تصريحات الوزراء تقضي على الامل الشعبي والمصري ينشر السواد

مشروع النهضة بفريق مهلهل ومتناقض وغير مؤمن بالفكرة

دلائل عدم تعيين وزراء دائمين للسياحة والتربية لا تبشر بخير

-عمر كلاب-

في اللحظة التي يرجو فيها الرئيس عمر الرزاز بارقة أمل يمنحها للشارع الاردني وهو المعروف بابتسامته الدائمة وقدرته المفرطة على التفاؤل , يتحرك اعضاء في فريقه الحكومي عكس عقارب تفاؤله , مطلقين تصريحات سوداوية بالمجمل , فبعد تصريحات نائبه رجائي المعشر عن ضياع مائة مليون دينار على الخزينة جرّاء تعديلات مجلس النواب على قانون ضريبة الدخل الاشكالي في كل دول العالم وليس في الاردن فقط , يأتي الوزير المدلل وليد المصري ليقول بأن عام 2019 اكثر سوداوية من العام الحالي الذي حاز على اكثر الاعوام سوداوية في الاردن ان كان على المسار المعاشي للمواطن الاردني او على مسار الكوارث التي افضت الى وفاة عشرات الاردنيين في عواصف وامطار هطلت على البلاد .

تصريحات وزراء الرزاز يجانبها التوفيق في كثير من الاوقات , ولعل تجربة حادثة البحر الميت قد اوضحت ذلك , فالوزراء يبحثون عن انقاذ انفسهم وسط غياب ثيمة واحدة للفريق الوزاري وحتى اللحظة لم ينجح الرزاز في فرض هذه الثيمة بحكم تضارب مرجعيات حكومته , فكثير من الوزراء ما زالوا ينتمون اصطلاحا الى مدارس سياسية متناقضة مع فلسفة الرزاز نفسه , ونقول اصطلاحا لان المدارس السياسية في الاردن غائبة اصلا وهي في معظمها ولاءات فردية لرؤساء وزراء او رؤساء ديوان سابقين .

الرزاز لا يملك رفاه الوقت , فالمواقيت الوطنية ضاغطة على الرزاز , فمع بواكير العام الجديد يجب ان تكون اجندة الرزاز الاقتصادية والاستثمارية جاهزة , فشهر شباط القادم سيشهد اجتماعا على غرار اجتماع لندن السابق للمانحين والداعمين , وحتى اللحظة حسب مرجعيات عليا فإن اجندة الحكومة خاوية الا من اوراق بيضاء والحديث متصاعد عن ضرورة الضغط على الحكومة لانهاء الاجندة الوطنية الاقتصادية والخارطة الاستثمارية التي سيحملها الوفد الاردني الى مؤتمرات المانحين .

انشغال الرئيس بقراءة الازمة المتداخلة والمعقدة داخليا , لا تعفيه من انجاز مشروع النهضة الاقتصادي كتصغير لمشروع النهضة الشامل المامول , لكن فريقه الحكومي حتى اللحظة بعيد عن فهم مضامين مشروع النهضة التي تستوجب اعداد كل وزارة دورها في مشروع النهضة حتى ينتهي زمن العازف المنفرد الحالي الذي نعيشه منذ تشكيل الرزاز فريقه الحكومي , حيث يعزف الرجل منفردا , دون اي تغذية راجعة من فريقه الحكومي , ولتبسيط المسألة اكثر فعلى كل وزارة ان تضع برنامجها السنوي والزمني لتنفيذ مشروع النهضة كل حسب اختصاصها واولياتها الوطنية .

معرفة الرزاز بالازمة وقدرته على تشخيصها بدقة , لا تمنحه الفرصة للاستمرارية وسط اجواء غير صديقة وعيون متربصة , تبدأ بمدح الرجل على المستوى الشخصي ثم تنهش لحمه لاحقا , فالمطلوب قرارات جادة وسريعة لاطلاق عملية النهضة خاصة وان الاقليم بدا يفرج عن ابتسامات للاردن , فالشقيقة سورية واضح انها طوت صفحة الماضي مع خاصرتها الجنوبية , والعراق بتركيبته السياسية الحالية وطاقم القيادة الثلاثي فيه قريب من الاردن ومتفهم لضرورته , ومسألة صفقة القرن بدأت تخبو وتتراجع بعد التغيرات التي احدثتها عملية اغتيال الصحفي جمال الخاشقجي .

ما يحتاجه الرزاز اليوم هو البحث عن حلفاء وداعمين من خارج العلبة التقليدية التي لن تتفاعل مع الرزاز ونهجه السياسي والاقتصادي , فكل الاجواء اقرب الى العدائية لنهج الرجل المنفتح , وهو لا زال ممسكا على التحالفات القديمة التي تضع كل يوم عصا في دولابه , وحتى حلفاء السابق من انصار الدولة المدنية دخلوا في خانة المناكفة للرجل بل انهم الاكثر قسوة عليه حد التأليب الشعبي وتحديدا تيار معا بقيادة النائب خالد رمضان الذي يحمل مواقفا غير مفهومة حتى اللحظة حيال حكومة الرزاز .

الوقت يداهم الرزاز الوراث سلسلة من المآسي والكوارث الاقتصادية والسياسية والاجتماعي والتي انفجرت كلها دفعة واحدة في وجهه , وربما ليس بالصدفة فثمة خلايا نائمة استيقظت دفعة واحدة لافشال تجربة قد لا ننجح في الحصول على مثلها , فالرجل يتعامل بجدية مع الملفات الضاغطة لكنه محصور بفريق ضعيف من جهة وفريق معادٍ وغير مؤمن بالمسائلة والمحاسبة من جهة اخرى وكل هذه اسباب تُطيح باي حكومة وليست حكومة الرزاز فحسب , فظلال تأخير التنسيب بوزيرين حساسين مثل السياحة التي خسرناها بالقطع تحت وطأة الضغط الشعبي ووزير التربية والتعليم تمنح المراقب ظلالا سوداء وتقلل من منسوب الثقة بالفريق الحكومي وتقلل من الاحساس بعمر حكومة طويل .

(الأنباط)