مرايا – أكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة إن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني سيبقى مدافعاً عن القضية الفلسطينية والقدس، انطلاقاً من ثوابتنا الوطنية التي لن نحيد فيها عن عهدنا مع أمتنا وتاريخنا المشرف، ودماء شهداء جيشنا العربي على أسوار القدس.

حديث الطراونة جاء لدى رعايته أمس حفل افطار خيري أقامته اللجنة العليا لإعمار غزة والتي تضم نقابة المهندسين الاردنيين ونقابة مقاولي الانشاءات الأردنيين، مؤكداً خلاله أن دفاعنا عن الأشقاء الفلسطينيين نستمده من قيادة صلبة تتسلح بقيم رسالتها وإرثها الشرعي والتاريخي وأصالة ووعي شعبها وبسالة جيشها وأجهزتها، لتظل ومن خلفها الأردنيون كافة، مدافعة عن القدس لتبقى هويتها عربية إسلامية.

وأضاف الطراونة إن اجتماعنا في هذا الشهر الفضيل، حيث نلبي نداء الحق، دعماً لأهل الحق والقضية في غزة هاشم، يشكل واحداً من مسارات النضال المساند لأشقاء تخلى عن قضيتهم العادلة عالم بأسره، منحازا للمحتل الغاصب، وهو تحرك يسجل لأصحاب المبادرة في النقابات المهنية، السباقين لتسليط الضوء على معاناة الأهل في فلسطين، هدفاً ومقصداً منهم، في تحريك الضمير العالمي، ولفت أنظار المجتمع الدولي على حجم المأساة والمعاناة التي ما زال يعيش ويلاتها الأشقاء هناك.
وتابع رئيس مجلس النواب بالقول: نؤكد دعمنا لخطوتكم هذه، وسنواصل تقديم مختلف أشكال الدعم لأي مبادرة هادفة لنصرة الأشقاء في فلسطين ولن نحيد عن ثوابتنا دعما للقضية الفلسطينية، بوجه آلة الاحتلال التي ما زالت تشرعن الدمار في غزة وتطبق عليها حصاراً آثماً، يزيد من حجم الكارثة الإنسانية بحق أهلها الصامدين.

وأضاف: أن اللقاء يشكل فرصة للتباحث بشؤون وطننا العزيز، ومناقشة التحديات التي من حولنا، والتأكيد على الثابت في قيمنا؛ وطنا نحميه بأرواحنا ونفتديه بغالي الدم وعزيز النفس، ولما كانت النقابات المهنية في طليعة العمل الوطني خلال السنوات والعقود الماضية، فإنها استثمرت بإرث أجيال من خيرة اهل السياسية ومن طليعة رجالات العمل العام، ومن خير الكفاءات العلمية في المجالات كافة، ولأننا اليوم بين هذه الأسوار علينا أن نعي جيدا بأن الاصلاح يحتاج لروافع شعبية وضغط مجتمعي، ولطالما شكلت النقابات المهنية معقلا مهما من معاقل العمل الوطني، إبان فترة طالت من غياب الأحزاب، وتعثر مشاريع ميلادها القانوني، وتلعثم قوانين الأحزاب أمام سؤال تطوير الحياة السياسية.
وأشار الطراونة أن الأردن طالما كان قدره أن يعايش التحديات، ويتعامل مع صعاب الظروف وأدقها، ولطالما ظل هذا الوطن محميا بوعي شعبه، وصلابة نظامه السياسي؛ ملكا وعرشا ودستورا. وستظل مملكتنا مملكة الصمود في وجه كل الصعاب والمتغيرات من حولنا، مضيفاً أنه ولكي نتمكن من استكمال إنجازاتنا، فعلينا أن نعي جيدا بأنه مازال علينا مسؤولية المواصلة والتأكيد على أن نهج الاصلاح، هو نهج متجدد وعلينا حمايته بالتحديث المستمر، وأن لا نركن عند محطة أو مرحلة، فالأيام ستظل تطالبنا بالتطور أمام سرعة ثورة الاتصال والمعلومات.
وقال إن أردناً قويا صلبا منيعا، تتكاتف به الإرادات هو سبيلنا حتى نظل في مقدمة الصفوف التي تطالب بعدالة قضيتنا المركزية؛ فلسطين أول الوعي وكل الوجدان، فالثابت والمبدأ في مسيرة هذا الوطن من عهد الملك الى عهد الملك، هو فلسطين الدولة وعاصمتها القدس، وكرامة أهلها فوق كل اعتبارات الانحيازات الاممية ودعم المحتل على حساب أصحاب الحق، مشيراً إلى أن دولة الاحتلال التي تختار اليمين المتطرف حكاما لها، هي التي قررت عزلتها في محيطها، وهي التي تستدعي الفوضى وغياب الأمن والسلم في منطقتنا، وهي التي تغذي كل المبررات لعدائها واستمرار مقاومتها حتى يعود الحق لأصحابه الأصليين.

وختم بالقول إن دولة الاحتلال التي تستفزنا بأقدس مقدساتنا أمام انتهاكاتها الصارخة في القدس إنما تبعث برسالتها في رفض الآخر ومعاداته، وهو ما سنقابله بمزيد من المواقف الثابتة التي لن نحيد فيها عن عهدنا مع أمتنا وتاريخنا المشرف، ودماء شهداء جيشنا العربي على أسوار القدس.
وقال رئيس اللجنة العليا لإعمار غزة، نقيب المهندسين م.احمد سمارة الزعبي أن في غزة أبطال سيدوسون بأقدامهم “صفقة القرن” والتي لن تمر مادام هناك شعوباً حية وداعمة للمقاومة.
وحيا سمارة لاءات جلالة الملك الثلاث، داعيا الحكومة إلى ترجمتها على أرض الواقع، وإلغاء اتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني.
وأكد سمارة على استمرار دعم اللجنة لمشاريع الاعمار في غزة للسنة العاشرة على التوالي بجهود الخيرين من ابناء الوطن.
من جهته قال نقيب مقاولي الانشاءات المهندس احمد اليعقوب ” تعيش الامة ظرفا دقيقا ومرحلة ربما هي الأسوأ منذ عقود الاستعمار والظلام، بعد ان نهشتنا التفرقة والفرقة، وبعد ان عجزنا عن انتاج نظام اقليمي عربي بتراجع منظومة العمل العربي المشترك وانحسار دور جامعة الدول العربية التي نحلم ونأمل ان تكون جامعة للعرب، وهنا انتهزها فرصة كي اشكر رئيس مجلس النواب رئيس البرلمانيين العرب المهندس عاطف الطراونة على لم شمل البرلمانيين العرب قبل أشهر بسيطة في عمان، عسى ان تكبر الخطوة وتنمو وحدة خضراء من غير سوء.
وأضاف اليعقوب ” لا تتطلع غزة الينا اليوم من اجل تبرعات او دعم، بعد ان كانت تنتظر جحافل الامة كي تتقدم من اجل التحرير وتحقيق حلم العودة، لكننا نلتمس منها العذر , وان تقبل القليل القليل من الواجب , وعذرنا اننا نقدم من حرّ مالنا وليس من فائض ما لدينا كما يفعل بعضنا , واننا نتحرك من وحي رسالة وعروبة وواجب وليس من باب صدقة او منّة , فالرسالة الهاشمية وورثتها قدّموا الغالي والنفيس من اجل فلسطين وارضها ومقدساتها وشعبها .
وفي ختام الحفل الذي حضره عدد من النواب ورجال الأعمال والمهندسين، قامت لجنة إعادة الإعمار بجمع التبرعات لدعم مشاريع إعادة الإعمار في قطاع غزة.