مرايا – قالت الشرطة السريلانكية، الاثنين، إن عدد قتلى الهجمات التي تعرضت لها كنائس وفنادق فخمة عبر البلاد، الأحد، ارتفع “بشكل كبير” إلى 290 شخصا، إضافة إلى نحو 500 مصاب.
وقال مصدر حكومي إن الرئيس مايثريبالا سيريسينا الذي كان في الخارج عندما وقعت الهجمات، دعا إلى اجتماع لمجلس الأمن الوطني في ساعة مبكرة من صباح الاثنين. وأضاف المصدر أن رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ سيحضر الاجتماع.
وأعلنت الشرطة السريلانكية، فجر الاثنين، أنّها فكّكت عبوة ناسفة يدوية الصنع عُثر عليها في وقت متأخر من ليل الأحد قرب مطار كولومبو الدولي، في حين اعتقلت 13 رجلاً للاشتباه بتورّطهم بالتفجيرات الدامية التي استهدفت فنادق وكنائس في أحد الفصح وأوقعت أكثر من 200 قتيل و450 جريحاً.
وقال مصدر في الشرطة، إنّ العبوة الناسفة “منزلية الصنع” وقد تم العثور عليها على طريق مؤدية إلى محطة الركاب الرئيسية في المطار الذي واصل عمله، ولكن في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة، إثر الاعتداءات الدامية التي استهدفت كنائس وفنادق في أنحاء مختلفة من البلاد في أحد الفصح.
وبحسب المتحدث باسم سلاح الجوّ الكابتن جيهان سينيفيرانتي، فإنّ السلطات تعتقد أنّ العبوة الناسفة صنعت محليّاً.
ولم تدل السلطات بأي تفاصيل تتعلّق بالموقوفين، لكنّ مصدراً في الشرطة قال إنّ الرجال الـ13 محتجزون في موقعين مختلفين في العاصمة كولومبو وقربها.
وأعلنت السلطات السريلانكية منعا للتجول فورا، وتعطيل شبكات التواصل الاجتماعي لمنع نشر “أنباء غير صحيحة وكاذبة” بعد التفجيرات.
وهذه الاعتداءات، التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها حتى الآن، هي الأعنف في البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 10سنوات.
وفي تسجيل فيديو في واحدة من الكنائس التي استهدفت، يظهر العديد من الجثث بينما يغطي الأرض حطام وبقع دماء. وأدى التفجير إلى انهيار أجزاء من السقف.
ووقعت 8 تفجيرات في سريلانكا التي تعد وجهة مهمة للسياح الأجانب، 6 منها في الصباح وانفجاران بعد الظهر.
وفي العاصمة كولومبو استهدفت التفجيرات 3 فنادق فخمة مطلة على البحر وكنيسة؛ مما أدى إلى مقتل 64 شخصا على الأقل، كما كان ذكر مصدر في الشرطة في وقت سابق.
وفي بلدة نيغومبو الواقعة في شمال كولومبو، قتل 67 شخصا في كنيسة سان سيباستيان، و 25 آخرون في كنيسة باتيكالوا المدينة الواقع بشرق البلاد، بحسب المصدر.
وبعد ساعات، وقع انفجاران آخران في ضاحيتي ديهيوالا حيث قتل شخصان على الأقل في انفجار في فندق رابع، وفي أوروغوداواتا حيث قام انتحاري بتفجير نفسه؛ مما أدى إلى مقتل 3 من الشرطة، خلال عملية بحث في منزل.
وبين القتلى 35 أجنبيا على الأقل أحدهم برتغالي.
ومن إيران إلى بريطانيا، صدرت دعوات إلى التسامح والحرية الدينية ومكافحة الإرهاب.
وسريلانكا ذات الغالبية البوذية، تضم أقلية كاثوليكية من 1.2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون 70% من سكان سريلانكا، إلى جانب 12% من الهندوس و 10% من المسلمين و7% من المسيحيين.
ويعتبر الكاثوليك بمنزلة قوة موحدة في هذا البلد، إذ يتوزعون بين التاميل والغالبية السنهالية.
غير أن بعض المسيحيين يواجهون عداء لدعمهم تحقيقات خارجية حول الجرائم التي ارتكبها الجيش السريلانكي بحق التاميل خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009.
وأوقع النزاع الذي استمر بين 1972 و 2009 بين 80 ألف و100 ألف قتيل، بحسب الأمم المتحدة.