مرايا – كتبت سامية المراشدة

في غضون ساعات من القلق هبت رياح الحزن العاتية من جوار منزل عائلة نيبال ، وقد امطرت الدنيا دموع على فراق طفلة قتلت واحزنت القلوب بحرقة العيون ، لكن هناك من الكلام الذي تغص فيه أفئدتنا وأسئلة قاسية وأجوبتها اكيد هي خجولة جدا .

وأني وللاسف أرى ما لم اعد اتصوره كيف لجار يغلق عينيه لينام وفي وقت ذاته يسمع أنين الأم والأب يتفجر قلقا على فقدان ابنتهم، ألم نسمع بالمثل الذي يقول ما دامك يا جاري بخير انا بخير ، الم يستوصى النبي بالسابع جار ، بل جار وبينه وبينهم مسافة خطوات بسيطة ،اهذا يحصل في وطننا ؟ نعم وقد حصل وسيحصل دائما لأن باعتقادنا ان الأطفال لهم الحرية في السير بالشوارع وبل يُعتمد عليهم في الشراء من البقالة وغيرها وقد يغيبوا لساعات دون السؤال عنهم بدون تفقدهم ،بل ادرك تماما حجم انشغال الأهالي عن اطفالهم وكأنهم عبء عليهم فهناك الغسيل والجلي والطبخ ، بل واكثر من ذلك دون توعيتهم بأن لا يقبلوا مرافقة اي شخص غريب ، واننا نستهجن ما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي حينما تعج من ادعية بالحفاظ على الابناء، لنرى مثلا حالات غريبة تستدعي لها الدفاع المدني لأنقاذ طفل ادخل يداه في مفرمة اللحم أو نرى حالات دهس والأهالي آخر من يعلم ،أو حينما تظهر صور اطفال فقدوا ويعلن عبر المواقع والمراكز الامنية ليجدوا أهاليهم .

واعود واقول نعاتب بعضنا بكل لأسف ،و مجتمعنا تغيّر جدا وليس للأفضل ،بل انحدار أخلاقي جدا فيه كثرة الجرائم القتل وهذا انذار قوي أننا في معضلة فكرية بل شراسة في الأنتقام واستباحة الدماء .

والسؤال هل نتعض ؟بالرغم بان حس كل مواطن شعر بالحزن بل اتوقع ان كل اب وام نظر الى ابنائه بنظرة مختلفة فيها الخوف والحرص ، وقد شعر ايضا بأنه هو المسؤول عن تلك الطفلة ، لكن هل نتابع تصرفاتهم وضبطهم ومنعهم من الخروج من المنزل لوحدهم وخاصة التي اعمارهم أربع سنين اقل او اكثر ، دعونا نتعمق بالألم لعلنا نتوعى بما حدث ،ايها الأمهات والأباء الأبناء مصدر فرح ليس هم مصدر ازعاج اذا ضمنت مكان لعبهم داخل الحوش المنزل او في غرفهم او امام شاشة التلفاز .
يا نيبال لا تقبلي أعذارهم وانتِ الطفلة التي لم تعلم ما هي شقاوة الحياة بل لم تعلمي ما تسكنه الناس من وحوش بشرية ولا تعلمي سبب خروجك الا انكِ ربما ذهبتي تلعبين في شوارع ضيقة وحارة صغيرة ، لكن اعلم ان الشبس والعصير هو المحبب اليكِ بل اجمل طموح لديكِ هي امتلاك لعبة ،واجمل الأيام هي التي ترتدي فيها ملابس العيد ، نيبال الجميع قصر معك في رحمة برائة عينكي وضحكتك …