مرايا – بعدما شردتها الحرب لتجبرها على العيش تحت شجرة ومقاساة الجوع، وصل وزن فاطمة قباء التي تبلغ من العمر 12 عاما إلى 10 كيلوغرامات فقط عندما نقلت إلى عيادة لعلاج سوء التغذية في اليمن.

وقالت الطبيبة مكية الأسلمي التي تدير العيادة الواقعة في شمال غرب اليمن “مخزون الدهون في الجسم استهلك تماما، وأصبحت جلدا على عظم” مضيفة أنها تعاني من سوء تغذية حاد.

ووصول قباء إلى هذا الحالة نموذج لما يحدث في معظم أنحاء اليمن، حيث دفعت الحرب والانهيار الاقتصادي نحو 10 ملايين شخص إلى شفا مجاعة حسبما قالت الأمم المتحدة.

وقالت الطبيبة، إنها تتوقع وصول المزيد والمزيد من حالات سوء التغذية إلى العيادة.

وهي تعالج هذا الشهر أكثر من 40 امرأة حامل يعانين سوء تغذية حادا.

وأضافت “في الشهور المقبلة أتوقع وصول 43 طفلا يعانون من نقص الوزن”. وقالت، إن عيادتها شهدت وحدها 14 حالة وفاة؛ بسبب سوء التغذية منذ نهاية عام 2018.

وقالت أخت فاطمة الكبرى، وتدعى فاطمة أيضا، لرويترز، إن شقيقتها وأشقاءها العشرة ووالدها، أجبروا على ترك منزلهم، واضطروا للعيش تحت شجرة.

وتابعت قائلة: “ليس لدينا المال لجلب الطعام … كل ما لدينا من الجيران والأهل”.

ووالدهما في الستينيات من العمر، وعاطل عن العمل. وأكملت “ليس لدينا مستقبل”. وبعد محاولة علاجها في مستشفيين آخرين، لم تتمكنا من تقديم العون، تمكن أحد الأقارب من توفير المال اللازم لنقل فاطمة إلى العيادة الموجودة في مديرية أسلم، وهي أحد أفقر المناطق في اليمن وبها مستويات مرتفعة من سوء التغذية.

وترقد فاطمة على إحدى الملاءات الخضراء المستخدمة في المستشفيات، وجلدها يشبه الورق، وعيناها جاحظتان، ويغطى ثوب برتقالي واسع جسدها الذي بات أشبه بهيكل عظمي.

وقالت الطبيبة، إن الفتاة تحتاج إلى شهر من العلاج لتستعيد بنية جسدها وقوة عقلها.

وتحاول الأمم المتحدة تطبيق وقف لإطلاق النار، وسحب القوات من ميناء الحديدة الرئيسي الذي تدخل منه معظم واردات اليمن.

لكن العنف يواصل تشريد السكان في مناطق أخرى في البلاد، ويقطع طرق إدخال الطعام والوقود والمساعدات.

ويوجد طعام في اليمن، لكن التضخم الشديد حد من قدرة الناس على شرائه،وأدى عدم دفع مرتبات الموظفين الحكوميين لانقطاع دخل كثير من الأسر.

وقالت الطبيبة “هذه كارثة قريبة من المجاعة. المجتمع اليمني والأسر اليمنية فاض بها. الحل الوحيد أن تتوقف الحرب”.