مرايا – حين تفكر في هيمنة فريق بايرن ميونيخ في ألمانيا، ثم تقارنها بنظيرتها في مصر مع الأهلي، سيفتح ذلك بابا لعديد المقارنات بين العملاقين.

ويتقاسم بايرن والأهلي أوجه تشابه عديدة بداية من اللون الأحمر، إلى حقيقة أن أساطير كلا الناديين هم رموز لكرة القدم في البلدين، في مراكز متعددة من حارس المرمى للمهاجم.

الهيمنة المحلية
حين نتحدث عن أوجه التشابه التي تربط الأهلي والعملاق البافاري، ستأتي الهيمنة المحلية في الصدارة.

الأهلي في مصر هو الأكثر تتويجاً بالدوري المحلي (42) وبفارق 30 مرة كاملة عن الزمالك أقرب منافسيه، بينما بايرن توج بالبوندسليجا في 30 مناسبة، وبفارق 21 مرة عن نورنبرج أقرب الملاحقين.

وفي كأس ألمانيا حقق بايرن اللقب 20 مرة، مقابل 6 لثاني الترتيب فيردر بريمن، بينما فاز الأهلي بالكأس المحلية في مصر 37 مرة مقابل 27 للزمالك.

وبالنسبة للسوبر الألماني، حققه بايرن 8 مرات يليه بروسيا دورتموند (6)، وفي مصر اعتلى الأهلي منصة التتويج به 11 مرة مقابل 4 للزمالك.

وما يعزز الهيمنة المحلية لأصحاب الزي الأحمر في ألمانيا ومصر، هو أن الفريقان هما الأنجح في بلادهما قارياً، إذ أن بايرن هو الأكثر تتويجاً بدوري أبطال أوروبا في ألمانيا (6) مقابل مرة لهامبورج وأخرى لدورتموند.

في المقابل، فاز الأهلي 9 مرات بدوري أبطال أفريقيا كأكثر أندية القارة تتويجاً بالبطولة وبفارق 4 مرات عن مواطنه الزمالك، وكذلك مازيمبي الكونغولي أقرب ملاحقيه.

العقد الأخير
لم تتوقف الهيمنة في السنوات الأخيرة بل امتدت، حيث أن الفريقان في 2020 هما أبطال الثلاثية، الدوري والكأس ودوري الأبطال، بالإضافة لذلك فاز “البافاري” بالبوندسليجا بشكل متواصل منذ 2013، بينما حققه الأهلي تواليا منذ عام 2005 باستثناء موسم 2014-2015.

ومنذ 2011، فاز الأهلي بالدوري المحلي في أعوام 2011 و2014 و2016 و2017 و2018 و2019 و2020، بمجموع 7 مرات، فيما فاز بايرن باللقب المحلي في ألمانيا بشكل متتالي منذ 2013 إلى 2020 بإجمالي 8 ألقاب، وفي تلك الفترة حقق البافاري لقبين لدوري الأبطال عامي 2013 و2020، وخسر نهائي نسخة 2012.

الأهلي من جانبه توج بدوري أبطال أفريقيا في العقد الأخير 3 مرات، أعوام 2012 و2013 و2020، بينما خسر النهائي عامي 2017 و2018.

لو تحدثنا عن الكؤوس المحلية فالأهلي توج في العقد الأخير بـ5 ألقاب للسوبر وثنائية من كأس مصر، بينما فاز بايرن بـ5 ألقاب للسوبر المحلي، ومثلها لكأس ألمانيا.

أجنحة تاريخية
ضم الأهلي وبايرن على مدار السنوات الماضية مجموعة من أهم اللاعبين في مركز الظهير، ولو تناولنا بطل مصر مثلا، فيمكنك الحديث عن مصطفى عبده ومختار مختار في السبعينيات والثمانينيات وياسر ريان في التسعينيات وجيلبرتو ومحمد عبدالوهاب خلال الألفية الجديدة، وحالياً التونسي علي معلول.

أما بايرن فلقد تحول إلى ترسانة الأجنحة الأوروبية في العقدين الأخيرين بداية من فرانك ريبيري وآريين روبين مروراً بنجوم الفريق الحالي كينجسلي كومان وسيرج جنابري وليروى ساني.

المهاجم التاريخي
المهاجم التاريخي لألمانيا وصاحب الأرقام القياسية، يبقى الأسطورة جيرد مولر، وهو أفضل هداف في تاريخ البوندسليجا وبايرن.

مولر الذي بقي أفضل هداف في تاريخ كؤوس العالم خلال الفترة من 1974 إلى 2006 برصيد 14 هدفاً، حقق العديد من الأرقام القياسية بالبوندسليجا، وهو الوحيد الذي سجل 40 هدفاً في موسم واحد، وصاحب أكبر عدد من الأهداف في تاريخ المسابقة (365 هدفاً)، بالإضافة لتتويجه 7 مرات هدافاً للبوندسليجا وهدافاً لمونديال 1970 بـ10 أهداف.

على الجانب الآخر، امتلك الأهلي حسام حسن مهاجمه التاريخي في فترتين، الأولى من 1984 إلى 1990، ثم من 1992 وحتى عام 2000.

حسن سجل مع الأهلي 109 هدفاً في الدوري المصري، وقاد الفريق للعديد الألقاب المحلية والقارية قبل الانتقال للزمالك، منها دوري أبطال أفريقيا في 1987 وكأس الكؤوس 3 مرات الفترة من 1984 إلى 1986.

على الصعيد الدولي قاد “العميد” مصر، لإنجازات عالمية مثلما فعل مولر مع ألمانيا، وسجل هدف التأهل لكأس العالم 1990 في مرمى الجزائر، وصنع ركلة جزاء ضد هولندا في تعادل 1-1 في المونديال، ثم اقتنص لقب كأس أمم أفريقيا عام 1998 بـ7 أهداف توج من خلالها هدافاً للمسابقة.

مولر ظل لسنوات الهداف التاريخي للألمان برصيد 68 هدفاً قبل أن يكسر ميروسلاف كلوزه رقمه (71 هدفاً)، فيما يعتبر حسن أفضل هداف في تاريخ ملوك أفريقيا برصيد 68، وهو نفس عدد أهداف أسطورة المانشافت.

كلوزه من جانبه لعب أيضاً لبايرن ميونيخ، مثل أساطير هجومية ألمانية أخرى كيورجن كلينسمان، فيما مثل الأهلي في الهجوم نجوم عديدة لمنتخب مصر مثل رفعت الفناجيلي ومحمود الخطيب وعماد متعب وهي سلسلة لا تنتهي هنا وهناك.

حراسة المرمى
يحتفظ بايرن والأهلي بمتلازمة أخرى تتمثل في إمداد منتخبي الماكينات والفراعنة بأفضل حراس المرمى في البلدين على مدار سنوات عديدة.

مصر حصلت من الأهلي على أحمد شوبير حارس الفراعنة في مونديال 90 وثابت البطل بطل أفريقيا 86 وعصام الحضري بطل القارة السمراء بين عامي 2006 إلى 2010 والبديل في نسخة 98، والوصيف في 2017 والمشارك في كأس العالم 2018، بالإضافة لمحمد الشناوي الحارس الأول للفراعنة في مونديال روسيا، وقائد القلعة الحمراء حاليا.

الحارس إكرامي الشحات حارس الأهلي الشهير وقبله عادل هيكل أيضا، كانا من أشهر الأسماء التي مثلت مصر دوليا وسطرت تاريخا كبيرا.

من أشهر المدافعين في تاريخ مصر والأهلي، حسن حمدي رئيس النادي السابق، ويقابله من بايرن القيصر فرانز بكينباور، رئيس البافاري السابق.

سيب ماير حارس ألمانيا وبايرن في الستينيات والسبعينيات كان أحد نجوم تتويج ألمانيا بكأس العالم 1974 وقبلها أمم أوروبا 72، وحاليا يحمل الراية المخضرم مانويل نوير.

أوليفر كان وصيف العالم 2002 مع ألمانيا كان بطلاً لأوروبا مع العملاق البافاري في 2001 بالفوز على فالنسيا الإسباني في النهاية، وهي كذلك سلسلة لا تنتهي.