مرايا – كتب : عمر كلاب – بجرأة تُحسد عليها قامت الملكة رانيا بفتح خزائنها للجمهور , سواء خزائن الثياب او خزائن الشفافية والانفتاح على حق الجمهور بالمعرفة , مكرسة بذلك نموذجا سيوّرثها للاسف احقادا من ماكينات السواد ومختبرات صُنع الاعتقاد , اسوة بالاحقاد التي طالتها بعد لقائها الشهير مع المذيعة الامريكية الاكثر شهرة في العالم ” اوبرا ” , فسلوك الملكة رانيا التلميذة النجيبة في مدرسة الهاشميين , منحها حضورا عالميا اثار غيرة وحسد كثير من السيدات الأول وتحديدا سيدات الثراء والعواصم الاسمنية شديدة الاضاءة .

الملكة التي تعرضت لهجمات شرسة من الاعلام الخارجي والنفطي , حافظت على صمتها الرصين , لكنها وامام اسئلة الاردنيين , انحازت الى المكاشفة والى اجابة ابناء شعبها التي هي منهم ولهم , فالملكة حالة مختلفة في التاريخ والموروث الهاشمي , هي ليس لها اي دور سياسي او دستوري , ولكنها تحمل بالعادة ملفات اجتماعية وانسانية وقد حملتها الملكة بأمانة وإقتدار , وللتاريخ , فقد تحملّت هذه السيدة النبيلة ما لم تتحمله ملكة هاشمية , ولكنها تجاوزت عن كل ذلك بصبر المؤمنين واحتساب الصابرين .

صحيح ان الاردنيين بالعادة وعلى مدار التاريخ السياسي , لا يحبون ان يشاركهم في مليكهم أحد حتى زوجته , فتعلّق الاردني بمليكه حالة كيميائية لم يستطع احد ان يفكفك شيفرتها حتى اللحظة وأظنها ستبقى شيفرة عصية على الفهم , في اقليم دائم الاشتعال , يمشي الملوك فيه محاطين بكل ترسانات الحماية , عكس الملوك من بني هاشم الذين تصدفهم في اي مكان وكل مكان , من مطعم شعبي الى صالة عرض مسرحي , والملكة رانيا ابنة الطبقة المثقفة التي تتقن فن التواصل والتعامل مع الناس , على اختلاف تلاوينهم .

وهذا اورثها الكثير من الاحقاد الخارجية اولا , واورثها داخليا همزا ولمزا لا يليق بملكة نجحت في عكس صورة حضارية عن المملكة في محافل كونية ونجحت اكثر في تحقيق مكاسب للمرأة الاردنية أكبر , فبحكم نشاطها الثقافي والانساني نجحت بتسليط الضوء على المرأة الاردنية , التي تحمل من الثقافة والعلم الكثير , فرغم اننا في مجتمع خليط بين المحافظة والبداوة الا ان الاردني فخور بالمرأة حتى القسم بشرفها والانتساب نخوة اليها وشهامة اليها , فتلاقت جهود الملكة مع بيئة اجتماعية حاضنة كان حصيلتها هذا الحضور المقدر للمرأة الاردنية وما زلنا نطمح بالمزيد من الدور والحضور والتقدم للمرأة الاردنية .

الجدير في البيان ايضا ان الملكة تراقب وتقرأ وتتابع كل ما يدور في المجتمع الاردني حتى الاسئلة الهامسة والاسئلة الحرجة , وتتصدى للاجابة بفروسية بل وتعلن انحيازها للنقد الحقيقي واستياءها مثلنا جميعا من الاشاعة والتجريح , وتعلن عبر بيانها اكثر , بأن موسم التابوهات قد انتهى وان حق الناس في المعرفة حق لصيق , فحتى ملابسها تشتريها مثل معظم الأسر الاردنية في مواسم التنزيلات ولا تخجل ان تعلن وهي ابنة البيئة الفلاحية انها تستعير بعض الملابس من دور ازياء , وأنها تتلقى هدايا مثل اي سيدة في المجتمع الاردني والمجتمعات الكونية .

بيان مكتب الملكة دليل قوة وحصافة يُحسب للمقر السامي , فقد شهدنا في الفترة الاخيرة جرأة ملكية في التعبير حتى عن الملل من الاشاعات وسمعنا منه اجابات على اسئلة الشارع الذي يتناقل الاشاعة عن حضوره وسفره وعودته , وبالطبع ستكون الملكة اول من يتأسى بالملك وانفتاحه ومكاشفته , وعلينا ان نضغط على باقي المؤسسات كي تسير في نهج المكاشفة والانفتاح وتحطيم التابوهات , فنحن لدينا عرش ثابت وجيش مرابط وشعب حقق اعلى درجات التعليم والخوف ليس في قاموسنا .