مرايا – إيهاب مجاهد – تصر انتخابات نقابة أطباء الاسنان على كسر جميع القواعد التي تسير عليها تحالفات انتخابات النقابات المهنية التي ينقسم فيها الإسلاميون وحلفاؤهم في قائمة تسمى (البيضاء) مقابل قائمة القوميين واليساريين (الخضراء).
وها هي التحضيرات لانتخابات النقابة تشير إلى استمرار تحالف اقطاب القائمتين من خلال «القائمة النقابية للتغيير» التي رشحت النقيب السابق د. عازم القدومي لمركز النقيب لانتخابات النقابة المقرر إجراؤها في أيار المقبل.
فيما شكل تخلي الإسلاميين عن أحد اقطاب القائمة د.عمر العرموطي فور إعلانه عزمه الترشح للانتخابات مفاجأة جديدة ضمن سلسلة المفاجآت التي تسجلها النقابة في كل دورة انتخابية، والتي كان آخرها الهزيمة التي منيت بها القوى السياسية في الانتخابات الأخيرة والتي فاز بها النقيب الحالي د.ابراهيم الطراونة بدورته الثانية على رأس قائمة شبابية وقوى مستقلة والقليل من النقابيين أصحاب الخلفيات القومية.
ويسعى الدكتور العرموطي إلى تكرار تجربة النقيب الحالي د.ابراهيم الطراونة الذي تمكن من هزيمة مرشح القوى السياسية في الانتخابات الماضية من خلال التفاف الشباب حوله، وطرح برامج تلامس احتياجاتهم، وهي التجربة التي يسعى الفرقاء إلى الاستفادة منها في الانتخابات القادمة.
وكان الإتجاه الإسلامي في نقابة أطباء الأسنان قد اكد التزامه بالتحالف الذي شارك في تأسيسه منذ اليوم الأول «القائمة النقابية للتغيير»، واكد دعمه والتزامه بما توافق عليه الشركاء في التحالف، والذي فرز الدكتور القدومي مرشحا لمنصب النقيب للانتخابات القادمة.
وزاد التيار بتوضيح موقفه بالتاكيد بانه «غير معني بأي مرشح آخر لم يتم فرزه من خلال «القائمة النقابية للتغيير»، في إشارة إلى إعلان ابن التيار د.العرموطي ترشحه لمركز النقيب.
ولا يستبعد مراقبون ظهور مرشح ثالث لمركز النقيب، الا ان التحضيرات وتجارب النقابة الانتخابية تشير إلى ان اي مرشح ثالث سيكون بمثابة مرشح «انتحاري» في ظل الفرز الحاصل في الانتخابات.
ويبدو المشهد الانتخابي قريبا من تكرار المنافسة التي شهدتها الانتخابات الماضية، باصطفاف القوى السياسية خلف مرشح، ومحاولة شخصية نقابية لم يسبق لها الترشح لمركز النقيب، تكرار تجربة المستقلين وبعض القوى النقابية في الانتخابات السابقة.
وفي الوقت الذي تدعم فيه اصوات نقابية حق النقيب السابق الدكتور عازم القدومي بالحصول على دورة انتخابية ثانية بعد ان حالت ظروف خاصة به دون الترشح لدورة ثانية قبل دورتين انتخابيتين، تتعالى اصوات مطالبة باعطاء دور للشباب واتاحة الفرصة لهم بالجلوس على مقعد النقيب.
وظهرت تلك الاصوات مع تلاشي فرصة التوافق على مرشح لمركز النقيب بعد ان كان مطروحا ترشح النقيب السابق الدكتور احمد القادري الذي خسر الانتخابات الاخيرة في مواجهة النقيب الحالي د.ابراهيم الطراونة، وبعد ان ساد الصمت حول امكانية ترشح النقيب الحالي لدورة جديدة على اعتبار ان دورته الثانية هي الاولى له وفقا للتعديلات التي طرأت على قانون النقابة في العام الماضي، علما ان قانون النقابة يمنع النقيب من الترشح لاكثر من دورتين متتاليتين.