مرايا – كتب :باسم سكجها – لا تخدش نزاهة ومصداقية النائب الأستاذ صالح العرموطي شائبة، وإلى جانب كونه من أجرأ الشخصيات السياسية في تناول القضايا الوطنية، فهو خبير قانوني مشهود له بدليل انتخابه نقيباً للمحامين عدة مرات، والمعروف أنّ المحامي هو القاضي الواقف.

لهذا، ولغيره، اكتسب الرجل احترام الجميع، وحتى خصومه في السياسة يعترفون له بذلك، ولا يمرّون أمام ما يقول مرور الكرام، ونظنّه ازداد مصداقية على مصداقية مع موقفه الأخير من أكاديمية الملكة رانيا العبدالله لتدريب المعلّمين، بعد زيارته الشخصية لها، واطلاعه على أرض الواقع على وضعها القانوني، وتفاصيل عملها.

الزميل عمر كلاب، وعبر برنامجه الناجح «الدوار التاسع» على أثير إذاعة دهب، استضاف العرموطي، وعرفنا من المتابعة ما كنّا نجهله عن الأكاديمية، فأوضح لنا ما كان ملتبساً في ذهن الرأي العام حول ملكية أرضها، ومنهجية عملها، والعقيدة التي أسّست عليها طريقة أدائها، وعدد طلابها وخريجيها ومستواهم الوظيفي، إلى آخره.

الرجل أبدى قناعته صراحة وعلناً أنّه وجد الإجابات الشافية على الأسئلة التي وجهها للحكومة حول الأكاديمية، فالأرض ملكية للجامعة الأردنية، والشركة غير ربحية، وتخضع إلى مراقبة ديوان المحاسبة، ويتدرّب فيها الآن أكثر من ألف معلّم بينهم خمسة وعشرون مدير مدرسة، وشهادتها التي حصل عليها نحو ألفي معلّم معتمدة، ولم يخف أنّ أكثر الموجودات هناك محجّبات، وبعضهنّ منقّبات، في ردّ ضمني على إتّهام ظالم بأنّ الأكاديمية علمانية!

العرموطي يقول بصراحة: حتّى لو أكون خسرت شعبوياً من زيارتي، فغايتي هي الحقّ، والمهم أنّني كسبت نفسي، ونحن نؤكد له أنّ الأمر كذلك، فلا يصحّ في نهاية الأمور إلاّ الصحيح، والغريب أنّ الأسئلة الإثنتي عشرة التي كان وجهها إلى الحكومة سرت في وسائل التواصل كالنار في الهشيم، ولكنّ توضيح الأستاذ المحترم العرموطي قوبل بالتجاهل، ولعلّ هذا هو سبب كتابة الملكة رسالة المحبّة قبل يومين.

ويبقى أنّه من المألوف والطبيعي في مختلف أنحاء العالم، على تنوّع الأنظمة السياسية، أن تقوم عقيلات رؤوس الدول بأدوار اجتماعية مهمّة ومعترف بها، وفي الأنظمة الرئاسية والبرلمانية تُسمّى زوجة الرئيس «السيدة الأولى»، أمّا عندنا فهي «الملكة»، ولا يضير ملكتنا رانيا العبدالله أنّها أكثر نشاطاً وشغفاً في الخدمة العامة من غيرها، وللحديث بقية!

basem.sakijha@gmail.com