مرايا – تبرع المستثمر الأميركي و الملياردير بيل ميلر بمبلغ 75 مليون دولار لقسم الفلسفة بجامعة جونز هوبكنز، وهو الرجل الذي عرف بهيمنته على أسهم شركة ستاندرد آند بورز المالية، لمدة 15 عاماً متتالية.

وأعلنت الجامعة عن هذا الدعم الذي تلقته يوم الثلاثاء، والذي “يعتبر أعلى دعم يقدم لقسم فلسفة في العالم على ما يبدو”، بحسب ما ذكرت إدارة الجامعة في بيان.

وسوف يسمح هذا الدعم الكبير لـقسم الفلسفة الذي أخذ اسم “ميلر” إلى مضاعفة وضعه الحالي، بحيث يضم 22 من أعضاء هيئة التدريس بدوام كامل.

كذلك سوف يساعد هذا الدعم طلاب الدراسات العليا، ودراسات ما بعد الدكتوراه والدورات الجديدة، التي تهدف إلى جذب الطلاب الجامعيين.

الفلسفة والبيزنس

في حين أن العديد من الأثرياء في أميركا كانوا قد خصصوا جوائز للفلسفة، إلا أن رؤية ميلر تقوم على الاستثمار في البنية التحتية للمهنة، مع العلم أنه كان طالب دكتوراه سابق في الفلسفة بجونز هوبكنز.

وقال: “أردت أن أقدم هدية يكون لها تأثير كبير وتساعد في تغيير المسار”.

وبحسب العربية نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز فقد ذكر ميلر أن الفلسفة أحدثت تحولاً كبيراً في حياته في عالم البيزنس والأعمال، بالمساعدة في الكثير من القرارات التي اتخذها وكانت ناجحة.

الاختلاف النوعي

رغم ذلك فإن هذا التبرع الكبير لقسم الفلسفة، يعتبر ضئيلاً مقارنة مع دعم بقيمة 1.5 مليار دولار قدمه مايكل بلومبيرغ لجامعة جونز هوبكنز طوال حياته، بما في ذلك 300 مليون دولار تبرع بها لمدرسة الصحة العامة في عام 2016.

لكن قوة هذا الدعم الذي قدمه ميلر لا يقاس بالقيمة المالية رغم كبرها، فقد قال رونالد دانيلز، رئيس جامعة جونز هوبكنز: “إن هدية السيد ميلر ستعطي دفعة ماسة إلى العلوم الإنسانية المحاصرة أو المنسية، في اللحظة التي تركز فيها العديد من الجامعات والحكومات التي تدعمها، بشكل كبير على ما يسمى بمجالات الـ ستيم STEM وهي: العلوم science والتكنولوجيا technology والهندسة engineering والرياضياتmath.

وأضاف: “هذه الهدية رائعة جدا وتناقض السائد، بأن يكون هناك شخص بمكانة بيل غيتس، يكون على استعداد لأن يعطي الفلسفة، التي تعتبر من أقدم التخصصات، وفكرة استمرار أهميتها كهدف في حد ذاته، هو ببساطة أمر مذهل”.

نبذة عن ميلر

يبلغ السيد ميلر من العمر 67 عاماً وهو من الحرس القديم وكبار المستثمرين في وول ستريت، التي جاءها بخلفية في الفلسفة.

وقال السيد ميلر، الذي كان والده يعمل مديراً لمحطة شركة نقل بالشاحنات، إنه أخذ طريقه إلى درجة الدكتوراه في هوبكنز، على الرغم من أنه لم يأخذ سوى دورة واحدة لمدة ستة أسابيع في الفلسفة في نهاية عامه الأخير.

وقد عمل ميلر بدوام جزئي في المحاسبة خلال مرحلة الدراسات العليا، وأكمل الدورات الدراسية والامتحانات المؤهلة، ولكن عندما حان الوقت لبدء أطروحته، قرر أنه لن يكون بوظيفة مدرس للفلسفة، وأنه يبحث عن مرعى أكثر اخضرارا وذهب للبيزنس.

وفي وول ستريت اشتهر ميلر بأنه من المخضرمين، وقد استثمر في أمازون وكان يراهن عليها في الوقت الذي كان فيه البعض يشكك في نجاحها.