مرايا – بهدوء : عمر كلاب – بداية اعترف انني علماني ويساري الثقافة والمنهج , وانني مسلم العقيدة , وانساني الوجدان , واحمل محبة خالصة لكل اتباع الديانات السماوية والمذاهب الانسانية باستثناء الحركة الصهيونية اليهودية , وارفض الدولة الدينية نهجا ومنهجا , والتزم بصوم رمضان والصلوات الخمس فيه , واحرص على صلاة الجمعة بل ان اسبوعي ينقلب اسودا اذا غبت عنها , طبعا لدواعي السفر الى بلدان لا اعرف مساجدها , واعشق ترتيل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد قبل صباحيات فيروز .
قدمت ملخصا حتى يجد من يودّ الطعن موجبات طعنه , ومن يود الدفاع موجبات دفاعه , فلقد ” ارتجفت عندما سمعت المؤذن يقول صلّوا في بيوتكم ” , فأنا على ابواب نهاية العقد الخامس من العمر ولم اسمعها الا اليوم , ولم اتخيل اني سأسمعها يوما , وكنت قبلها قد جفلت وانا ارى ابواب الكنيسة القريبة من مستشفى الرشيد في ابونصير خالية من المصلين , فقد اعتدت في ايام الاحد على مشهدية مريحة فقدتها امس الاحد , وهذه الكنيسة لها موقع خاص في القلب بحكم اني رقبتها وهي تقوم منذ البدايات .
كل هذا الارتجاف , لا يعني ان اؤيد مظهر صلاة المصلين في الشوارع جماعة وعلى ابوب المساجد , فهذا فيه كسر لهيبة الدولة واستقواء على النظام العام واسترخاء في الحرب , نعم استرخاء اقرب الى التراخي في زمن الحرب , فنحن في حرب مع الكورونا , وفي حرب مع فيروس يسير بلا ضوابط ومنفلت في الهواء وعلينا سدّ كل ثغرة من ثغورنا , فكلنا على ابواب ثغرة من ثغور الوطن والاسلام حسب النص الفقهي ويجب الا نؤتى من هذا الثغر او كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام .
هناك الكثير من الاحداث التي تدلل على ان صلاة الجماعة غير واجبة , ومنها زمن الحرب ونحن في زمن حرب ضروس ومع عدو قاهر خبيث , وهناك شواهد كثيرة على عدم اقامة ركن من اركان الاسلام , فالحج تعطل كثيرا تارة بالحروب الاهلية بين المسلمين وتارة مع القرامطة الذين رحلوا بالحجر الاسود الى مملكتهم لعقد ونصف , بل ان الاسراع في توسعة المسجد الاقصى كان لاستقبال الحجيج بعد ان تعذر دخولهم الى مكة بفعل الحرب الاهلية بين الفرقاء من قريش .
هناك الكثير من الشواهد على احداث مشابهة , بل ان الخليفة الفاروق , عطّل الحدود في عام الرمادة للمحتاجين والراغبين بالحياة خشية الموت , وهل هناك ” رمادة ” اكثر من كورونا الذي بات جائحة تجوب العالم كله بلا اقدام او وسيلة مواصلات ؟ وقطعا لا يحتاج الى تأشيرة دخول او تصريح مرور , فلماذا كل هذا التباكي والحرص على الجماعة , في حين ان كثيرا من الحُرمات تنتهك جهارا نهارا ولا ينتفض الرافضون لهذه الانتهاكات التي تجري كل يوم على مرمى قبلة منهم .
اقفال بيوت الله مؤلم لكل قلب انساني , وعدم اقامة الشعائر الدينية يدمي قلوب مؤمنة , لكنها الضرورة الواجبة حسب الكثير من النصوص النبوية والفقهية , ويمكن استيعابها اذا كانت من باب التحوط الديني , ولكنها ليست كذلك وربما تحمل رسالة سياسية في زمن لا يجوز فيه المناكفة او المغالبة والاستقواء بالتدين على الدولة , فالدين يحمل نصوصا كثيرا تُجيز هذا الامر , لكن التدين حسب الجهة الداعية والراعية يأبى ذلك , وهناك شواهد كثيرة على ذلك ويجب فرض الالتزام فهذا زمن حرب ولا يمكن الاستهانة بأي تجاوز حتى لو كان التجاوز بإسم الدين .
omarkallab@yahoo.com