطبخ تعديل حكومته على نار هادئة بانتظار مرور موازنة الدولة من مجلس الامة وربما قبل ذلك , يعرف ان نهجه في رئاسة الحكومة يحتاج الى وقت وانه يستهدف تكسير البنى القديمة لصالح نهج جديد يعتمد على الذات اولا وعلى رفع الانتاجية وتقليص الريعية وليس تقليص الخدمات الاجتماعية , ستواجهه ثقافة القديم وحرسه ولكنه حتى اللحظة يحظى بدعم ملكي بحكم انه الاكثر قربا الى فهم الملك ورغبته في اعلاء قيمة الانتاج ولانه لم يرتكب اية حماقة سياسية او اقتصادية او اعتداء على وجدان الاردنيين وكلها عوامل سترفع من وتيرة ثقة الشارع بحكومته حال نجاحه في التعديل وعكس الموازنة على الاقتصاد .الانباط