بهدوء

 

مرايا – عمر كلاب

 

لنبدأ بسؤال: ماذا لو أردت أن تخرب مؤسسة أو هيئة من داخلها ؟ -فى أي اجتماعات أو نقاشات، عليك أن تُكثر من الكلام غير المفيد، واطلب الكلمة كلما كان ذلك ممكناً، وأكثر من ذكر القصص والحواديت الشخصية (طبعاً الهدف الواضح هو إضاعة وقت زملائك والمتعاملين مع المؤسسة) .

 

بالغ في التأكيد على أهمية وضرورة وحتمية الالتزام الصارم بالتعليمات واللوائح والقوانين، ولا تسمح أبداً بالطرق المختصرة لتسريع عملية اتخاذ القرارات (والرسالة الواضحة أن تجعل عمليات الروتين واتخاذ القرارات معقدة على نحو يضيّع الصالح العام من أجل استيفاء أمور شكلية) .

– افعل كل ما تستطيع كي تستعين بلجان فرعية بهدف الدراسة والتقييم، ثم قم بتعطيل عمل هذه اللجان قدر المستطاع واجعل هذه اللجان كبيرة قدر المستطاع بحيث تكون أكثر من ٥ أشخاص، وأن يكون أعضاؤها من خلفيات مختلفة ولا تجمع بينهم اهتمامات مشتركة (نفس هدف إضاعة وقت المؤسسة وتطفيش المتعاملين معها يتم بطرق مختلفة) .

– أكثر من النقاشات الجدلية حول صياغة القرارات والبرقيات ومحاضر الاجتماعات . – فى أي اجتماع، قبل أن تناقش أي قضايا جديدة حاول أن تفتح باب الجدل والنقاش بشأن القرارات التى اتُخذت في الاجتماعات السابقة وعطّل أجندة اجتماعات المستقبل .

– أكد بشكل مبالغ فيه على أهمية التفكير الحذر والعقلانية حتى لو على حساب الوقتي، بحيث يتحول الاجتماع عن القضايا موضع النقاش الأصلى إلى أمور فرعية لا تفيد أحداً بشيء . – لا تعترف إلا بالأوراق الرسمية، وبالغ في التأكيد على أهمية وضوحها وصدورها من مصادرها الأصلية، وارفض الأوامر أو المعلومات الشفهية حتى لو كانت منطقية لتضيّع أكبر قدر ممكن من الوقت . – أَخطئ فى فهم المطلوب، اسأل أسئلة كثيرة واطلب أوراقاً كثيرة وعطّل العمل قدر المستطاع .

– انتظر لآخر الوقت قبل أن تطلب أي مادة تحتاجها فى عملك ، المهم تعطيل العمل انتظاراً لأوراق مطلوبة أو أقلام أو غيرها . – ركز على إتقان العمل في أقل الموضوعات أو الملفات أهمية بحيث تضيّع وقت المؤسسة عما هو أهم .

– لخفض الروح المعنوية فى المؤسسة وبالتالى الإنتاجية، أعلن دعمك للعمالة غير الكفء وغير المجتهدة ، وعامل العمالة الماهرة والنشطة بشكل غير لائق . CIA simple sabotage field manual إنه كتالوج عمل أنتجته وكالة الاستخبارات الأمريكية فى سنة ١٩٤٤ لمخاطبة أنصارها فى داخل أراضى العدو لنصرة أمريكا بتدمير العدو من خلال إجراءات يتخذونها تشل العدو دونما أن تعرضهم للخطر، لأنها تتم دون أن يبدو عليها أنها عمليات تخريب رغماً عن أنها تساعد كثيراً فى تراجع وتأخر وتخلف مجتمعات الأعداء .

طبعاً هذه النصائح وليدة فترتها بحكم أنها كانت موجهة لتدمير دول المحور أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكنها ظلت مفيدة وموضع تطبيق أثناء الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتى وحلفائه حتى انهار، لكن المثير للتأمل أن الكثير من هذه النصائح هى بالضبط ما يتطوع به كثير من المسؤولين والموظفين الكبار في بلدنا وسائر الاقطار العربية كما يقول الدكتور معتز بالله عبد الفتاح الذي قام بترجمة الكتاب وقام بالكتابة عنه وانقل عنه للفائدة ، فثمة اشخاص ربما يقومون بتنفيذ الاوامر بحسن نية من رؤسائهم ، لتحقيق أهداف العدو دون أن يكونوا بالضرورة عملاء له . لا أستطيع أن أقول إن بيننا عملاء يأتمرون بأمر مخابرات دول أجنبية، ولكن بيننا أناس بلغوا من الجهل بمصلحة الوطن أنهم يمكن أن يفعلوا كل ما يخدم العدو وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .ً

+ منقول بتصرف بسيط