مرايا – محمد فخري – خلص رمضان وقعدنا قدام التلفزيون وسمعنا المفتي بحكي إنه غداً أول أيام عيد الفطر السعيد ، كيفنا وإنبسطنا كثير وبسرعة أفطرنا ونزلنا على السوق مع أمياتنا إشترينا أواعي للعيد وروحنا مهدود حيلنا ، كل واحد فينا بس روح من السوق رجع قاس أواعيه 5 مرات من الفرحة ، ورحنا على الحلاق قعدنا وإستنينا على الدور 4 ساعات لحد ما حلقنا وروحنا لقينا الدار ريحتها كعك وكانوا كل نسوان الحارة يعملوا كعك ، تحممنا ونمنا ع ريحة الكعك ، أنا وصحابي وكل أطفال فلسطين عملنا نفس الإشي للتجهيز للعيد مع إنه ما كنا مع بعض بس كل الأولاد إللي بعمري عملوا هيك وكل الأهالي بعملوا هيك ، حتى كل الأولاد بعمرنا بأي مكان غير فلسطين عملوا زينا للعيد ، أنا نيمت أواعي العيد جنبي ونمت بدري عشان يطلع الضو بسرعة ، لإنه كل يوم بلحقش أغمض إلا الضو طلع ، ثاني يوم الصبح صحيت ع صوت الجامع وكان صوت تكبير زلام كبار مع صغار ، خفت يكون رايح علي العيد صحيت وإتطلعت ع أهلي كلهم نايميين وكل واحد جنبه كيس الأواعي تبعه ، توضيت وركضت بسرعة ع الجامع ضليت أكبر مع المصلين وصليت وحضرت الخطبه وروحت ، أول ما فتت الدار أمي حكتلي مستعجل ع المطاردة بالشوارع لسا النهار بأوله سلمت عليها وعلى أبوي عشان يعيدوني ، أفطرت ولبست الأواعي وأخذت عيدية من أمي وطلعت ألعب مع الأولاد ومع صحابي ، إشترينا مسدسات بلاستك خرز ، ومسدسات مي وصرفت المصاري ع كل اشي كان نفسي أشتريه ، وكل ما يقربوا المصاري يخلصوا أروح عند واحد من خوالي أو عمامي وبعيدني وبرجع ألعب ع المراجيح ، ضليت طول اليوم هيك لحد ما سمعت صوت أغاني عالي وبس مشيت ع الصوت لقيته بالحارة الثانية ، كان في مرجيحة كبيرة مزينة ببلالين وجنبها سماعة بتغني ، وكل الأولاد أعمارهم 13 سنة وأصغر كلهم قدي بلعبوا عليها ، أنا بسرعة ركضت وطلعت قعدت ع المرجيحة من فوق أعلى إشي وبلش صاحبها يحرك فيها لقدام ولوراء ، وهي تعلى فينا وإحنا نصرخ ، وكنت بتطلع ع الأولاد حولين المرجيحة كان معهم بسكوت وشوكلاته وألعاب ومشخصين بالأواعي وبعدوا بالمصاري عيدياتهم ، وكان في تكتك صغير مليان أولاد كثير بلعبوا عليه كنت بدي أنزل ألعب عليه بس ما لحقت ، لإنه الساعة صارت 4:20 بالزبط وبهذا الوقت صار الجو غبرا وطلع صوت عالي بخوف وبعده بثواني هدوء وشوي شوي صار يعلى صوت عياط وصراخ !
اللي صار صاروخين من الصهاينة وقعن بمنطقتنا واحد ع الدكانة وقع سقفها وواحد ع المرجيحة قتل كل الأولاد إللي بالمنطقة ، المرجيحة تكسرت ، وألعاب الأولاد ومصاريهم وعيدياتهم إنتفلت ع الأرض ، الدم إنخلط مع التراب وأواعي الأولاد الجديدة تمزعت وتعبت دم ، كان جنبي أولاد مقطعين وفي مصابين وفي أولاد بتحركوش بالمرة ومستشهدين ، الشظايا كانت تطير وتخزق الحيطان ، إلتموا الناس والإسعاف ، والأهالي وبلشت الناس كل واحد يدور على أولاده ويعيط ع المنظر ، لإنه كل الأولاد قد بعض وكلهم بشبهوا بعض بس معبيين دم ومقطعين ، وإللي ما بلقى إبنه يركض ع مجمع الشفاء يدور عليه بالثلاجات وبالعمليات ، 12 طفل شهيد تحت عمر 13 سنة و 45 إصابة كانت من هالصاروخين ، الإصابات كانت بتقشعر البدن ومناظر بتخوف ، هيك كان أول يوم العيد 28/7/2014 بمخيم الشاطئ بغزة ، ما كان هالعيد سعيد على أهل :
“أحمد حازم شبير ، محمود حازم شبير ، براء أكرم مقداد ، حموده ناهض مقداد ، يوسف عبد الرحمن حسونة ، خالد محمود ابو شقفة ، محمد محمود أبو شقفة ، منصور رائد حجاج ، جمال صالح عليان ، أحمد جابر وشح ، محمد فادي النجار ، محمد عماد بارود ” ، 12 ولد لـ9 عائلات راحوا بلمح البصر ،
إحتلال ما همه حزن أب ولا أم ولا ضحكه لهذول الأطفال ، ما فرق بينهم وبين الكبار ، إحتلال ترك ألعابهم غرقانة بالدم وعيديتهم ع الأرض وترك أهلهم بصدمة وبحالة تعجب وكل الأهالي مش مصدقين اللي صار وبحكوا مع حالهم كلهم بحكوا : هسا أخذ عيديته وطلع ، يا ريت ما خليته يطلع !
صدمة مع عجز مع ضعف حيلة هذا كان العيد بغزة ، المنظر يمكن ينكتب ويترجم ويمكن يوصل لأي شخص بس الشعور ما حد رح يوصله ، متخيل إنه أخوك أو إبنك أو أو أو يجيك يوخذ عيديته منك وبعد 5 دقايق تشوفه مرمي ع الأرض ماسك بإيده العيديه ومسدسه البلاستك معبى دم وأواعيه مخلوطة بالدم والتراب !
هذا العيد بغزة ، عيد إتحولت فيه الأواعي الجديدة لأكفان ، وإنمحت الطفولة ، وراحت البسمة ، بكرة عيد واليوم عيد وإمبارح عيد ورح يجي العيد وأهل هالشهداء مش رح يكون عيدهم سعيد .
#الشهيد_ليس_رقمًا،