مرايا – محمد فخري – مع إني كنت شاطر تركت الدراسة بجامعة القدس ، وتعلمت الكهرباء وصرت فني كهرباء محترف ، ورحت إشتغلت بمصنع بمنطقة بركان الصناعية الإستيطانية شمال الضفة الغربية عند اليهود ، حالي من حال الناس لا أول واحد ولا الأخير بشتغل معهم ، في رواتب عالية وحوافز والوضع تمام وأصلا فش شغل بالبلد إلا عند اليهود ، مرقت فترة وشفت إشي ما حد شافه من قبلي إلا باسل الأعرج وأحمد جرار !!
ليش بشتغل هون أنا ؟ وشو بسوي ؟
قررت بتاريخ 7/10/2018 أقدم إستقالتي من هذا الشغل وبديش كل هالشغل عندهم بس هالإستقالة رح تكون بطريقة غير أنا بدي اخترعها ، صحيت من النوم بست إيد أمي وطلعت على المصنع ، دخلت عادي والوضع طبيعي ، كانت الإستقالة لازم أوزع منها نسخ على اللي بشوفه قدامي وبسرعة ، لما دخلت شفت زيف حجبي المحاسب وميم يحزئيل السكرتيرة وكان معي وقت قليل مشان أوقع بالكارلو على هالإستقالة وأخزق روسهم ، بالفعل طلت سلاح الكارلو وفضيته فيهم ومع صوت الطخ طلعت وحدة مستوطنة من جوا برضو أعطيتها نسخة من الإستقالة بس ما ماتت ، نزلت على الدرج وطلعت بكل سهولة لإني بعرف طرق وأبواب هالمصنع وإختفيت ، بعدها حددوا مين منفذ هاي العملية من الكاميرات اللي بالمصنع وبلشوا يدوروا علي ، فتشوا بيوت ونصبوا حواجز ، الاف الجنود بتدور وتحقيق مع الناس اللي بحبهم أهلي تعذبوا وتشحشطوا !
وعالفاضي ما قدروا يمسكوني لإني قاعد بعيون أم محمد البشكار بمخيم عسكر بنابلس ، هاي المرأة بين رموش عيونها خبتني وما خافت على أولادها الأربعة إذا إنمسكت شو رح يصير فيهم ، ضحت ورهنت أولادها مقابلي مقابل أعيش أكثر ، ضلوا يدورا علي
وأم محمد وأولادها وأنا معهم كلفناهم
– 20 ألف جندي إسرائيلي في البحث .
-36 جولة تفتيشية .
-نصب 52 حاجز .
-فتيش 394 بيت .
-إستدعاء 300 شخص للتحقيق معهم ، أم وأختي وأهلي وضغط مخيف علي
مداهمة بيتنا وإحتجاز كل أسرتي والتحقيق معهم
15 مليون دولار كلفتهم وعالفاضي ، نشروا إشاعات وعملاء وعالفاضي ..
لحد يوم الخميس 13/12/2018 بعد 67 يوم مطاردة على الفجر ، بمخيم عسكر شرق نابلس كنت بقرأ كتاب صراع في الظلام بحكي عن طرق تحمل العذاب والتحقيق في سجون الإحتلال ومتحسب إذا إعتقلوني شو لازم أعمل وسلاحي كان معي برضو متحسب إذا داهموني ، سمعت حركت رجلين وكركبة غريبة وعرفت إنه خلص وصللت للنهاية ، كتبت ورقة صغيرة فيها :
لا تبكي يا ورد الدار ..
ضلك غني بغيابو ..
ولما يرجع من المشوار ..
كوني الزينه ع ابوابه ..
أول طلقة كانت مني قبل ما يبلشوا همه أنا بلشت ، وبعدها الطلق زي المطر علي ، وحدة اليمام ضد أشرف نعالوة بمخيم عسكر ، حاولت حاولت بس الشهادة كانت أقرب ، نزفت كثير ودمي عبى الغرفة وأخذوا جثتي وحجزوها وإنتهت قصة 67 يوم مطاردة ، 67 يوم كانت هالمطاردة سهلة لإنه اللي عند أم محمد ما بحس بالغربة ولا بالمطاردة ، لإنه اللي بسمع وبتمع بكلام باسل الأعرج لما دلنا كيف نتخلص من هالإشي وحكى :
تذكر أن أزمتك الوجودية فعلاً ترتبط بقضية سامية أكبر من أي صراعٍ آخر، دع هذ الأمر في رأسك سيساعدك على تخطيه ،دع فلسطين أمام عيونك ..
فعليا ًالمكان بمخيم والزمان على الفجر ما إختلف لا الزمان ولا المكان بيني وبين الباسل ، كلامه كان إلي وأنا اللي فهمته وفهمت شو عمل باسل وعملت اللي عمله ،
أنا اللي عشت كالنيص وقاومت كالبرغوث ،
حبيت الشهداء ، وما فهمت شو عملوام فعلوا وما في طريقة إنه تفهم شو عملوا إلا إذا بتعمل اللي عملوه ..
“والشهيدُ ينتمي للشهيد برابطِ الأفعال.”
#الشهيد_ليس_رقماً،