عديد لم يجتازوا الامتحان .. والقرار حتمي بقبولهم ..
ضمير مستتر علينا ان نحوله لفاعل من اجل العدالة فقط

 

مرايا – كتبت – امان السائح – ضمير غائب او مستتر ، ذلك الذي خيم على لجنة تصحيح والاشراف على امتحانات الطلبة العائدين من السودان الشقيق ،واالبالغ عددهم حوالي 450 طالبا وطالبة من تخصصي الطب وطب الاسنان .

امتحانات بالترتيب وفقا لسنوات الدراسة وبقرار من مجلس التعليم العالي للنظر بواقع حال هؤلاء الطلبة تمت خلال الايام الماضية ، وآلت ان الجميع سيلتحق بتخصصي اما الطب او الاسنان ، ليس بسبب انهم اجتازو الامتحان ، لكن لأن القرار صدر بقبولهم جميعا !!

تساؤلات نبقى دوما نقول انها مشروعة ، طلبة واهل قرروا تدريس احد ابنائهم خارج الاردن لغايات الطب ، واختاروا الدراسة بمعدلات بعضها وفقا لمعلومات وصلت الى السبعينات ، قادمون اليوم ليكونوا الى جانب زملائهم واخوانهم بالجامعات الاردنية من هؤلاء الحاصلين على معدلات تفوق ال 96% ، في حالة اشبه بالذهول ، بأنهم جميعا سيكونون بذات القاعة ، وذات الجهد الذي سيبذل لهم على صف واحد .. قرارات شعبوية امتصت غضب الشارع الاردني اتخذها مجلس التعليم العالي ، لكن الامتحانات التقييمية التي خضعوا لها كششفت ، ان حالهم فعليا لا يتعدى حتى نسبة النجاح وتلك هي الكارثة ، فالاساس لا ينفي ان يعودوا الى دراستهم بالجامعات الاردنية ، لكن بعدالة ..

قضية ليست سهلة ، ويشعر القائمون عليها ، انها تدخلهم بحالة من الصمت وتغييب الضمير مجبرين ومكرهين على التعاطي مع تلك الامور بهذا الواقع ، منتظرين احالة القضية الى تعليمات كل جامعة على حدا للتعاطي مع واقع الطلبة ومستوياتهم الاكاديمية ، والتفريق بين الغث والسمين ، وكل ذلك سيمر بمرحلة من العقبات والعثرات ، في الصالة الصفية ، وخلال الدرس والتفاعل مع الاستاذ ، فكيف سيتفاعل ابن السبعينات مع صاحب الرقم الصعب مثلا وهو ال 99 !!

حالة يترقبها اساتذة كلية الطب بالجامعات الاردنية بقلق ورفض مبطن ، وتخوفات من التأثر بمستويات الطلبة المختلفة ، حفاظا على رونق الحصة الصفية والقها ، وتحسبا من اعادة الطلبة الى مربع سابق حيث تلقفت الجامعات ايضا طلبة من بلدان اخرىبسبب احداث عصفت بهم ، وجلبوا سلبيات واضحة على مسيرة العملية التدريسية في كليات الطب بالجامعات ، وكانت نتائجها ان العديد منهم غادروا تلك الكليات بسلام ، لكن بعد ان تم الاخلال بالعمية التدريسية بشكل واضح ..

هل نقبل دوما ان يكون الضمير مستترا لغايات القرارات التي تجعل الناس تصمت ، وهل من المقبول ان نرضى بطلبة لم يجتازا الامتحان ، اي غير قادرين على دراسة الطب بأي حال من الاحوال ، ان يكونوا الى جانب نظرائهم منه اصحاب الارقام الصعبة ؟؟ وهل يمكن ان نتجاوز ضغط اعصاب الاساتذة الذين يقدمون لغة ومفردات وشرح طبي وليس مواد حفظية ، يمكن لاي غائب ان يدرسها !!

هل يمكن ان نجعل الضمير مستترا وغائبا ؟؟ وهل نضع رقابنا امام مقصلة تهديد قد يكون قريبا لا سمح الله للكليات الطبية ، بتجاوز الحدود الدنيا للمعدلات !!

وهل نستند الى قرار بدراسة اعادة النظر بالحدود الدنيا للدارسين بالخارج لغايات معادلة شهاداتهم ..وهل نبقى اسيرين للمئات من الطلبة كتجاوزين حدودا دنيا تقيم مستوى الطالب شئنا ام ابينا ، ونرضح لقرارات شعبوية فقط ، ونبقى تحت مظلة الشكوى من ضرب طبيب في الطوارئ ، او خطئ طبي يودي بحياة مواطن .. او اساءة سلوك طبيب افتقد لاخلاقيات المهنة .. ام ماذا ، ونحن نعلم ان هنالك تقيد وتشدد بموضوع اطباء الامتياز والاقامة ، وان ارقام البطالة في تصاعد ، وان تعليمنا ، في عثرات ومطبات مختلفة ..

اطباء السودان الشقيق كان يجب ان يجتازوا الامتحانات قبل دخولهم جامعات اوطانهم .. كان يجب ان يعاملوا ولو بالحد الادنى اسوة باقرانهم .. كان يجب ان لا نسمح لمن لا يجتاز ان يمر هكذا دون محاسبة ، وان يختار تخصص اخر سيما من اصحاب المعدلات المنخفضة كثيرا ..

بين الوجع والقرارات الشعبوية ، واسس اجتياز امتحان اصعب مهنة بالتاريخ ، والتي تمس حياة البشر .. علينا ان نتوقف كثيرا ، وان نحول الضمير المسستر الى فاعل !!