مرايا – وجه مانشستر سيتي إنذارا شديد اللهجة إلى جاره مانشستر يونايتد منافسه الأقرب على صدارة جدول المسابقة، بالفوز الكبير 4 / 1 على وولفرهامبتون، وذلك قبل المواجهة المرتقبة بين الفريقين في ديربي مدينة مانشستر يوم الأحد المقبل ضمن منافسات الدوري الإنجليزي لكرة القدم، أقوى دوريات العالم.
وبرغم النتيجة الكبيرة التي حققها الفريق في المباراة، لم يعكس هذا الفوز السيطرة شبه المطلقة لمانشستر سيتي على مجريات اللعب في معظم فترات المباراة، حيث كان الفريق قادرا على الفوز بعدد أكبر من الأهداف لولا أن تركيزه الأكبر كان على الاستعداد بقوة لديربي مانشستر، والذي قد يضع الفريق أقرب ما يكون من منصة التتويج بلقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم.
وكانت روعة العرض هي أبرز ملامح الفوز على وولفرهامبتون أمس لاسيما وأن الـ”مان سيتي” حاصر ضيفه معظم الوقت في نصف ملعبه بل وفي منطقة الجزاء وكان للجزائري رياض محرز، والبرتغالي برناردو سيلفا، دور كبير في هذا الضغط على وولفرهامبتون فيما عاند الحظ رحيم ستيرلنج في العديد من الفرص أمام مرمى الضيوف.
ولكن مانشستر سيتي برهن عمليا على أنه لم يقدم كل ما في جعبته حيث حسم المباراة في الربع ساعة الأخير بعدما بدا للبعض أن وولفرهامبتون قد يفلت بنقطة، اثر هدف التعادل الذي سجله كونور كوادي في الدقيقة 61 ومنصة الدفاع الصلبة التي نصبها فريق وولفرهامبتون داخل وأمام منطقة الجزاء.
والحقيقة أن مكاسب مانشستر سيتي في هذه المباراة لا تتوقف على الفوز الكبير أو النقاط الثلاث التي وسعت الفارق مع مانشستر يونايتد صاحب المركز الثاني بجدول الدوري إلى 15 نقطة، وإنما وضع فريق مانشستر سيتي جاره اليونايتد في حيرة كبيرة وخلط كل أوراقه، قبل المواجهة المرتقبة بينهما الأحد المقبل حيث يحتاج أولي جونار سولشاير المدير الفني للمان يونايتد الآن أن يتخذ قرارا مهما للغاية بين مهاجمة مانشستر سيتي أو الالتزام بالدفاع أمامه.
وربما كان هذا القرار أكثر سهولة قبل موقعة الأمس على استاد “الاتحاد” بمانشستر حيث كان المتوقع أن يلجأ المان يونايتد للهجوم باعتبار أن هجومه (سجل 53 هدفا) أفضل كثيرا من دفاعه الذي استقبل 32 هدفا في 26 مباراة، كما أن الفريق يحتاج للفوز بأي شكل للضغط على جاره “السيتي” والحفاظ على فرصته في المنافسة على لقب الدوري
ولكن الربع ساعة الأخير من مباراة الأمس وضعت المان يونايتد ومدربه في حيرة بالغة، لاسيما وأن الهجوم سيكشف خط دفاعه متوسط المستوى أمام الهجوم الشرس لمانشستر سيتي، والذي أصبح الأفضل بلا منازع حيث سجل 56 هدفا في 27 مباراة حتى الآن، ولن يكون من الحكمة بالتأكيد أن يتخذ سولشاير قرارا بالهجوم في مواجهة أقوى دفاع بالدوري (حيث اهتزت شباك مانشستر سيتي 17 مرة فقط في 27 مباراة) وفتح الطريق للمنافس أمام دفاعاته.
وفي الوقت نفسه، سيكون اللجوء للدفاع قرارا محفوفا بالمخاطر وينطوي على كثير من المجازفة في مواجهة هجوم الـ “سيتي” المميز الذي سجل ثلاثة أهداف في غضون 13 دقيقة أمام وولفرهامبتون علما بأن دفاع وولفرهامبتون لا يقل كثيرا في المستوى عن دفاع المان يونايتد حيث اهتزت شباك الفريق 33 مرة فقط قبل رباعية الأمس.
وبالأرقام، يمتلك مانشستر سيتي الأفضلية التامة على جاره ومنافسه “يونايتد” حال لعب يونايتد بأداء متزن كما أن صفوف الـ “سيتي” تبدو الأكثر اكتمالا وجاهزية في ظل وفرة العناصر المميزة التي عكفت الإدارة على تدعيم الفريق بها وحنكة مديره الفني جوسيب جوارديولا في أسلوب المداورة.
ويبدو هذا واضحا للغاية في اللاعب البلجيكي كيفن دي بروين الذي كان على مدار السنوات القليلة الماضية ولا يزال من أفضل لاعبي الدوري الإنجليزي، حيث ساهم في فوز الفريق بلقب الدوري الإنجليزي في موسمي 2017 / 2018 و2018 / 2019 ، كما فاز بجائزة أفضل لاعب في المسابقة الموسم الماضي رغم فوز ليفربول بلقب البطولة .. وبرغم هذا، كانت نتائج مانشستر سيتي أفضل في غياب دي بروين هذا الموسم حيث غاب اللاعب عن تسع مباريات للفريق في الفترة الماضية بسبب الإصابة أو مبدأ المداورة الذي يتبعه جوارديولا.. وخلال هذه المباريات التسع، فاز الفريق بها جميعا وكانت من بينها انتصارات الفريق على ليفربول وتوتنهام وإيفرتون.
وعلى مستوى مختلف البطولات، حقق المان سيتي الفوز في 15 مباراة مقابل تعادلين ولم يخسر أي مباراة في غياب دي بروين لتكون نسبة نجاح الفريق في غيابه 88 % مقابل نحو 75 % بحضوره.
وبهذا ، أكد الفريق عمليا على أن تألقه لا يقف على لاعب بعينه لاسيما وأن جوارديولا وجد البديل المميز بالفريق وهو الألماني إلكاي جيوندوجان، الذي كان من أبرز عناصر النجاح للفريق في الفترة الماضية ولعب دورا بارزا في انتصاراته المتتالية والأرقام القياسية التي حققها الفريق في الآونة الأخيرة.
وأعاد غوارديولا لاعبه دي بروين للتشكيلة الأساسية خلال مباراتيه أمام ويستهام ووولفرهامبتون لتجهيزه بشكل أفضل بعد العودة من الإصابة ومنح بعض الراحة لجيوندوجان.
كما أظهرت مباريات الفريق الأخيرة أن لديه من مفاتيح اللعب وعناصر الحسم ما يفوق به أي فريق آخر ومن بين هذه المفاتيح اللاعب البرتغالي برناردو سيلفا وفيرناندينيو وفيل فودين ورياض محرز .. وصنع محرز هدفين
وسجل هدفا في مباراة أمس ليعوض الفرص التي أهدرها المهاجم رحيم ستيرلنغ.
وإلى جانب تخلص الفريق من الضغوط بعد توسيع الفارق مع أقرب منافسيه إلى عدد كبير من النقاط، أصبحت الأرقام القياسية التي يحققها من مباراة لأخرى من عوامل التحفيز للاعبين على مواصلة التألق والانتصارات.
وبالفوز على وولفرهامبتون أمس، مدد مانشستر سيتي رقمه القياسي في عدد الانتصارات التي يحققها بمختلف البطولات رافعا رصيده إلى 21 انتصارا متتاليا وهو رقم قياسي أيضا لفرق الدوري الإنجليزي .. وواصل مانشستر سيتي مسيرته الرائعة في الموسم الحالي، وحافظ على سجله خاليا من الهزائم في آخر 28 مباراة حقق خلالها 25 انتصارا مقابل ثلاثة تعادلات.
وعادل الفريق الرقم القياسي الخاص به في عدد المباريات المتتالية التي يحافظ فيها على سجله خاليا من الهزائم في 28 مباراة متتالية خلال الفترة من 27 أبريل إلى الثالث من ديسمبر 2017 تحت قيادة مدربه الحالي الإسباني جوسيب جوارديولا .
ولم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة منذ أن سقط أمام مضيفه توتنهام صفر / 2 في 21 نوفمبر الماضي ليكون الفريق محافظا على سجله خاليا من الهزائم في مختلف البطولات على مدار 101 يوم سترتفع إلى 105 أيام قبل مواجهة الديربي المرتقبة يوم الأحد المقبل.