مرايا – اختلف الأردنيون في اليومين الماضيين بشأن التصريحات الحكومية حول مستوى خط الفقر في الأردن، فيما اذا كان للعائلة التي يبلغ دخلها 365 دينارا، أو أقل من ذلك، أو أن هذا الرقم كان طبقا لاحصائيات قديمة، قبل أن تتضاعف قيمة فواتير الماء والكهرباء والمواصلات والغذاء والدواء.
ويبدو أن خط الفقر أصاب هو الآخر منتخب “النشامى”، فلا أهداف سُجلت في آخر مباراتين ولا فوز تحقق فيهما، فأصبح حال الجمهور الرياضي يتساءل.. “حتى في الرياضة طفرانين؟”، بالتزامن مع تسريبات تشير الى نية اتحاد كرة القدم الاقتراض من البنوك مبلغ قد تصل قيمته 2.5 مليون دينار!.
إتخذ اتحاد كرة القدم قرارا يوم الاحد الماضي يقضي بإقصاء المدير الفني جمال أبو عابد عن منصبه وتعيين المدرب البلجيكي المساعد فيتال بولتكمانس، عقب الخسارة أمام لبنان 0-1، في مباراة ودية جرت الخميس الماضي وكان الاداء فيها سيئا للغاية.. تم تحميل أبو عابد مسؤولية الخسارة، رغم أن وضع المنتخب كان جيدا تحت قيادته قبل تلك المباراة، حيث خسر المنتخب الوطني 1-2 امام فنلندا وفاز 3-2 على الدنمارك و1-0 على الكويت و3-0 على قبرص.
كان الكثيرون يتطلعون ويتوقعون أن تتغير الاحوال من حيث الشكل والمضمون في المباراة الودية أمام عُمان أول من أمس.. مؤشرات مبدئية خادعة كانت توحي بأن “النشامى” سيظهر بشكل مختلف، لكن الحقيقة سرعان ما ظهرت وكشفت عن مواطن خلل عدة تدق الجرس، قبل أن يدخل المنتخب الوطني في منافسات كأس آسيا في الإمارات اعتبارا من 6 كانون الثاني (يناير) المقبل، حيث يواجه منتخبات استراليا وسورية وفلسطين.
لكل مباراة تشكيلة.. هذا شعار المنتخب حاليا، لم يتم الاستقرار على التشكيلة الاساسية بعد، وهذا أحد الاسباب المتعددة وراء الظهور الضعيف لـ”النشامى” في آخر مباراتين وديتين، يضاف اليه غياب الروح المعنوية والعزيمة القوية التي كانت تميز اللاعبين.. بعضهم “لا سيما المحترفين في الخارج” يكاد يلعب “عالواقف” او بمعنى أدق بـ”الشوكة والسكينة”، وكأنه يخاف على عقده الاحترافي اذا ما تعرض للاصابة.. المهاجمون أصابهم “العقم” فأصبح الهداف “عملة نادرة”، بعد أن استحوذ المحترفون من الخارج على لقب هداف دوري المحترفين في المواسم الأربعة الأخيرة.. تراجع مستوى معظم مهاجمي المنتخب، وغابت صناعة الفرص بالشكل الأمثل من لاعبي الوسط، بل غابت روح الفريق، وأصبح البعض يرتجل في الأداء ويسعى للمبالغة في المحاورة والاحتفاظ بالكرة، وكأنه لاعب “سيرك” وليس كرة القدم، التي تنادي بالجماعية وترفض الانانية.
الجماهير غاضبة من المنتخب، فالمستوى الفني يزيد من قلقها، في ظل تطور أداء منتخبات عربية وآسيوية كانت تتخلف عن “النشامى” بمسافات طويلة، وأصبحت اليوم تسبقه بخطوات عديدة، وتترقب من سيكون المدرب الجديد للمنتخب؟، وماذا سيفعل “النشامى” في المباراتين الوديتين أمام البانيا وكرواتيا في 10 و15 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل؟.
أول من أمس خسر الكروات الذين نالوا وصافة مونديال روسيا 2018 أمام الاسبان بقسوة 0-6 في الدوري الأوروبي، وتساءل الجمهور.. هل يستعيد الكروات عافيتهم وروحهم على حساب “النشامى” أم يحدث العكس ويعود المنتخب الوطني من زغرب بنتيجة رائعة؟.
ملخص المشهد.. منتخب فقير هجوميا وغير مستقر على تشكيلة وغير قادر على فرض شخصيته او هويته الفنية.. منتخب ما يزال تائها يبحث عن الطريق الصحيح نحو القمة.. منتخب لا يعرف فيما اذا سيواصل فيتال قيادته أم أن في الافق مدربا جديدا لا يدري ان كان سيشكل “طوق النجاة” أم سيكون “مقلبا” جديدا يضاف الى سلسلة المقالب السابقة؟.(الغد)