مرايا – كتبت : امان السائح – الحديث عن شخصية استطاعت ان تدير مجموعة من الازمات بحرفية واقتدار، وتغيير بشكل السياسات، بما ينسجم مع وزارة هي « وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية، امر هام ومشروع «. د. عبد الناصر ابو البصل أسس خلال ما يزيد على عام منذ تعيينه، نمطا مختلفا، ونقل الوزارة الى ساحة الاحداث بامتياز، وحوّلها الى اعلام ممنهج هادف ظهر على كل المنصات بحالة اشبه بقلب كل الموازين لوزارة لطالما دخلت في اطار التقليدية، وكانت خلف الكواليس، ولا تظهر الا بمواسم محددة !!
«الاوقاف «تفوقت على نفسها وعلى حالتها النمطية، ونجحت اولا بادارة قضية باب الرحمة، وبإقناع العالم بطرق منطقية وعلمية وشرعية، بأن الوصاية الاردنية الهاشمية على المقدسات هي خط مواجهة «ونار جهنم «ستفتح على كل من يتحدث بغير هذه اللغة.
تصريحات مدروسة،كسرت الحواجز اطل بها وزير الاوقاف من خلال بوابات الاعلام ليقول فيها لا لكل ما ينتهك المقدسات والمنطق، وكانت كلماته واضحة وحاسمة بشأن الاعتداءات على حراس الاقصى، وخطبائه وأئمته وشيوخه،، ووصلت الرسالة للعالم، وحققت حالة من التواصل والتفاعل حرقت بها كل اوراق الجمود والصمت.
«الاوقاف» ايضا ممثلة بوزيرها خرجت عن نفسها وتقليديتها ايضا، عندما لبت نداء الغارمات بأقصى القدرات، ووفرت لهن مظلة امان، وادارت تلك التفاصيل بانسانية، وسياسة شرعية لم تترك لاحد ان يوجه ملاحظة او تساؤل، فكانت متميزة وممنهجة بقدرات واضحة.
«الوزارة «ايضا بدأت بتغيير مفهوم ان دورها فقط يتعلق بتوزيع الخطباء والاحتفال بالمناسبات الدينية، لا بل كانت قادرة بامتياز على احداث تغيير بنظام الائمة والوعاظ، الذي لا يزال الان بديوان التشريع، ليخرج على الملأ قريبا، وليمنح هذه الفئة الأكثر أهمية بالمجتمع درجات، ويعطى كلا حقه بالترفيع والزيادات؛ لأنها ادركت انهم « صمام امان «، يجب انصافهم.
ولم تترك الوزارة الحج ليكون محمّلا باخطاء طالت المئات سابقا، لكنها نجحت بدقة وبجدارة بخلق حالة من الرضا النسبية عن الاداء، فحملت الخير لزوار بيت الله الحرام الاردنيين، وراعت تكاليفهم،وحققت لهم اقصى درجات العدالة وفقا للممكن.
وزارة بحجم الاداء والخطاب الديني اختارت طريقا مختلفة، نجحت وربما اخفقت في امور اخرى؛ لأننا لا يمكن ان نصل للكمال، وزارة حولت خطابها الى دين وسياسة ومجتمع، بوزير محمل باكاديميا جامعات، وحرم طلبة وبلا اجندات ليقدم الدين باشكال مختلفة.
وعندما تتحول الاوقاف لتكون للمجتمع روحا علمية، واعلاما بسقف عال، نقول شكرا؛ لأن لكل اداء اصلا، وللأوقاف بوزيرها حكاية.