مرايا – بهدوء : عمر كلاب – دخل الكيان الصهيوني في مرحلة الاستعصاء السياسي ولم ينجح اي لاعب رئيس من حسم تشكيل الحكومة منفردا , وسط تضاؤل فرص تشكيل حكومة ائتلافية , رغم الدعم الامريكي اللامحدود لبنيامين نتنياهو قبيل الانتخابات من اطلاق صفقة القرن في ملهاة سياسية على شكل مسرحية انتخابية , وقبلها الموافقة على ضم الجولان والعاصمة الموحدة , لكن كل هذه الجوائز لم تمنح الليكود الحسم امام منافسه غانتس , وتراجعت حصص اليمين المتطرف لاسباب انشقاقية داخل الكيان وليس لتراجع في النزعة اليمينية المتطرفة .

 التسريبات التي صاحبت اعلان صفقة القرن المحت الى ضغط اميركي لتشكيل حكومة ائتلاف , واكدت ان الرئيس الامريكي توصل الى اتفاق مع الفرقاء في ذلك , لكن الواقع الصهيوني لا يبدي تفاؤلا حيال ذلك حتى اللحظة على الاقل , وبالتالي فإن الكيان ذاهب اما الى انتخابات جديدة او الى مفاجاة بولادة رئيس حكومة جديد حيث تنص اللوائح الصهيونية , على أنه في حال عدم تشكيل حكومة بعد منح الفرصة لمرشحي الكتلتين الأكبر حجما في الكنيست ، يتم تحويل هذه المهمة إلى الكنيست حيث يستطيع أي عضو تولي مهمة تشكيل الحكومة الجديدة شرط أن يحظى بتأييد 61 نائبا من أصل 120, وفي حال لم يفلح أي من أعضاء الكنيست في إنجاز المهمة خلال 21 يوما، يتم حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات جديدة .

 

التمهيد السابق محاولة لتأسيس مشروع ردع او صد للمشاريع الصهيوامريكية المسمومة , ولا يجوز البقاء في خانة الملاحظة والترقب دون مبادرة تستثمر حالة الاستعصاء السياسي في المجتمع الصهيوني الذاهب حكما نحو اطلاق النار على ساقيه بهذا التطرف الاعمى , لكنه يعيش افضل احواله بحكم سكون النقيض واكتفائه بالترقب والانتظار , علما بأن التنافس على دمه وحدوده وتركيبته الديمغرافية ومستقبله الوجودي , فحصيلة صناديق الاقتراع كانت غالبية ساحقة لليمين واليمن المتطرف في حين حصلت القوى العربية واليسارية بين قوسين على اقل من ربع الكنيست . 

الاردن يحتمي بالضرورة خلف الموقف الفلسطيني الرافض للمشاريع القادمة من واشنطن , لكن ذلك لا يكفي , فالموقف الفلسطيني بحاجة الى تدعيم وليس دعما فقط , فهناك تيارات داخل السلطة متماهية مع المشروع الامريكي وجزء من المشروع الصهيوني , وعلى الجهة الجنوبية ثمة ركون الى فكرة غزة اولا ومشروع دولة غزة المشاطئة للبحر والمجاورة لصحراء سيناء وآخ معقل لجماعة الاخوان المسلمين , دون التفاتة للمرجل الذي يغلي هناك واحتمال نشوب انقلاب جديد او حرب بين التكوينات الاسلاموية ط الجهاد وحماس ” بعد تنامي شعور الخذلان من حماس لدى حركة الجهاد الاسلامي وتغير الظروف في ايران . نتائج انتخابات الكنيست لم تُقرأ على نحو سياسي حتى اللحظة , ولم يتم البناء على مخرجاتها , فلسطينيا واردنيا , والاكتفاء بالرفض والواقع يتغير تحت ضربات معاول الهدم الصهيوني سيمنح الكيان فرصته التاريخية , فلا أحد يحاسب حكومة مؤقتة او مجتمع سائل كما هو الحال اليوم , والقضم متصل والهدم متواصل والواقع على الارض تغير سائر نحو التهويد والتمهيد لما هو اكبر من التهويد واعني الترحيل القسري او المعاشي . 

ثمة مفردة غائبة في القاموس الاردني وهي مفردة المقاومة وفعلها الحقيقي على الارض الفلسطينية , سواء باستثمار اعضاء الكنيست العرب او القوى الرافضة في المجتمع العربي داخل الكيان مثل ابناء البلد وباقي تلاوين المقاومة في الضفة والداخل الاخضر , فالتفاوض هو السياق الاردني التاريخي وهو لم يعد قادرا على احداث فرق ويجب ان تدخل مفردة المقاومة الى القاموس الاردني .