مرايا – كتبت : كوثر صوالحة – مؤشرات ايجابية لما قامت به الحكومة مؤخرا من اجراءات سهلت دخول المرضى الى المملكة من اجل العلاج؛ ما يساهم في محافظة الاردن وقطاعها الطبي على ما وصلت اليه في مجال السياحة العلاجية وما يجعلها داخل المنافسة لا خارجها بعد تهديدات حقيقية من اسواق اخرى نبهت اليها جمعية المستشفيات الخاصة، ليس بسبب تميز هذه الاسواق في الخدمات ولكن بسبب الاجراءات الحكومية التي كانت تحد من دخول المرضى؛ ما دفع لتسربهم الى اسواق اخرى.
ما تحدث به وزير الداخلية سمير مبيضين في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة بينت ان كافة المرضى كانوا سابقا من الجنسيات المقيدة والتي ما ان زال العائق حتى اختارت الاردن مقصدا للعلاج، حيث اكد مبيضين ان المرضى قدموا من « العراق والسودان وليبيا واليمن وسوريا وجيبوتي وتّشاد» وبدأوا إجراءات علاجهم في العديد من المستشفيات الخاصّة، حيث تدلّل هذه الأرقام على أنّ القرارات الحكوميّة الأخيرة بدأت تحقّق أهدافها .
الارقام التي تحدث بها مبيضين اشارت الى ارتفاع في نسبة المرضى القادمين بما يقارب الـ 20 % في شهر واحد؛ ما يؤشر الى ان ما طالب به القائمون على السياحة العلاجية كان محقا وان المملكة منافس قوي امام الاسواق الاخرى . فـ « الاجراءات الحكومية ستؤدي الى إنعاش السياحة العلاجية في المملكة وزيادة اعداد المرضى الوافدين لتلقي العلاج في المستشفيات الأردنية وتنشيط أعمال المستشفيات الخاصة والأطباء والقطاعات المساندة الأخرى «، حسب ما قاله رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري .
زوال الاسباب المعيقة في دخول المرضى وفقا للحموري سيمكن المستشفيات الخاصة من العمل على استقطاب المرضى من الجنسيات المقيدة والاستفادة من الاجراءات الجديدة التي أقرتها الحكومة والتي تتضمن قيام المستشفيات بتقديم طلبات الحصول على تأشيرات للمرضى ومرافقيهم إلى وزارة الداخلية، على أن يتم انجاز المعاملات الخاصة بهذه الطلبات خلال يومي عمل باستثناء الحالات الطارئة والمستعجلة حيث سيتم إعطاؤها صفة الاستعجال ومنح التأشيرة في اليوم نفسه إلى جانب منح المستشفيات صلاحية استقبال المرضى ومرافقيهم في المطار وتمكين المرضى من هذه الدول الحصول على تأشيرات دخول إلى المملكة من خلال السفارات الأردنية في تلك الدول وذلك خلال 48 ساعة من تقديمهم طلب التأشيرة والتقارير الطبية اللازمة، كما سيتم اعفاء الرجال فوق سن الخمسين عاما والاطفال دون سن الخامسة عشرة والنساء من جميع الاعمار من طلب التأشيرة المسبقة.
يشار الى ان ايرادات السياحة تتوزع بنسبة 30 بالمئة تنفق في القطاع الصحي في حين ينفق 70 بالمئة في القطاعات الاخرى المساندة ومنها قطاع الفنادق والشقق الفندقية والمطاعم ووسائل النقل والقطاعات التجارية المختلفة.
المحافظة على السياحة العلاجية واجب وطني وعلى الحكومة ان تبقي الاردن على الخارطة الطبية اولا، فالطب ثروة حقيقية واستثمار مهم في الاردن .