مرايا – أكدت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية (2017-2018) والصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة على أنه كلما إنخفض سن النساء المتزوجات أو اللاتي سبق لهن الزواج كلما إرتفعت نسبة من يبررن ضرب الأزواج لهن، حيث أظهرت النتائج بأن 62.5% من النساء المتزوجات من الفئة العمرية (15-19 عاماً) وافقن على سبب محدد واحد على الأقل كمبرر لقيام الأزواج بصفعهن أو ضربهن. وهذه النسبة هي الأعلى بين جميع الفئات العمرية الأخرى للنساء المتزوجات. علماً بأن النسبة لجميع الفئات العمرية من الزوجات 46% و 69% من الأزواج.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” بأن المسح قد حدد 7 أسباب لتبرير الزوجات ضرب أو صفع الأزواج لهن، وهي إحراق الطعام، التجادل مع الزوج، الخروج من المنزل دون إخبار الزوج، إهمال الأطفال، إهانة الزوج، عدم إطاعة الزوج، علاقة الزوجة برجال آخرين. وتلاحظ “تضامن” بأن أعلى نسبة من المتزوجات من الفئة العمرية (15-19 عاماً) بررن ضرب الأزواج لهن في حال كان لهن علاقة برجال آخرين (59.1% منهن)، تلاها إهانة الزوج (27.9%)، وعدم إطاعة الزوج (18.9%)، والخروج من المنزل دون إخبار الزوج (15.1%)، وإهمال الأطفال (12.4%)، والتجادل مع الزوج (10.1%)، وأقلها كان إحراق الطعام (2.2%).

وتضيف “تضامن” الى أن هذه المواقف المؤيدة في تبرير ضرب الأزواج لزوجاتهن منتشرة أيضاً بين الأزواج من ذات الفئة العمرية (15-19 عاماً)، إلا أن المواقف المؤيدة لذلك من قبل الأزواج هي أعلى بنسبة قليلة من الزوجات، حيث وافق 64.2% من الأزواج على سبب محدد واحد على الأقل كمبرر لقيامهم بصفع أو ضرب الزوجات من بين الأسباب السبعة المذكورة سابقاً.

وتربط “تضامن” ما بين ارتفاع نسبة الزوجات من الفئة العمرية (15-19 عاماً) اللاتي يبررن ضرب الأزواج لهن وما بين تزويج القاصرات، وهو رابط يؤكد لنا من جديد الآثار السلبية لتزويج القاصرات وإرتفاع نسب العنف بينهن خاصة من الأزواج والمتمثل بتبرير هذا العنف الذي من شأنه أن يستمر في ظل أجواء قبول من القاصرات مما يستحيل معه حصول التبليغ أو الرصد لوضع حد له. وهو في هذا إلإطار يقع ضمن المواقف والمعايير الاجتماعية المؤيدة لضرب الزوجات وتعنيفهن.

تقرير عالمي يربط ما بين الفقر وتبرير الزوجات في الفئة العمرية (15-19 عاماً) ضرب الأزواج لهن

حيث أكد تقرير صادر عن اليونيسف في 4/9/2014 حمل عنوان “محجوب عن الأنظار: تحليل إحصائي عن العنف ضد الأطفال”، على أن 44% من الفتيات على مستوى العالم واللاتي أعمارهن ما بين 15-19 عاماً يبررن ضرب الزوج لزوجته لأسباب معينة، وتشكل هذه النسبة من الفتيات حوالي 126 مليون فتاة.

واكد التقرير على أن نسبة الفتيات ما بين 15-19 عاماً والنساء ما بين 45-49 عاماً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تساوين تقريباً في تبرير ضرب الأزواج لزوجاتهن وهي نسبة بحدود 54%.

وتضيف “تضامن” الى العلاقة الملفتة للنظر والجديرة بالإهتمام والمتابعة هي تلك العلاقة ما بين الفقر وتبرير الفتيات اللاتي أعمارهن ما بين 15-19 عاماً لضرب الأزواج لزوجاتهن، حيث أكد التقرير أن نسبة تلك الفئة من الفتيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصل الى حوالي 70% للفتيات الفقيرات، وتقل الى حوالي 30% بين الفتيات الغنيات.

ومن حيث السبب الذي تبرر فيه الفتيات اللاتي أعمارهن ما بين 15-19 عاماً على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد بررت 40% منهن ذلك إذا خرجت الزوجة من المنزل دون علم زوجها، و 40% منهن بررن ذلك إذا أهملت الزوجه بالأطفال، و 29% منهن بررن ضرب الزوج لزوجته إذا جادلته، و 28% منهن بررن ضرب الزوجه إذا رفضت إقامة علاقة جنسية معه، و 17% منهن بررن ذلك بإحراق الزوجه للطعام.

تقرير عالمي آخر يعتبر تبرير ضرب الزوجات أحد أهم أسباب إنعدام الأمن الشخصي

هذا وكان تقرير التنمية البشرية لعام 2014 والصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت عنوان “المضي في التقدم: بناء المنعة لدرء المخاطر”، قد تضمن فصلاُ خاصاً حول إنعدام الأمن الشخصي كأحد الأسباب التي تؤدي الى إنعدام الأمن العالمي بإعتبار أن المخاطر على الأفراد هي مخاطر على العالم أجمع.

وتشير “تضامن” الى أن الجدول الثاني عشر والمعنون بإنعدام الأمن الشخصي تم تقسيمه الى أربعة أقسام أولها الفئات المعرضة للمخاطر وتشمل اللاجئين والنازحين والمشردين والأطفال الأيتام والسجناء والعاطلين عن العمل لفترة طويلة، وثانيها عمق العجز الغذائي، وثالثها معدل جرائم القتل، وأخيراً رابعها المواقف وتشمل فقط تبرير ضرب الزوجات.

وتضيف “تضامن” بأن أدراج تبرير ضرب الزوجات كأحد أهم الأسباب التي تؤدي الى إنعدام الأمن الشخصي ما هو إلا دليل على عمق الآثار السلبية التي تترتب على العنف الذي يمارس ضد الزوجات، النفسية منها والإجتماعية والصحية وما ينتج عنه من أيذاء نفسي وجسدي الذي قد يتسبب بإعاقات دائمة.

وتؤكد “تضامن” على أن العنف المبرر من قبل النساء والفتيات في الأردن والذي يمارسه الأزواج ضد زوجاتهن ما هو إلا حجر الأساس الذي تستند عليه كافة أشكال العنف الممارس ضدهن في المستقبل، فضرب الزوجات وهو شكل من أشكال العنف المنتشرة في المجتمع والذي ساهمت في تفشيه النساء والفتيات بشكل أو بآخر وسواء عن علم بعواقبه أم من دون علم، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته لحماية النساء والفتيات وتوعيتهن من المخاطر الاجتماعية والصحية والنفسية التي تترتب على ممارسته.